قررت جي آن سيلزر، مُعدة استطلاعات الرأي الشهيرة، إنهاء عملها في استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات بعد فشل استطلاعها الأخير الذي نشرته صحيفة دي موين ريجستر في قياس الدعم القوي للرئيس المُنتخب دونالد ترامب في انتخابات 2024، ما أدى إلى خطأ بفارق 16 نقطة مئوية، وهو الخطأ الأكبر في تاريخ سيلزر.

كانت صحيفة دي موين ريجستر قد أعلنت في آخر استطلاعاتها قبل يوم الانتخابات الأميركية عن تقدم نائبة الرئيس بايدن، كامالا هاريس، على الرئيس السابق والمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، في ولاية آيوا، متوقعة حصولها على نسبة 47 في المئة مقابل 44 في المئة لصالح ترامب، أي انتصار بفارق 3 نقاط، ما أثار التكهنات بأن هاريس قد تحقق انتصاراً مُذهلاً، ورفع آمال الديمقراطيين في آخر أمتار السباق.

لم يكتفِ ترامب بتعويض فارق النقاط الثلاث، بل سحق هاريس في الولاية بهامش 13 نقطة، وفاز في التصويت الفعلي بنسبة 56 في المئة مقابل 43 في المئة فقط لهاريس.

اعترفت سيلزر لاحقاً بأن استطلاعها كان «خطأً كبيراً» مُرجحة أن استطلاعها ربما «أثار بالفعل حماسة الناخبين الجمهوريين للإدلاء بأصواتهم وتحقيق النصر».

قالت كريستين روبرتس، مديرة المحتوى في شركة جانيت ميديا، التي تمتلك صحيفة دي موين ريجستر، لشبكة سي إن إن في بيان إن استطلاع أيوا «سيتطور مع إيجاد طرق جديدة للتعرف على المشاعر العامة بدقة والإحساس بنبض سكان أيوا بشأن كل القضايا المطروحة على مستوى الولاية والوطن بأكمله».

وأضافت روبرتس «مهمتنا هي توفير الأخبار والمحتوى الموثوق لقرائنا والجمهور، ولم ننجح في هذه المهمة عندما شاركنا نتائج آخر استطلاع رأي في دي موين ريجستر في أيوا، والذي لا يعبر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية».

منذ تأسيسه في عام 1943، قدم استطلاع أيوا نظرة ثاقبة حول توجهات الناخبين في الولاية، وبدأت سيلزر في تنظيم الاستطلاع في عام 1987 كموظفة في الصحيفة قبل تأسيس شركتها الخاصة «سيلزر وشركاه»، والتي أجرت الاستطلاع منذ عام 1997.

قبل استطلاع عام 2024، كان الكثيرون يعتبرون استطلاع أيوا هو الاستطلاع الاكثر مصداقية بل (المعيار الذهبي المنهجي) للاستطلاعات في الانتخابات الرئاسية، ففي ستة انتخابات رئاسية سابقة أشرفت عليها سيلزر لم يخطئ الاستطلاع في تحديد الفائز إلا مرة واحدة (انتخابات 2004 بين الديمقراطي جون كيري والجمهوري جورج دبليو بوش)، ولكن الفارق كان أقل من نقطة واحدة لصالح بوش.

ما يجعل استطلاعات سيلزر ضمن فئة A+ بين باقي الاستطلاعات.

رغم الفشل في 2024 لا تزال سيلزر فخورة بتاريخها، وقالت «استطلاعات الرأي هي علم تقديري، وأنا دائماً على استعداد للتعلم من النتائج غير المتوقعة»، كما نفت أن يكون فشل الاستطلاع هو السبب في قرار اعتزالها، مشيرة إلى أنها كانت تخطط لهذا القرار منذ سنوات.

وفي عمودها الخاص كتبت المحررة التنفيذية لصحيفة دي موين ريجستر، كارول هانتر، أن الصحيفة تحتاج إلى إيجاد طرق جديدة لقياس نبض سكان ولاية أيوا بدقة فيما يتعلق بالقضايا المختلفة من أجل توفير رؤى قيمة ودقيقة حول القضايا التشريعية والسياسة.