تقلص عدد الوظائف المتاحة في الولايات المتحدة أكثر مما كان متوقعاً في يوليو تموز الماضي، ما يشير إلى أن الطلب على العمالة لا يزال يتراجع في ظل تراجع سوق العمل.

وانخفضت فرص العمل في يوليو تموز للشهر الثاني على التوالي إلى نحو 7.67 مليون، مقارنة بـ7.91 مليون في يونيو حزيران، وفقاً للبيانات الجديدة التي أصدرتها إدارة إحصاءات العمل الأميركية يوم الأربعاء.

وهذا هو أدنى عدد من الوظائف المتاحة منذ يناير كانون الثاني 2021، أو نحو ثلاث سنوات ونصف السنة.

كان الاقتصاديون يتوقعون أن تصل إعلانات يوليو تموز إلى 8.1 مليون، وفقاً لتقديرات «فاكت ست».

البيانات الصادرة يوم الأربعاء هي الأولى في سلسلة من المؤشرات الاقتصادية المهمة التي ستصدر هذا الأسبوع بشأن سوق العمل الأميركية، والتي ستصل ذروتها بتقرير الوظائف يوم الجمعة، ومع اقتراب خفض أسعار الفائدة المرتقب خلال أسبوعين، تركز وول ستريت والأسواق بشكل مكثف على ما إذا كان تراجع سوق العمل قد يعني خفضاً كبيراً.

كيف تبدو سوق العمل الأميركية؟

انخفضت فرص العمل، التي تُعتبر مقياساً للطلب على العمل، بشكل كبير عن مستوياتها القياسية عندما كان الاقتصاد الأميركي يتعافى بشدة من الجائحة، وكان الطلب على العمالة يتجاوز العرض المتاح على الفور.

ومع تباطؤ سوق العمل، عاد ذلك إلى حالة التوازن؛ إذ إن هناك الآن ما يقرب من 1.1 وظيفة متاحة لكل شخص يبحث عن وظيفة واحدة، ولم تكن تلك النسبة بهذا الضيق منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وعلى الرغم من أن التخفيف في مكاسب الوظائف كان شيئاً متوقعاً، فإن المخاوف قد ازدادت مؤخراً من أن سوق العمل لا تنحني فقط تحت وطأة زيادات أسعار الفائدة التي يفرضها الاحتياطي الفيدرالي لمكافحة التضخم، بل إنها في الواقع تتعرض للتحطم.

وأظهر تقرير الوظائف الشهري لشهر يوليو تموز زيادة قدرها 114 ألف وظيفة فقط -وهو ما يقل بكثير عن التوقعات- وارتفعت نسبة البطالة إلى 4.3 في المئة من 4.1 في المئة. وعلى حدة، أظهرت مراجعات بيانات سوق العمل السنوية أن مكاسب الوظائف للسنة المنتهية في مارس آذار 2024 كانت أقل قوة مما كان يُعتقد في البداية.

في الوقت ذاته، تراجع التضخم بشكل كبير، ما يجعل الاحتياطي الفيدرالي على بعد أسابيع فقط مما يُحتمل أن يكون أول خفض لسعر الفائدة منذ أن بدأ البنك المركزي دورة التشديد لمكافحة التضخم قبل أكثر من عامين، وكل الأنظار تتجه نحو مجموعة بيانات سوق العمل التي ستصدر هذا الأسبوع.

تقرير مسح فرص العمل وتداول العمالة، على الرغم من كونه أكثر نظرة إلى الوراء مقارنة بمعظم البيانات، يقدم نظرة حاسمة على التغيرات داخل سوق العمل وما إذا كان معدل التغيير لا يزال عند مستويات صحية.

في يوليو تموز، انتعشت أنشطة التوظيف بعد أن انخفضت بشكل حاد في الشهر السابق، إذ بلغ عدد التعيينات 5.52 مليون مقابل 5.25 مليون؛ وظل عدد الأشخاص الذين استقالوا من وظائفهم طوعاً ثابتاً نسبياً عند 3.28 مليون مقابل 3.21 مليون في يونيو حزيران.

بينما تُظهر الوظائف المتاحة والتوظيف والاستقالات سوق عمل مستقرة، لم يكن تقرير اليوم خالياً من علامات التحذير؛ إذ أشار إلى ارتفاع عمليات التسريح والفصل في يوليو تموز إلى 1.76 مليون، وهو أعلى مستوى شهري منذ ربيع العام الماضي، عندما كانت عمليات تسريح العاملين في قطاع التكنولوجيا تتزايد.

على الرغم من الزيادة، فإن معدل التسريحات ظل ضمن النطاق الذي تم رؤيته خلال العام الماضي وأقل من المتوسطات التاريخية، وفقاً لبيانات مكتب إحصاءات العمل.

(أليسا والاس – CNN)