أصبحت كامالا هاريس هي المرشح الديمقراطي الأبرز الذي يواجه المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، بعدما استجاب الرئيس جو بايدن إلى دعوات من داخل حزبه للانسحاب من السباق الرئاسي.
حصلت هاريس على دعم من أعضاء الحزب الديمقراطي والديمقراطيين في مجلس الشيوخ، بعدما أعلن بايدن دعمه لنائبته باعتبارها الخيار الأفضل للديمقراطيين للتغلب على دونالد ترامب في نوفمبر.
وكشف عدد من استطلاعات الرأي في أوائل الشهر الجاري أن كامالا هاريس لديها فرص أفضل من بايدن في المنافسة مع دونالد ترامب، وأشار استطلاع أجرته شبكة CNN ونشرت نتائجه في الثاني من يوليو تموز إلى أن الناخبين يؤيدون هاريس بنسبة 45 في المئة مقابل 47 في المئة لترامب، وهو فارق يدخل ضمن هامش الخطأ في الاستطلاع.
وأوضح الاستطلاع أيضاً أن التأييد لهاريس من المستقلين بلغ 43 في المئة مقابل 40 في المئة لترامب، كما أن الناخبين المعتدلين من كلا الحزبين أيدوها بنسبة 51 في المئة مقابل 39 في المئة لترامب.
هل تختلف سياسة هاريس الاقتصادية عن بايدن؟
دخلت كامالا هاريس التاريخ كأول امرأة وأول أميركية سمراء وأول أميركية من أصل آسيوي، تشغل منصب نائب رئيس الولايات المتحدة بعد أدائها اليمين في يناير كانون الثاني 2021.
وليس لدى هاريس سجل طويل في السياسة الاقتصادية، إذ قضت معظم حياتها العامة كمدعية عامة، لكن الفترة القصيرة التي قضتها كعضو في مجلس الشيوخ ومرشحة للرئاسة لعام 2020 يمكن أن توفر بعض المعرفة بآرائها.
وقال جاي ليباس، كبير استراتيجيي الدخل الثابت لدى جاني مونتغمري سكوت، «من غير الواضح في هذه المرحلة كيف سيؤثر تنحي بايدن على الأسواق، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى أننا لا نعرف الكثير عن مدى اختلاف إدارة هاريس عن بايدن من حيث السياسة الاقتصادية».
ولكن يبدو أن سياسات هاريس الاقتصادية لن تختلف بشكل كبير عن إدارة بايدن نظراً لأن الحزب الديمقراطي لم يعلن عن انتقادات صريحة لسياسات بايدن، لكن كانت المخاوف الأكبر التي تسود الأجواء تتعلق بحالته الصحية.
خفض الضرائب
في أول مناظرة رئاسية ديمقراطية في عام 2019، أطلقت كامالا هاريس، التي كانت آنذاك عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، انتقاداً لاذعاً لاقتصاد ترامب ووصفت التخفيضات الضريبية بأنها هبة للأغنياء.
كما أشارت إلى أن سوق الأسهم المزدهرة تترك الطبقة الوسطى تعاني، وحذرت من أن أجندة دونالد ترامب التجارية المتهورة تضر المزارعين في قلب البلاد.
وقالت هاريس «بصراحة، هذا الاقتصاد لا يعمل لصالح العاملين.. لفترة طويلة جداً، كُتبت القواعد لصالح الأشخاص الذين يملكون أكثر، وليس لصالح الأشخاص الذين يعملون أكثر».
التضخم والديون
في الأسابيع الأخيرة، أوضحت هاريس في «جولة الفرص» الاقتصادية، أن الزيادات في الأجور تجاوزت التضخم، وأن وظائف التصنيع آخذة في النمو، وأن الديمقراطيين يكافحون من أجل إعفاء ديون القروض الطلابية، وتنذر هذه الحجج الآن بالقضية التي ستقدمها للناخبين أثناء ترشحها ضد السيد ترامب.
وقال بيل سترازولو، كبير استراتيجيي الأسواق لدى كيرف تريدينغ «يبدو أن كامالا هاريس ستكون المرشحة الديمقراطية، المدعي العام السابق ضد شخص لديه 34 إدانة جنائية، إنه أمر رائع بالنسبة للبلاد».
وأضاف سترازولو في تصريحاته لرويترز «التباطؤ المحتمل للاقتصاد، والتضخم المستمر، والأسئلة حول ما سيفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي، كل هذه الأشياء تافهة مقارنة بالضرر الذي ستحدثه إدارة ترامب الثانية، سواء كان ذلك بسبب سياساته الاقتصادية المجنونة في جميع المجالات، أو الرسوم الجمركية، أو مجرد تخليه عن أوكرانيا وكم سيكون ذلك مزعزعاً للاستقرار في أوروبا».
على جانب آخر، يرى تشاك وارن، خبير الاقتصاد السياسي أن السياسات المالية الجديدة التي ستدخلها إدارة هاريس والتي تكون أكثر تقدمية أو توسعية قد تسبب ضغوطاً تصاعدية على التضخم من خلال الإنفاق الحكومي أو التغييرات التنظيمية.
السياسات التجارية
أبقى بايدن تعريفات ترامب الأصلية على الواردات الصينية سارية، بل وأضاف مؤخراً المزيد من القيود على السيارات الكهربائية والبطاريات الصينية، ولا يتوقع الخبراء أن هاريس ستغير النهج الذي حدده بايدن، وبالتالي في هذا الصدد، لن يكون لها تأثير خاص بطريقة أو بأخرى.
ومن المقرر أن يتضاعف معدل التعريفة الجمركية على السيارات الكهربائية أربع مرات ليصل إلى 100 في المئة هذا العام، بينما سترتفع قيمة الرسوم الجمركية على أشباه الموصلات من 25 في المئة إلى 50 في المئة بحلول العام المقبل، وفقاً للبيت الأبيض.
واستوردت الولايات المتحدة بضائع بقيمة 427 مليار دولار من الصين في عام 2023، وصدّرت 148 مليار دولار إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وفقاً لمكتب الإحصاء الأميركي، وهي فجوة تجارية استمرت لعقود وأصبحت موضوعاً أكثر حساسية في واشنطن من أي وقت مضى.
ولكن خلال مناظرة تمهيدية للحزب الديمقراطي في أواخر عام 2019، وصفت السيدة هاريس ترامب بأنه «غريب الأطوار» في ما يتعلق بالسياسة التجارية وقالت إن حروبه الجمركية أضرت بمزارعي فول الصويا في ولاية أيوا، الذين واجهوا انتقاماً أجنبياً، وأشارت إلى أنها ستركز على تعزيز الصادرات الأميركية.
الإجهاض والهجرة
تعتبر هاريس مدافعة قوية عن حقوق الإجهاض، وفي مارس آذار 2024 أجرت جولة في عيادة تنظيم الأسرة في ولاية مينيسوتا التي تقدم خدمات الإجهاض، وكانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، بحسب البيت الأبيض، التي يقوم فيها رئيس أو نائب رئيس بزيارة عيادة تقدم خدمات الإجهاض.
وفي مارس آذار أيضاً، عين بايدن هاريس لقيادة جهود البيت الأبيض لمعالجة تحدي الهجرة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة والعمل مع دول أميركا الوسطى لمعالجة الأسباب الجذرية للمشكلة.
وقال بايدن في ذلك الوقت «عندما تتحدث، فإنها تتحدث نيابة عني»، مشيراً إلى أن عملها السابق كمدعية عامة لولاية كاليفورنيا يجعلها مجهزة بشكل خاص لقيادة استجابة الإدارة.
هذه هي معظم آراء كامالا هاريس حول أهم القضايا خلال فترة عملها كعضو في مجلس الشيوخ، ومدعية عامة في كاليفورنيا، ونائبة للرئيس بايدن، لكن من المتوقع أن تعلن عن خطتها عند إعلان ترشحها بشكل رسمي من قبل الحزب الديمقراطي.