توقعت شركة فيتش سوليوشنز أن يدخل اقتصاد منطقة الشرق الأوسط العام الجديد 2025 على أرض هشة، متأثراً من اتساع رقعة الصراع في المنطقة وتأثيره على المؤشرات الاقتصادية.

وقالت رئيسة إدارة المخاطر بمنطقة الشرق الأوسط في فيتش سوليوشنز، رامونا مبارك، في ويبنار اليوم الأربعاء، إن اقتصاد المنطقة سينمو بنسبة 1.8 في المئة خلال 2024، على أن يرتفع إلى 3.4 في المئة في 2025 لكنه يظل أقل من 4 في المئة التي كانت فيتش سوليوشنز تتوقعها في أغسطس آب الماضي.

وبحسب توقعات فيتش سوليوشنز فإن معدل النمو في دول الصراع سيتأثر بشدة، إذ تتوقع أن ينكمش الاقتصاد اللبناني بنسبة 18 في المئة خلال 2024 واقتصاد الضفة الغربية وغزة بنسبة 30 في المئة.

وستبلغ خسائر الاقتصاد اللبناني 5 مليارات دولار جراء الحرب وتوسع نطاقها.

وتشير التقديرات إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي سينمو 1.2 في المئة خلال 2025.

وقالت فيتش سوليوشنز إنها خفضت التوقعات لنمو اقتصاد إسرائيل مع اشتداد الصراع في المنطقة، ومع ارتفاع الإنفاق العسكري الكبير على الحرب.

وتتوقع فيتش سوليوشنز أن يستمر البنك المركزي الإسرائيلي في دعم الشيكل خلال العام المقبل من خلال احتياطي النقد الأجنبي.

نمو اقتصاد مصر

وخفضت فيتش سوليوشنز التوقعات لنمو اقتصاد مصر خلال العام المالي المقبل إلى 3.8 في المئة من 4.2 في المئة كانت تتوقعها سابقاً، بحسب رامونا مبارك.

وقالت إن توترات الشرق الأوسط لا تزال تؤثر على الاقتصاد المصري وتحديداً بالنسبة لإيرادات قناة السويس والسياحة، بجانب ارتفاع معدلات التضخم.

وتوقعت مبارك ألا تصل مصر لهدفها بالوصول بسعر الوقود عند سعر التكلفة بحلول نهاية 2025، دون أن تزيد من أسعار الوقود بقيمة كبيرة.

وقالت إن هذا قد يكون السبب وراء طلب مصر مد أجل تنفيذ إصلاحات صندوق النقد الدولي.

وكان مسؤول حكومي، قال لـCNN الاقتصادية إن الحكومة المصرية بدأت التواصل مع صندوق النقد الدولي للاتفاق على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المتفق عليها في برنامج الإصلاح الاقتصادي المبرم في مارس آذار الماضي، لكن على مدة أطول.

وخلال العام الجاري رفعت مصر أسعار الوقود 3 مرات، وكانت الحكومة المصرية تهدف إلى الوصول بالسعر للتكلفة بحلول نهاية 2025.

وقالت مبارك إن مصر تحتاج إلى تلقي التمويلات من صندوق النقد نظراً لأنه يسهم في حصول مصر على تمويلات أخرى، مشيرة إلى أنها لا تعتقد أن مصر ستوقف برنامجها مع الصندوق.

وفي مارس آذار الماضي اتفقت مصر مع صندوق النقد الدولي على زيادة قيمة قرضها إلى 8 مليارات دولار، بعد أن اجتازت المراجعة الثالثة لبرنامج القرض.

وكان من المقرر أن تزور بعثة من صندوق النقد مصر لإجراء المراجعة الرابعة خلال الشهر الجاري أو الشهر المقبل، إلّا أن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، قال إن مصر والصندوق توافقا على تأجيل الزيارة لتكون بعد اجتماعات الصندوق السنوية في واشنطن المقررة نهاية الشهر الجاري، مشيراً إلى أن كل المستهدفات التي كانت موضوعة تحققت.

وتتوقع رامونا أن يسجل سعر الدولار مقابل الجنيه بين 47.8 إلى 49.5 جنيه خلال العام المقبل 2025.

وقالت إن أي تحرك في سعر الصرف في مصر سيتوقف على مصادر تدفقات العملة الصعبة لمصر وتحديداً من قناة السويس وإيرادات السياحة.

نمو اقتصاد دول الخليج

وتتوقع فيتش سوليوشنز أن ينمو اقتصاد دول الخليج بنسبة 1.2 في المئة خلال 2024 على أن يتسارع في 2025 إلى 4.3 في المئة.

وقالت مبارك إنهم لا يتوقعون أي تغير في إنتاج النفط من مجموعة أوبك+ حتى أبريل نيسان المقبل.

وبحسب فيتش فإن الإمارات ستكون الأسرع نمواً في دول الخليج خلال 2024 لتسجل 4 في المئة و5. 2 في المئة في 2025، إذ أبدى اقتصاد أبوظبي نمواً قوياً هذا العام مدعوماً بالقطاع غير النفطي.

وتشير التوقعات إلى أن اقتصاد السعودية سينمو 4.6 في المئة خلال 2025، مستفيداً من انتهاء تخفيضات أوبك+ وكذلك الاستمرار في تيسير السياسة النقدية.

وتشير البيانات إلى أن نمو اقتصاد الكويت سيكون الأقل ضمن دول الخليج خلال 2024 ليبلغ 1.8 في المئة، إذ لا يزال القطاع غير النفطي أقل إسهاماً في الاقتصاد مقارنة بالقطاع النفطي.