غذّى النقاش الدائر بشأن عمر الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن البالغ من العمر 81 عاماً ومدى ملائمته للترشح لفترة ثانية نقاشاً أوسع بشأن السخط العميق بين الأجيال، والغضب من اكتناز الأجيال الأكبر سناً للوظائف والثروات، ولكن صراع بايدن وترامب (78 عاماً) ليس هو السائد عالمياً، إذ لا يمثل قادة الدول فوق الثمانين إلّا 5 في المئة فقط من إجمالي القادة.

يتزايد الجدل إزاء إمكانية توظيف العجائز بعد الظهور المخيب للآمال -أكثر من مرة- للرئيس جو بايدن لدرجة تقديمه للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باعتباره «الرئيس بوتين» في قمة الناتو الأخيرة.

ووجد مركز بيو للأبحاث أن متوسط ​​عمر القادة الوطنيين هو 62 عاماً، وكانت أكبر نسبة من القادة (34 في المئة) في الستينيات من أعمارهم، وكان ما يقرب من الخُمس (22 في المئة) في الخمسينيات من عمرهم، و19 في المئة في السبعينيات من العمر، و16 في المئة في الأربعينيات من عمرهم.

هل يتبع علم إدارة الأعمال علم الديموغرافيا؟

مع اتجاه عدد كبير من دول العالم إلى رفع سن التقاعد، مع ارتفاع متوسط ​​العمر المتوقع، يشير أندرو سكوت، في كتابه «حتمية طول العمر»، إلى أن الشركات ستجد نفسها قريباً أكثر اعتماداً على العاملين الأكبر سناً، مع انخفاض عدد العمال الأصغر سناً.

ومع تزايد احتمالات مشاركة العمل مع كبار السن سيتعين على الشركات التغلب على التمييز ضد كبار السن، وهي مشكلة مستمرة منذ عقود، ففي كتابه الذي صدر عام 1974 تحت عنوان «العمل»، كتب ستادز تيركل أنه على الرغم من أن «علم الطب أسهم في زيادة متوسط ​​العمر المتوقع لدينا، فإن أصحاب العمل لم يلحقوا بالركب، إن علم الأعمال يستهجن كبار السن».

تقول إميلي أندروز، نائبة مدير العمل في مركز «الشيخوخة بشكل أفضل»، إنه بدلاً من رؤية الموظفين فقط من خلال عدسة العمر، من المهم بحث ما إذا كان الناس قادرين على القيام بوظائفهم.

يتفق سكوت مع هذا الرأي، ويتسأل «لماذا على الشخص الذي تجاوز الثمانين فقط أن يثبت قدرته المعرفية وملاءمته لهذا الدور؟»، ويضيف «نحن نفكر في العمر فقط من زاوية تدهور الصحة والإدراك، ولكن بعض الأمور تتحسن، على سبيل المثال الخبرة، ولذلك لا ينبغي حرمان كبار السن من الحقوق والفرص، بل لابد من التأكد من أن المؤسسات تتكيف لتشمل جميع الأعمار».