هناك مثل قديم يقول «هناك يقينان فقط في الحياة، الموت والضرائب»، لكن يبدو أنَّ هناك يقيناً ثالثاً يثبت أنه كلما تجولنا حول العالم أو نظرنا في التاريخ وجدنا الغرائب المدهشة، ولكننا لم ندرك حتى وقت قريب مدى التداخل بين هذه الغرابة والضرائب.

ففي عالم تتنوع فيه السياسات الضريبية وتتعدد أوجه التحصيل المالي، لا تقتصر الضرائب على الدخل والمبيعات فقط، بل تمتد لتشمل مجموعة من الضرائب الغريبة والطريفة التي قد تبدو للوهلة الأولى غير معقولة، وفيما يلي نستعرض بعضاً من أغرب هذه الضرائب التي فرضت عبر التاريخ وفي دول مختلفة حول العالم.

ضريبة اللحية

في أواخر القرن السابع عشر، فرض بطرس الأكبر في روسيا ضريبة على اللحية بهدف تحديث المجتمع وجعل الرجال يحلقون لحاهم.

وكان من يرغب في الاحتفاظ باللحية يضطر إلى شراء عملة رمزية تحمل العبارة التالية «اللحية عبء زائد».

وفي إنجلترا، فرض هنري الثامن وإليزابيث الأولى ضريبة مشابهة على اللحى، وفقاً لـ«ذا ورلد».

ضريبة غازات الأبقار

إن انتفاخات بطن الأبقار، هي أحد أهم مصادر غاز الميثان، الذي يعد السبب الرئيسي للاحتباس الحراري العالمي، إذ تمثل ما يقرب من 18% من غازات الاحتباس الحراري في العالم، ويؤدي الهضم البطيء للأبقار، إلى جانب نظامها الغذائي المنتج للغاز من الخضراوات، إلى تراكم مفرط لغاز الميثان في جميع أنحاء العالم، وتتفاقم المشكلة بسبب المسالخ التي تخزن آلاف الأبقار في مكان واحد، ما يخلق سحباً كبيرة من غاز الميثان.

ونتيجة لهذا، بدأت أيرلندا والدنمارك ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي في فرض ضرائب على «المنتجات الثانوية» للماشية بمعدلات متفاوتة، ففي أيرلندا من المقرر أن تبلغ الضريبة 18 دولاراً عن كل بقرة، في حين يتعين على المزارعين الدنماركيين أن يدفعوا بمعدل 110 دولارات عن كل رأس.

ضريبة البول

كان جامعو البول مشهداً شائعاً في المراحيض العامة في روما القديمة، تم استخدام البول الغني بالأمونيا في عدد من العمليات، بما في ذلك الدباغة، وإنتاج الصوف، وتنظيف وتبييض الأقمشة، وتبييض الأسنان.

لذلك عندما احتاج الإمبراطور فيسباسيان إلى زيادة خزائنه، قرر أن يفرض ضريبة على البول، يدفعها جميع مشتري البول العام.

ويعود أصل العبارة اللاتينية «المال لا رائحة له» إلى هذا القرار الضريبي، والتي لا تزال مستخدمة حتى اليوم، وتنسب إلى فيسباسيان، الذي توفي عام 79 م أثناء نوبة من الإسهال الشديد، بينما كان يتمتم بشكل مخالف «عزيزي، أعتقد أنني أصبحت إلهاً»، وفقاً لـ«منتال فلوس» الأميركي.

ضريبة البالونات الساخنة

في كانساس، تُفرض ضريبة على البالونات الهوائية الساخنة المتصلة بالأرض، بينما تُعفى تلك التي تحلق في السماء باستمرار، هذه الضريبة تعتبر إحدى الثغرات الطريفة في النظام الضريبي.

في بعض الأحيان يكون من الأسهل دفع الضريبة فقط. فإذا كنت تعيش في كانساس وتبيع منزلك، فلن تخضع للضريبة -بشرط أن تنتقل إلى منطاد الهواء الساخن، ولتحقيق توفير كبير في الضرائب، قد يكون هذا خياراً جذاباً، لكن انتظر هناك مشكلة، تخضع بالونات الهواء الساخن المقيدة بالأرض –وتبقى هناك– للضريبة، لذلك لتجنب الضرائب؛ فإن منطاد الهواء الساخن يجب أن يطير ويطير دائماً.

ضريبة عيدان الطعام

يقال إن الصينيين يستخدمون أكثر من 80 مليار زوج من عيدان تناول الطعام الخشبية التي تستخدم لمرة واحدة سنوياً، ما يتسبب في تدمير نحو 20 مليون شجرة ناضجة سنوياً في غابات البلاد، وهو ما يمثل نحو مئة فدان من أشجار الحور الرجراج والبتولا (كما يستخدم الخيزران أيضاً).

وفي عام 2006، وفي محاولة لإبطاء إزالة الغابات، فرضت الحكومة ضريبة استهلاكية بنسبة 5% على عيدان تناول الطعام الخشبية، ولكن يبدو أن هذه الضريبة لم تحدث أي فرق يذكر في استخدام هذه الأدوات التي يمكن تناولها ورميها، وفقاً لموقع «247 والست» الأميركي.

ضريبة السمنة

في إطار مكافحة السمنة، فرضت اليابان قانون «ميتابو» في عام 2008، الذي يفرض ضريبة على الأشخاص الذين تزيد مقاسات خصورهم على حد معين، يُلزم هؤلاء الأشخاص بالحصول على نصائح غذائية، وإذا لم يلتزموا بها يواجهون ضرائب إضافية.

ضريبة الظلال

في بعض المدن الإيطالية يتم فرض ضريبة على الظلال التي تلقيها اللافتات أو المظلات التابعة للمحال التجارية على الأماكن العامة، يعتبر هذا القرار واحداً من أغرب الضرائب التي تهدف إلى تنظيم استخدام الفضاء العام.

ضريبة السكسوكة

من الأفضل أن تحصل على ترخيص لممارسة هذه اللحية بجدية (السكسوكة)، فهذا أمر شائع في ولاية ماساتشوستس بالولايات المتحدة، ينص قانون قديم على أن الرجال يجب أن يدفعوا رسوم ترخيص خاصة لممارسة هذه اللحية، وهي من بقايا قرار بطرس الأكبر في روسيا.

ضريبة الوشم

منذ عام 2005، تفرض ولاية أركنساس ضريبة بنسبة 6% على خدمات الوشم وثقب الجسد والإزالة الكهربائية للشعر، تُعرف هذه الضريبة باسم «ضريبة الوشم».

هذه الأمثلة تبرز كيف يمكن للضرائب أن تكون وسيلة لتعزيز السياسات البيئية والصحية وحتى الاجتماعية، بغض النظر عن غرابتها، تُظهر هذه الضرائب الطريفة الجانب الآخر من السياسات الضريبية التي غالباً ما تكون محط جدل وتندر.