تتجه أنظار الأسواق هذا الأسبوع إلى اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي، وسط ترقب المستثمرين إشارات حول خفض أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر أيلول.

ولا يتوقع معظم المحللين والمتداولين أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في يوليو تموز، حتى بعدما أظهرت البيانات الأخيرة أن التضخم مستمر في التباطؤ نحو هدف البنك المركزي طويل المدى البالغ 2%، في حين يظل النمو الاقتصادي قوياً وسوق العمل يتجه لتوازن أفضل.

وقال كبير الاقتصاديين العالميين في سيتي ناثان شيتس لوكالة فرانس برس «من الواضح أن عملية تباطؤ التضخم مستمرة، وهذا أمر مشجع للغاية بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي»، لكنه أضاف أن البنك المركزي «لا يزال أمامه الوقت لبدء دورة التخفيض».

وفي محضر اجتماع يونيو حزيران، أعرب مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي، الذين اعترفوا بتأخرهم في التحرك لوقف الارتفاع التضخمي في عامي 2021 و2022، عن مخاوفهم من خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر جداً، ما قد يعيد دفع التضخم للارتفاع عن طريق الخطأ.

توقعات متباينة حول الفائدة

أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي على الإقراض عند النطاق الحالي بين 5.25 و5.50 في المئة منذ يوليو تموز 2023، في محاولة لتقليص الطلب في أكبر اقتصاد في العالم وإعادة التضخم إلى المستوى المستهدف.

ولكن ارتفاع أسعار الفائدة يجعل الاقتراض أكثر تكلفة بالنسبة للمستهلكين والشركات، ما يؤدي بشكل غير مباشر إلى ارتفاع تكلفة كل شيء من قروض السيارات إلى الرهن العقاري على المنازل.

ومع تحرك البيانات الآن بقوة في الاتجاه الصحيح، يمكن لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول استخدام اجتماع يوليو الجاري لوضع الأساس لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، وفقاً لمذكرة من سيتي بنك.

وفي حين يتوقع معظم المحللين الآن على نطاق واسع الخفض الأول لسعر الفائدة في سبتمبر، لا يزال هناك البعض ممن يتخذون وجهة نظر أكثر حذراً بشأن الاقتصاد الأميركي.

وكتب الاقتصاديون في بنك أوف أميركا في مذكرة حديثة للعملاء «إن بنك الاحتياطي الفيدرالي متفائل بأن التخفيضات محتملة على المدى القريب، لكننا لا نعتقد أنه مستعد للإشارة إلى أن سبتمبر هو موعد الخفض الأول، ونتوقع أن يأتي في ديسمبر كانون الأول».

خفض الفائدة والانتخابات الأميركية

انتقد الرئيس السابق دونالد ترامب مراراً وتكراراً باول، الذي رشحه في فترة ولايته الماضية، وأشار إلى أنه لن يتطلع إلى إعادة تعيينه رئيساً لبنك الاحتياطي الفيدرالي إذا أعيد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني.

ومن شأن خفض أسعار الفائدة في سبتمبر أن يدفع البنك المركزي المستقل إلى وسط حملة انتخابية رئاسية ساخنة ومثيرة للانقسام بين نائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس ودونالد ترامب.

من جانبه، أصر باول على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يتبنى نهجاً يعتمد على البيانات لخفض أسعار الفائدة ولا يأخذ الاعتبارات السياسية في الحسبان.

ومع ذلك، فإن حقائق الوضع السياسي تعني أنهم إذا قرروا التخفيض، وإذا بدأت الدورة في سبتمبر، فمن المرجّح أن يجذب ذلك بعض الاهتمام السياسي، حسب ما قال شيتس من سيتي بنك.

وعلى افتراض أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيقر أول خفض لسعر الفائدة في سبتمبر، يتوقع معظم المحللين أن يخفض صناع السياسة سعر الفائدة مرة أخرى قبل نهاية العام، ربما في ديسمبر.

ورغم أنه يتوقع معظم المحللين إجراء تخفيضين على الأقل هذا العام، فقد اقترح صُنّاع السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي مؤخراً خفضاً واحداً فقط لسعر الفائدة لعام 2024، انخفاضاً من ثلاثة تخفيضات كانت متوقعة في مارس آذار.

(أ. ف. ب)