أعلن حزب الله اللبناني يوم السبت قصف شمال إسرائيل بصواريخ الكاتيوشا كما استهدف تمركزاً لجنود إسرائيليين ‏في موقع المرج بمسيرتين انقضاضيتين، ورد إسرائيل بهجوم على منطقة قدموس شمال شرقي مدينة صور اللبنانية، وينتظر أن يكون لتصاعد التوترات في الشرق الأوسط تداعيات اقتصادية كبيرة خاصة على أسعار الذهب.

وكان الذهب قد تجاوز أمس الجمعة حاجز الـ2500 دولار للأوقية لأول مرة، وينتظر أن تدفع التوترات السياسية في الشرق الأوسط المستثمرين والمستهلكين إلى المزيد من الإقبال على شراء الذهب كملاذ آمن.

توترات الشرق الأوسط والذهب

لم يكشف حزب الله اللبناني ما إذا كان هجوما اليوم هما رده النهائي على اغتيال القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر في 30 يوليو تموز 2024 في ضربة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، كما أن إيران لم تنفذ بعد تعهدها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس إسماعيل هنية الذي اغتيل على أرضها في 31 يوليو تموز الماضي، ما ينذر بأن المنطقة ينتظرها المزيد من التصعيد.

كانت شركة الاستشارات والتحليلات المالية ألباين ماكرو قد أشارت في مذكرة لها في وقت سابق من أغسطس آب الحالي إلى أن على المستثمرين التفكير في شراء الذهب في ظل ترجيح تتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط في الأشهر المقبلة.

وقالت الشركة إنه رغم الضغوط الأميركية والغربية على إيران إلا أن بعض أشكال الانتقام من إيران أمر محتمل.

وأضافت الشركة أن هناك «خطراً ضئيلاً» بأن تتخذ إيران إجراءً غير متوقع مثل إعلان نفسها قوة نووية، ما من شأنه أن يغير بشكل كبير توازن القوى الإقليمي ويدخل المزيد من المخاطر.

وتؤكد المذكرة أن الصراع في الشرق الأوسط لديه «فرصة قوية للتصعيد في الأشهر الستة إلى التسعة المقبلة»، وهو ما من المرجح أن يعزز أسعار الطاقة ويزيد من قيمة أصول الطاقة خارج المنطقة.

ونظراً لهذه الشكوك توصي الشركة بالاستثمار في الذهب، مشيرة إلى أن الذهب يظل أفضل وسيلة للتحوط ضد المخاطر الجيوسياسية، وتنصح ألباين ماكرو المستثمرين بالحفاظ على أو زيادة حيازاتهم من الذهب كإجراء وقائي ضد التقلبات المحتملة.

من جانبه قال كبير محللي السوق لدى شركة إف إكس برو، أليكس كوبتسكيفيتش إن الذهب قد يتداول في نهاية المطاف عند مستوى يتراوح بين 2800 و2900 دولار للأوقية.

أسعار الفائدة والذهب

ارتفاع الذهب لا تحركه التوترات السياسية في الشرق الأوسط فقط، بل يدعمه أيضاً التوقعات بأن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي- البنك المركزي في أميركا- دورة التسيير النقدي ويبدأ بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في سبتمبر أيلول 2024.

وعادة ما تكون العلاقة عكسية بين أسعار الذهب وأسعار الفائدة فكلما زادت الفائدة قل سعر المعدن الذي لا يدر دخلاً، وعندما تخفض أسعار الفائدة يزيد الإقبال على الذهب.

وتُظهر توقعات المتداولين على أداة فيد ووتش، احتمالية بنسبة 74.5 في المئة لخفض أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر أيلول بواقع 25 نقطة أساس، مقابل احتمالية قدرها 25.5 في المئة لخفض الفائدة 50 نقطة أساس.

ومن المقرر أن يجتمع بنك الاحتياطي الفيدرالي لإعلان قرار السياسة النقدية المقبل يومي 17 و18 من سبتمبر أيلول المقبل.

كما شهد يوم الجمعة انخفاض مؤشر الدولار 0.4 في المئة ليسجل خسائر للأسبوع الرابع على التوالي، ما يجعل الذهب أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى.