طالما انتقدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اندماج الشركات ومخاطرها على سياسات مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة، وهو موقف من المتوقع أن يكون أقل صرامة إذا عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وسّع المعينون من قبل بايدن، مثل رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية لينا خان ومساعد المدعي العام جوناثان كانتر، نطاق الرقابة الحكومية على مكافحة الاحتكار للنظر في قضايا مثل تأثير صفقات الاندماج على العمال وعلى الشركات الجديدة المحتمل دخولها إلى السوق.
قوبلت هذه السياسة بانتقادات من قِبل صانعي الصفقات الذين اشتكوا من التكاليف الإضافية الناجمة عن هذا التدقيق المتزايد، في حين يصر المسؤولون على أنهما نجحوا في ردع صفقات كان يمكن أن تؤثر سلباً على السوق.
ولكن مع مرور الوقت على فترة ولاية بايدن، بدأ مراقبو سياسات مكافحة الاحتكار وعقد الصفقات في التفكير في ما سيأتي بعد ذلك، بينما يدرس الناخبون سياسات المرشحين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب.
هل يتغير الوضع في عهد ترامب؟
اتخذ بايدن نبرة عدائية تجاه عقد صفقات الاندماج والاستحواذ في وقت مبكر من رئاسته، قائلاً إن عدداً كبيراً للغاية من الشركات الكبرى تحتكر السوق، وقد وقّع أمراً تنفيذياً في يوليو تموز 2021 شمل إنفاذاً أكثر صرامة لمكافحة الاحتكار، وعزز المنافسة في السوق.
وتظهر بيانات صفقات الاستحواذ والإندماج من معهد عمليات الاندماج والاستحواذ والتحالفات (IMAA) تزايد عدد الصفقات وقيمتها خلال فترة ولاية ترامب الأولى حتى وصلت إلى ذروتها في عام 2021، قبل أن تبدأ بالتراجع في عهد الرئيس الحالي جو بايدن لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ 2016.
ومع ذلك، أشار مسؤول إنفاذ القانون السابق في لجنة التجارة الفيدرالية، رايان كيليان، إلى بيانات تفيد بأن اللجنة الحالية رفعت بالفعل دعاوى قضائية أقل من سابقاتها، وقال في ورقة بحثية صدرت في أكتوبر تشرين الأول 2023 إن «خطاب إدارة بايدن يفوق أرقام التنفيذ الخاصة بها».
وفي حين أنه من المتوقع على نطاق واسع أن يؤدي فوز ترامب إلى إنفاذ أقل لمكافحة الاحتكار والمزيد من إبرام الصفقات مقارنة بانتصار هاريس، فحتى هذه النتيجة ليست مؤكدة، إذ لا تركز سياسات التحالف الجمهوري اليوم على مصالح الشركات فحسب، بل تتضمن آراء شخصيات مثل المرشح لمنصب نائب ترامب السيناتور جيه دي فانس، الذي أشاد بسياسات لينا خان.
وقال هاري فيرست الأستاذ بجامعة نيويورك «هناك الكثير من عدم اليقين هناك، إن التوجه الشعبوي لبعض أعضاء ائتلاف ترامب يجعل من الصعب التنبؤ بما سيحدث».
وتوقع أحد المصرفيين في وول ستريت، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن فوز ترامب في الانتخابات سيكون تأثيره بين إيجابي وإيجابي للغاية بالنسبة لعقد صفقات الاندماج، لكنه حذّر من أن التفاؤل بشأن تحول السياسة المحتمل في عهد ترامب تحد منه المخاوف بشأن تجدد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
في غضون ذلك، لا تزال هناك عدد من الدعاوى القضائية المعلقة ضد عمالقة التكنولوجيا أبل وأمازون وغوغل وميتا الشركة الأم لفيسبوك، وتنتظر التوجه الجديد لقرار ما إذا كان يجب المضي قدماً في التقاضي أو اتخاذ طريق آخر، مثل التسوية أو الفصل.
(أ ف ب)