قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، إنه من المتوقع أن تصل التجارة بين روسيا والصين إلى مستوى قياسي جديد يبلغ 200 مليار دولار هذا العام، وذلك خلال رحلته إلى الصين، إذ تواجه موسكو عزلة متزايدة من الغرب.
تعرضت روسيا ل عقوبات غربية غير مسبوقة منذ أن شنت حرباً مدمرة ضد أوكرانيا وأُبعدت عن جزء كبير من الاقتصاد العالمي.
لكن الصين، أعلنت أنه «لا حدود» لصداقتها مع جارتها الشمالية، أمدت الكرملين بشريان حياة اقتصادي، ما خفف من تأثير إبعاده عن النظام المالي العالمي.
وقد قفزت التجارة الثنائية في العام الماضي بما يقارب 30 في المئة إلى مستوى قياسي بلغ 190 مليار دولار، مدعومة بشكل أساسي بشراء الصين للطاقة الروسية.
هذا العام، استمرت تجارتهم في الارتفاع، بزيادة 41 في المئة في الأشهر الأربعة الأولى، وفقاً لأرقام الجمارك الصينية.
وقال ميشوستين خلال كلمة ألقاها في منتدى الأعمال الصيني الروسي في شنغهاي، يوم الثلاثاء، «أعتقد أننا سنكون قادرين هذا العام على تحقيق الأهداف التي حددها قادة البلدين ورفع إجمالي التجارة إلى 200 مليار دولار»، وفقاً لجريدة الدولة الصينية «غلوبال تايمز».
سيكون ذلك قبل عام واحد من الجدول الذي حدده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الصيني شي جين بينغ في عام 2019.
وقال ميشوستين إن التعاون في مجال الطاقة مع الصين يظل «الأولوية المطلقة لروسيا».
تعزيز التعاون
والتقى رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ مع ميشوستين في بكين يوم الأربعاء، وقال إن بلاده مستعدة للعمل مع روسيا لتعزيز تعاونهما العملي في مختلف المجالات والارتقاء به إلى «مستوى جديد»، وفقاً لرويترز.
في غضون ذلك، قال ميشوستين إن الحكومتين تبذلان «جهوداً منسقة» لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين شي وبوتين في اجتماعهما في مارس آذار إلى «المستوى الأعلى»، وفقاً لوكالة الأنباء الروسية الحكومية “تاس”.
كما شدد رئيس الوزراء على أن علاقاتها «على مستوى عالٍ غير مسبوق» و«الاحترام المتبادل لمصالح بعضنا بعضاً»، حسبما ذكرت “تاس”.
ومن المتوقع أن يجتمع ميشوستين أيضاً مع شي يوم الأربعاء.
تجاوزت روسيا السعودية لتصبح أكبر مورد للنفط الخام للصين منذ فبراير شباط، وفقاً لمعظم الإحصاءات الصادرة عن هيئة الجمارك الصينية.
كما خطط البلدان أيضاً لبناء خط أنابيب «باور أوف سيربيا» لنقل المزيد من الغاز الروسي إلى الصين عبر منغوليا.
قال ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي، إن إمدادات الطاقة الروسية إلى الصين قد تزيد بنحو 40 في المئة هذا العام، حسبما ذكرت «غلوبال تايمز».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين روس آخرين في المنتدى قولهم إن رقم 200 مليار دولار يعني أيضاً أن الصين ستشتري المزيد من المنتجات الزراعية من روسيا، وأن الشركات الصينية ستنتج المزيد من السيارات محلياً في البلاد.
وقال ميشوستين إن البلدين سيعززان التعاون المالي أيضاً، وقال أندري كوستين، الرئيس التنفيذي لبنك «في تي بي» الروسي الحكومي، في المنتدى، إن البنك المركزي الروسي يخزن اليوان ويقدّم اليوان والروبل لأكثر من 70 في المئة من تجارة البلدين.