تعتمد روسيا يوماً بعد يوم على العلاقة التجارية مع الصين لمواجهة العقوبات الغربية المفروضة عليها عقب غزوها أوكرانيا في عام 2022 وفقدانها جزءاً كبيراً من السوق الأوروبية لمنتجها الأبرز النفط، وقد زادت تدفقات التجارة مع الصين بنسبة تزيد على 26 في المئة إلى 240 مليار دولار في 2023 وشكل النفط ما يقرب من ثلثي ذلك.

في البيان المشترك الصادر في أعقاب قمتهما في مايو أيار 2024 في العاصمة الصينية بكين، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ بتعميق «التعاون في مجال النفط والغاز الطبيعي والغاز المسال والفحم والكهرباء»، بالإضافة إلى ضمان «النقل غير المعوق لموارد الطاقة» لتصبح الطاقة وخاصة النفط قلب التعاون الاقتصادي الروسي- الصيني.

الطاقة.. أبرز مجالات التعاون الروسي-الصيني

ومنذ 5 ديسمبر كانون الأول 2002 حتى نهاية أغسطس آب 2024 هيمنت الصين على نحو 47 في المئة من صادرات روسيا من النفط الخام، متبوعة بالهند التي بلغت حصتها 37 في المئة ثم الاتحاد الأوروبي 6 في المئة وتركيا 6 في المئة، وفقاً لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف.

وفيما يتعلق بالمنتجات النفطية حلت الصين ثانية إذ بلغت حصتها من الصادرات الروسية 12 في المئة لم يسبقها سوى تركيا التي تستحوذ على 24 في المئة من صادرات المنتجات النفطية الروسية.

وحلت الصين في الوصافة بالنسبة للصادرات الروسية من الغاز الطبيعي المسال بحصة بلغت 21 في المئة، فيما كانت الصدارة من نصيب الاتحاد الأوروبي الذي استحوذ على 50 في المئة من صادرات الغاز المسال الروسي.

الأمر ذاته تكرر في صادرات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب فحلت الصين ثانية بنسبة 28 في المئة من إجمالي الصادرات وجاء الاتحاد الأوروبي في الصادرة بنسبة 40 في المئة.

كما تعد الصين أبرز مستورد للفحم الروسي وهيمنت على نحو 45 في المئة من إجمالي صادرات روسيا من الفحم في الفترة ذاتها.

وتظهر البيانات مدى التعاون الكبير بين البلدين في مجال الطاقة، فالصين إما في الصدارة، أو على الأكثر الوصافة عندما يتعلق الأمر بصادرات قطاع الطاقة من روسيا.

شهر أغسطس آب 2024 لم يكن مختلفاً، فكانت الصين أكبر مشترٍ للوقود الأحفوري الروسي في أغسطس إذ بلغت حصتها 45 في المئة ما يساوي نحو 6.2 مليار يورو من عائدات التصدير الشهرية لروسيا من أكبر خمسة مستوردين، وشكل النفط الخام 61 في المئة نحو 3.9 مليار يورو من واردات الصين من روسيا.

ومنذ فرض العقوبات حتى نهاية أغسطس 2024 كان التنفيذ الكامل لسياسة سقف الأسعار حال تطبيقه من شأنه أن يخفض عائدات روسيا بنسبة 8 في المئة نحو 22.3 مليار يورو، وفي أغسطس آب 2024 وحده كان التنفيذ الكامل لسقف الأسعار من شأنه أن يخفض العائدات بنسبة 10 في المئة نحو 1.25 مليار يورو.

ورغم تراجع الطلب على النفط في الصين -أكبر مستورد للنفط في العالم- فإنها حافظت على مستويات استيرادها تقريباً من حليفتها روسيا خلال العام الحالي.