في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية، سلَّط البيان المشترك لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأميركي جو بايدن، الضوء على شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التجارة الثنائية والطاقة النظيفة، وهذا التعاون يعكس التزام البلدين بتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التحديات العالمية، خصوصاً في مجالي المناخ والطاقة.

وجاء ذلك عقب لقاء الرئيسين على خلفية الزيارة التي قام بها رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد يوم الاثنين 23 سبتمبر أيلول 2024 إلى واشنطن.

أبرز نقاط البيان الأميركي الإماراتي المشترك

التجارة الثنائية والطاقة

كشف البيان أن حجم التجارة الثنائية السنوية بين الولايات المتحدة والإمارات بلغ 40 مليار دولار، مع 26 مليار دولار صادرات أميركا إلى الإمارات، ويُظهر هذا الرقم القوي عمق الشراكة الاقتصادية بين البلدين.

وأشار البيان إلى استثمارات شركة مايكروسوفت في الإمارات، حيث تستثمر 1.5 مليار دولار في مجموعة G42 الإماراتية، بهدف تسريع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وإفريقيا.

وأوضح التعاون بين الدولتين في مشروع الممر الاقتصادي الذي يهدف إلى تعزيز التجارة، خلق فرص العمل، وتوزيع الطاقة النظيفة بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

وبيَّن البيان المشترك التزام الإمارات والولايات المتحدة ببناء مشروعات طاقة بقدرة 3 غيغاواط، بالإضافة إلى إنشاء 3,000 كم من خطوط النقل و500,000 وصلة جديدة للمنازل في إفريقيا.

استثمارات الطاقة المتجددة

تستهدف شركة أيميا باور الإماراتية AMEA Power إنتاج 5 غيغاواط من الطاقة المتجددة في إفريقيا بحلول عام 2030، مع استثمار بقيمة 5 مليارات دولار من شركة أفيري فاينانس Averi Finance.

كما تمتلك الإمارات حصة 35% في منشأة الهيدروجين والأمونيا منخفضة الكربون التابعة لشركة إكسون موبيل، والتي ستنتج نحو 900,000 طن سنوياً لدعم الانتقال نحو الطاقة النظيفة.

التنسيق المناخي الأميركي الإماراتي

أسهمت القيادة المشتركة للولايات المتحدة والإمارات في تحقيق نتائج هامة في مؤتمر المناخ COP28، بما في ذلك شراكة لتسريع الطاقة النظيفة.

نجحت الشراكة في تحقيق نتائج بارزة في COP28، تحت ما يُعرف بـ«اتفاق الإمارات» التاريخي؛ (ويرسي «اتفاق الإمارات» معايير جديدة للعمل المناخي العالمي من خلال وصول الدول الأطراف إلى اتفاق عادل ومنصف يتماشى مع النتائج العلمية ويسهم في الحد من الأخطار التي تواجهها الدول الأكثر عرضة لتداعيات التغير المناخي بما يحقق التوازن بين متطلبات التنمية والعمل المناخي)، ما يعكس أهمية هذه اللحظة في خلق فرص عمل في مجال الطاقة النظيفة وإعادة تنشيط المجتمعات.

وتُعد هذه الشراكة مبادرة رئيسية تركز على مكافحة فقر الطاقة في إفريقيا، مع التزامات تشمل، استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار من أفيري فينانس Averi Finance، ومشروعات توليد طاقة بقدرة 3 غيغاواط و500,000 وصلة جديدة للمنازل والأعمال، وتجنب أو تقليل 90 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

استثمارات أدنوك

ستمكن حصة أدنوك البالغة 35% في منشأة إكسون موبيل في بايتاون، تكساس، من إنتاج 900,000 طن من الأمونيا منخفضة الكربون سنوياً.

كما أن استثمار بلينث إينرجي Plynth Energy في زاب إينرجي Zap Energy يهدف إلى تطوير تقنيات طاقة الاندماج القابلة للتوسع.

وكجزء من التعهد العالمي للميثان، ستعمل الولايات المتحدة والإمارات معاً على تقليل انبعاثات الميثان من خلال المعايير والتنظيمات، داعيتين الدول الأخرى للانضمام.

وأكد قائدا البلدين على أهمية الابتكارات في مجال التكنولوجيا الزراعية والزراعة العمودية لتعزيز الأمن الغذائي في المناطق الضعيفة.

الإمارات تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026

ستستضيف الإمارات مؤتمر الأمم المتحدة للمياه عام 2026 مع السنغال؛ ما يبرز أهمية توفير المياه النظيفة في مواجهة التغير المناخي.

وتظهر هذه الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والإمارات التزاماً قوياً نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التعاون في مواجهة التحديات العالمية، إذ تسعى الدولتان من خلال هذه المبادرات إلى تعزيز الاستثمارات وتحقيق نتائج إيجابية في مجالات التجارة والطاقة والمناخ.