تصدر السودان للعام الثاني على التوالي قائمة الأزمات الإنسانية العالمية التي يجب مراقبتها في 2025 والصادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية المعنية بالإغاثة اليوم الأربعاء، وتلتها غزة والضفة الغربية وميانمار وسوريا و جنوب السودان.

وبدأت لجنة الإنقاذ الدولية، ومقرها نيويورك، قائمة المراقبة منذ أكثر من 15 عاماً كأداة تخطيط داخلي للتحضير للعام المقبل، لكن الرئيس التنفيذي ديفيد ميليباند قال إنها تعمل الآن أيضاً كدعوة إلى العمل على مستوى العالم.

وقال تقرير المنظمة إن 305.1 مليون شخص حول العالم في حاجة إلى مساعدات إنسانية، ارتفاعاً من 77.9 مليون شخص عام 2015، وذكر أن الدول العشرين المدرجة على قائمة المراقبة التابعة للجنة الإنقاذ الدولية تضم 82 في المئة منهم، ووصف ميليباند الأرقام بأنها «هائلة».

وكتب في تقرير قائمة المراقبة «هناك المزيد من الموارد للقيام بمزيد من الخير لعدد أكبر من الناس مقارنة بأي وقت مضى في التاريخ.. وهذا يجعل الأمر أكثر حيرة لأن الفجوة بين الاحتياجات الإنسانية والتمويل الإنساني أصبحت أكبر من أي وقت مضى».

الدول الـ15 المتبقية على قائمة المراقبة التابعة للجنة الإنقاذ الدولية هي لبنان وبوركينا فاسو وهايتي ومالي والصومال وأفغانستان والكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا والنيجر ونيجيريا وأوكرانيا واليمن.

الأزمة الإنسانية في السودان

قال التقرير إن الأزمة الإنسانية في السودان هي الأكبر منذ بدء التسجيل، مضيفاً أن البلاد تمثل عشرة في المئة من جميع المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية، على الرغم من أنها موطن لواحد في المئة فقط من سكان العالم.

واندلعت الحرب في السودان في أبريل نيسان 2023 نتيجة صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، ما تسبب في أكبر أزمة نزوح في العالم.

أصبح أكثر من نصف السكان في حاجة إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك 13.6 مليون طفل، بحسب تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة الصادر في سبتمبر أيلول 2024.

وأكدت الأمم المتحدة ظروف المجاعة المحلية في مخيم زمزم للنازحين داخلياً في ولاية شمال دارفور، ومن المرجح أن يعاني الآلاف ظروفاً مماثلة في 13 منطقة أخرى معرضة لخطر المجاعة والتي أُدرجت في تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الصادر في يونيو حزيران 2024.

يواجه السودان أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في تاريخه مع وجود 26 مليون شخص يعانون الجوع الحاد، بمن في ذلك نحو 755 ألف على شفا المجاعة، بالإضافة إلى ذلك، فر أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم منذ اندلاع الصراع في أبريل نيسان 2023، ما يجعل السودان موطن أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.. وهذا يشمل أكثر من 5 ملايين طفل وأكثر من مليوني شخص عبروا إلى البلدان المجاورة.

خطة الاستجابة الإنسانية للسودان

في عام 2024، حددت الأمم المتحدة هدف تقديم المساعدة الإنسانية والدعم لـ14.7 مليون شخص من أكثر الناس ضعفاً في السودان بتكلفة 2.7 مليار دولار.. لتعالج هذه الخطة الاحتياجات المحددة للنساء والأطفال وأصحاب الهمة وغيرهم من الفئات الضعيفة.

واستطاع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية جمع نحو 1.63 مليار دولار بنسبة 60.5 في المئة من إجمالي التمويل المطلوب هذا العام، حتى وقت كتابة هذا التقرير.