2512 دولاراً لكل أونصة هو ما وصل إليه سعر الذهب بعد إعلان رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول إرخاء يده عن سعر الفائدة في اجتماعات جاكسون هول في ولاية وايمونغ قبل يومين.. وتسبب قرار بأول في زيادة بريق المعدن الأصفر الذي أصبح أصلاً أكثر ديمقراطية وجاذبية للكثيرين ممن لم يكن يجذبهم بريق الذهب قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وازدادت رغبة التحوط بالذهب بين الأفراد والبنوك المركزية للحفاظ على القيمة الفعلية للمدخرات والاحتياطات بسبب التطاير الشديد الذي تعيشه العملات الورقية وبفعل التضخم الذي يأكل جيوب المستهلكين ويخيم على الكثير من الاقتصادات في الأعوام الماضية.
قال كبير استراتيجي الأسواق لأوروبا وآسيا في المجلس الذهب العالمي، جون رييد في اتصال مع CNN الاقتصادية إن «تصريحات جيروم باول الخاصة بخفض سعر الذهب كان لها تأثير واضح على الأسواق، لكن المستثمرين في الذهب كانوا يتوقعون ارتفاعاً أكبر لسعر المعدن الأصفر خاصة بعد الأداء الجيد في الأسبوع السابق، ما سبب لهم قدراً من الإحباط، ولكننا اليوم نحتكم إلى التاريخ الذي يؤكد أن الذهب يشهد ارتفاعاً دائماً وقت تخفيض أسعار الفائدة».
يتبقى ثلاثة اجتماعات للاحتياطي الفيدرالي الأميركي حتى نهاية العام ويتوقع رييد أن تشهد أسعار الفائدة تخفيضاً بقدر 100 أو 150 نقطة أساس، أي واحد أو واحد ونصف في المئة، خلال هذه الفترة.
وأضاف خبير الذهب أن «التخفيض بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماعٍ واحد سيكون جيداً، وإذا كان التخفيض أقل فسيخيم الإحباط ما سيدفع المستثمرين قصيري الأجل إلى جني الأرباح، ما يجعل المخاطر متوازنة».
ومع عملية جني الأرباح من قبل المستثمرين قصيري الأجل، فمن المتوقع أن ترفع البنوك المركزية حول العالم احتياطاتها من الذهب، والتي شهدت تعاظماً لأكثر من عامين.
فبنك الشعب الصيني، البنك المركزي الصيني، قام بزيادة احتياطياته من الذهب لمدة 18 شهراً، كما أعربت البنوك المركزية في الأسواق الناشئة عن عزمها المضي قدماً في زيادة احتياطياتها من المعدن الأصفر.
ولكن الرئيس التنفيذي لشركة فولفينغ القابضة المالكة لمنصة منجم لبيع المعادن الثمينة بمصر، سامح الترجمان، يرفض الانخراط في توقع سعر للذهب، وقال في اتصال مع CNN الاقتصادية إن «التوترات الجيوسياسية في العالم مثل الحرب التي يشهدها الشرق الأوسط والحرب بين أوكرانيا وروسيا والاضطرابات المتعلقة بالملاحة قرب الصين سيكون لها تأثير جيد على أسعار الذهب بسبب حالة عدم اليقين التي تخلفها هذه الصراعات على العالم».
وفضلاً عن عدم اليقين الذي تغذيه التوترات الجيوسياسية فإن انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة واحتمالية عودة الرئيس السابق دونالد ترامب ستلقي بظلالها دون شك على كل المؤشرات الاقتصادية وعلى رأسها الذهب، إذ أدرك الكثيرون في العالم أن سعر الأونصة هو الأصل في كل شيء.
وتشير البيانات التاريخية لموقع غولد برايس أن سعر كيلوغرام واحد من الذهب كان يبلغ 10 آلاف دولار أميركي في عام 2000 ولكنه يقترب اليوم من 81 ألف دولار.
ويذهب البعض إلى وصول سعر الأوقية إلى 3000 دولار بحلول نهاية العام وهو رقم كبير في المعادلة، لكنه مدفوعٌ بوصول الذهب إلى أكثر من 2500 دولار لكل 31.1 غرام هذا الصيف.