تسببت التوترات السياسية الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط في بوادر من تباطؤ الطلب على السفر إلى المنطقة، مع توقعات بأن يؤدي تصاعد التوترات إلى انخفاض الطلب على السياحة وتحديداً في المدن القريبة من منطقة الصراع.
وتضم منطقة الشرق الأوسط وجهاتٍ سياحيةً عديدة ومتنوعة، لكن هذه الوجهات يقبع أغلبها بالقرب من حدود الصراع بين فلسطين و إسرائيل.
وتصاعدت التوترات في الشرق الأوسط بعد إعلان حركة حماس مقتل رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية خلال زيارته لإيران.
وتظهر البيانات الرسمية أن بعض دول المنطقة تعرضت لتراجع حاد في عدد السياح بسبب الحرب في غزة منذ أكتوبر تشرين الأول 2023، إذ خسر الأردن نحو 4.9 في المئة من إيراداتها السياحية خلال النصف الأول من 2024، بينما هوى عدد السياح الوافدين إلى إسرائيل خلال النصف الأول من 2024 إلى نصف مليون سائح مقابل 2.1 مليون سائح في الفترة ذاتها من 2023.
وقال رئيس التحليلات في شركة فورورد كيز لتحليلات السفر، أوليفييه بونتي لـCNN الاقتصادية، إن الأردن شهد تراجعاً في عدد تذاكر الطيران الصادرة إليها خلال الفترة من يناير كانون الثاني حتى 25 يوليو تموز الماضي بنسبة 21 في المئة، بينما تراجع العدد في لبنان بنسبة 25 في المئة.
ويشير هذا إلى أن الدول المجاورة هي الأكثر تأثراً بالصراع المستمر في غزة.
ووفقاً لبيانات ستاندرد آند بورز إنتلجينس فإن السياحة أسهمت بنسبة 26 في المئة من إيرادات الحساب الجاري للبنان وفي الأردن كان الرقم 21 في المئة ومصر 12 في المئة، وفي إسرائيل 3 في المئة خلال 2022.
بوادر تباطؤ في السياحة بمنطقة الشرق الأوسط
تسببت التوترات السياسية الأخيرة في المنطقة في بوادر تباطؤ الطلب على السفر الجوي بالمنطقة، مع بقاء التوقعات لبقية العام منخفضة بنسبة 2 في المئة على أساس سنوي، بحسب رئيس التحليلات في شركة فورورد كيز لتحليلات السفر.
ويضيف أن المسافرين دائماً يعطون الأولوية بشكل متزايد للوجهات التي ينظر إليها على أنها مستقرة وآمنة، وسيؤثر تصاعد التوترات في المنطقة بلا شك على الطلب على السفر بطريقة ما.
وبحسب البيانات المتاحة لشركة فورورد كيز شهدت تذاكر الطيران الصادرة في الأيام العشرة الماضية -الفترة من 15 إلى 25 يوليو تموز الماضي- انخفاضاً بنسبة 7 في المئة على أساس سنوي.
وكانت الوجهات الأكثر تأثراً هي الوجهات المجاورة لإسرائيل والتي سجلت انخفاضاً أكبر في الطلب على السفر مثل الأردن بتراجع 21 في المئة ولبنان بانخفاض 14 في المئة.
ويعد قطاع السياحة مصدراً مهماً للتوظيف وللعملة الأجنبية في العديد من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويعني تراجع عدد السياح مزيداً من الخسائر بالنسبة للدول التي تعتمد على السياحة كمورد رئيسي لها.
طلب قوي على السياحة في الخليج
ورغم الأحداث الجارية فإن الطلب على السفر الجوي داخل الشرق الأوسط لا يزال إيجابياً لبعض الوجهات في المنطقة، إذ زادت التذاكر الصادرة لدول مجلس التعاون الخليجي حتى الآن هذا العام بنسبة 10 في المئة خلال الفترة من يناير كانون الثاني حتى 25 يوليو تموز الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لبيانات فورورد كيز لتحليلات السفر.
وقال بونتي إن وجهات مثل قطر ارتفع عدد السياح القادمين إليها بنسبة 53 في المئة خلال هذه الفترة، وكذلك الإمارات بنسبة 11 في المئة و السعودية بنسبة 10 في المئة.
ورغم قرب مصر من دول الصراع فإن بيانات وزارة السياحة والآثار المصرية تظهر ارتفاع عدد السياح خلال النصف الأول من 2024 بنسبة طفيفة ليسجل 7.069 مليون سائح بإيرادات بلغت 6.6 مليار دولار.
ومع تطور الصراع في المنطقة فإن البيانات للفترة من 15 إلى 25 يوليو تموز الماضي تظهر أن الطلب لا يزال قوياً على دول مجلس التعاون الخليجي مثل قطر التي ارتفع عدد التذاكر الصادرة لها بنسبة 21 في المئة والكويت بنسبة 17 في المئة.
فيما استمر الطلب على الوجهات الأوروبية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مع صعود الطلب على جزيرة مالطا بنسبة 25 في المئة وإيطاليا بنسبة 16 في المئة واليونان بنسبة 14 في المئة، بحسب بيانات فورورد كيز.