استفادت صادرات مصر من العنب من أزمة الشحن في البحر الأحمر، إذ نفذت الصادرات إلى بريطانيا وروسيا بكميات أكبر بعد أن تراجعت صادرات الهند بسبب استهداف السفن في البحر الأحمر.

وبحسب تقرير لوزارة الزراعة الأميركية فإن صادرات مصر من العنب الفترة من يناير كانون الثاني إلى يونيو حزيران 2024 ارتفعت بنسبة 12.7 في المئة مقارنة بالفترة نفسها خلال العام الماضي.

ويعزو التقرير هذه الزيادة إلى ارتفاع كبير في الصادرات إلى روسيا والمملكة المتحدة، وكلاهما من الأسواق الرئيسية للعنب المصري، كما أن العنب المصري حظي بمنافسة أقل من دول الهند وإسبانيا.

وقال التقرير إنه بسبب أزمة الشحن في البحر الأحمر وهجمات الحوثيين على السفن، كان المصدرون مترددين في شحن العنب إلى الشرق الأقصى بسبب أوقات العبور الطويلة عن طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس، بالإضافة إلى زيادة تكاليف الحاويات والشحن.

وأثرت توترات البحر الأحمر في الصادرات الهندية من عنب المائدة إلى المملكة المتحدة وروسيا.

ويتوقع التقرير أن ترتفع صادرات مصر من العنب بنسبة 5.7 في المئة ليسجل نحو 202 ألف طن في الموسم التصديري 2024-2025.

وسيأتي ارتفاع الصادرات مدفوعاً بزيادة جودة العنب خاصة من المزارع التي تركز على التصدير.

ولمواجهة تحديات الشحن، تستثمر الحكومة المصرية، جنباً إلى جنب مع شركاء القطاع الخاص، في تطوير لوجستيات سلسلة التبريد لتسهيل زيادة الوصول إلى سوق الاتحاد الأوروبي.

ووقعت الحكومة المصرية مؤخراً اتفاقية مع إيطاليا لنقل المنتجات الطازجة والسلع الأخرى من خلال خط الرورو، وأعلنت انطلاق أو سفينة بين ميناءي دمياط المصري وتريستا الإيطالي في 29 نوفمبر تشرين الثاني الحالي، ضمن خطة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات.

وبحسب تقرير وزارة الزراعة الأميركية فإن صادرات العنب المصرية زادت خلال السنوات الأربع الماضية بسبب زيادة الطلب من جانب الأسواق الرئيسية (مثل روسيا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي) وتحسن مستوى العنب وحجمه ولونه ومذاقه.

إنتاج مصر من العنب

يتوقع أن يبلغ إنتاج مصر من العنب عند 1.75 مليون طن في الموسم 2024-2025 بزيادة قدرها 22 ألف طن على الموسم التسويقي السابقة.

ويرجع التقرير ذلك إلى زيادة المساحة المزروعة مع إدخال أصناف جديدة من العنب، أدّت إلى تحسين الإنتاج ونوع الفاكهة.

ويعتبر العنب من أكثر الفواكه نمواً في مصر، ويأتي في المرتبة الثانية بعد الحمضيات، وينتشر في جميع أنحاء البلاد من الشمال إلى الجنوب.

ويبدأ موسم الحصاد في مصر لأصناف العنب المبكرة في أواخر مايو أيار وينتهي في سبتمبر أيلول، بينما يبدأ حصاد الأصناف المتأخرة في أواخر يونيو حزيران وينتهي في نوفمبر تشرين الأول، وفقاً للتقرير.

ويتوقع التقرير أن يبلغ الاستهلاك المحلي للعنب الطازج في مصر نحو 1.55 مليون طن خلال الموسم 2024-2025، بزيادة قليلة على الموسم الماضي، مدفوعة بشكل أساسي بالنمو السكاني وزيادة المهاجرين من البلدان المجاورة إلى مصر.

ويعد سوق العنب المحلي سوقاً مهمة للمنتجين الذين لا يصدرون منتجاتهم أو للمصدرين الذين يسمحون لبعض منتجاتهم بدخول السوق المحلية بعد الوفاء بعقود التصدير الخاصة بهم.