في الوقت الذي يتصارع فيه العالم حول المعادن النادرة، تمتلك إفريقيا حصة كبيرة من الاحتياطيات العالمية من المعادن الاستراتيجية، ولديها الموارد التي يحتاج إليها العالم من أجل الطاقة والتحولات الرقمية. ويعد
الليثيوم ضمن أبرز المعادن التي يمكن لإفريقيا أن تسيطر بها على سلاسل التوريد، إذ يدخل كعنصر أساسي في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وتتوقع فيتش سوليوشنز لـCNN الاقتصادية أن تشهد منطقة إفريقيا جنوب الصحراء نمواً في مشاريع تطوير الليثيوم في المنطقة، إذ تسعى بلدان مثل الصين وبعض الدول الغربية بنشاط للاستثمار بالمناجم داخل هذه المنطقة.
وتمتلك إفريقيا ثروة هائلة من المعادن الحيوية وهي المفتاح لتحقيق انتقال عالمي ناجح
للاستدامة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وتبلغ حصة إفريقيا نحو 30 في المئة من احتياطيات المعادن الحيوية في العالم، كما أنها تسيطر على نسبة كبيرة من احتياطات هذه المعادن، مثل 92 في المئة من معادن مجموعة البلاتين، و50 في المئة من معدن الكوبالت، و42 في المئة من المنغنيز.
وتُظهر بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية ووزارة الداخلية الأميركية أن قارة إفريقيا بها نحو 21 في المئة من احتياطات الجرافيت العالمية و42 في المئة من احتياطات المنغنيز العالمية.
وتشكل هذه المعادن عنصراً أساسياً في التحولات العالمية في مجال الطاقة وصافي الانبعاثات الصفرية، باعتبارها مكونات أساسية للتكنولوجيات المتجددة والمنخفضة الكربون.
ويقول تقرير لوكالة الدولية للطاقة المتجددة إن إفريقيا بها العديد من المعادن بما ذلك المنغنيز والنحاس والليثيوم والكوبالت والكروم والبلاتين، التي تُعد مدخلات أساسية للطاقة المتجددة والتقنيات منخفضة الكربون مثل البطاريات الكهربائية وتوربينات الرياح.
الليثيوم.. ذهب إفريقيا الأبيض للسيطرة على سلاسل التوريد
يمكن لإفريقيا أن تصبح مركزاً لسلاسل التوريد العالمية من خلال امتلاكها معادن تدخل في صناعات حديثة مثل السيارات الكهربائية التي تستخدم الليثيوم لإنتاج البطاريات الخاصة بهذا النوع من السيارات.
وتعد إفريقيا واحدة من المنضمين حديثاً في سباق استخراج المعادن المستخدمة في إنتاج البطاريات الكهربائية عن طريق معدن الليثيوم أو الذهب الأبيض كما يطلق عليه، وهو أحد أكثر السلع المطلوبة في هذا المجال.
ويتوفر معدن الليثيوم المستخدم على نطاق واسع في بطاريات السيارات الكهربائية في بلدان مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وغانا ومالي وناميبيا وزيمبابوي.
تمتلك هذه الدول معاً ما يقرب من 5 ملايين طن من موارد الليثيوم، أي ما يقرب من 30 مرة أكثر من إنتاج الليثيوم العالمي في عام 2023.
وتقول فيتش سوليوشنز لـCNN الاقتصادية إن دولة مثل زيمبابوي في طريقها لتصبح قوة إقليمية في العقد المقبل بسبب الليثيوم.
وتتوقع فيتش سوليوشنز أن تشهد منطقة إفريقيا جنوب الصحراء نمواً في مشاريع تطوير الليثيوم في المنطقة، إذ تسعى بلدان مثل الصين وبعض الدول الغربية بنشاط في الاستثمار بالمناجم داخل هذه المنطقة.
ووفقاً لبيانات فيتش سوليوشنز فإنه في الوقت الحالي تلعب إفريقيا دوراً ثانوياً في قطاع الليثيوم العالمي، إذ تمثل 5 في المئة فقط من الموارد الدولية.
وتمتلك دولة مثل الكونغو الديمقراطية أكبر قدر من الموارد، مع ما يقرب من 3 ملايين طن، في حين أن البلدان الأخرى في المنطقة لديها أقل من مليون طن لكل منها، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وستمهد زيمبابوي الطريق للتقدم في مناجم الليثيوم في إفريقيا في السنوات القادمة، مدفوعة بزيادة مشاريع تطوير الليثيوم، لا سيما من الشركات الصينية.
وفي عام 2022، كانت زيمبابوي سادس أكبر منتج لليثيوم في العالم، إذ استحوذت على نحو 0.7 في المئة من إنتاج الليثيوم العالمي.
وتتوقع فيتش سوليوشنز أن يزداد إنتاج الليثيوم في زيمبابوي بشكل حاد خلال العقد المقبل، ليصل إلى 149 كيلو طن من مكافئ كربونات الليثيوم بحلول عام 2034.
وتضيف أنه خلال العقد المقبل نتوقع من شركات التعدين توسيع أنشطة الاستكشاف في الأسواق الأخرى في المنطقة، بما في ذلك ناميبيا ومالي وغانا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
ووفقاً لتقديرات Benchmark فإن الشركات الصينية تحتكر استخراج الليثيوم في إفريقيا، إذ ينبع أكثر من 90 في المئة من إمدادات الليثيوم المتوقعة في القارة لهذا العقد من مشاريع مملوكة جزئياً لكيانات صينية.
التحول الطاقي فرصة إفريقيا المؤكدة
تشير التوقعات إلى أن الطلب على الليثيوم سيزداد ستة أضعاف بين عامي 2022 و2035 إذا تم تحقيق الأهداف المناخية الحالية.
وينطوي نمو سوق المكونات الأساسية للتحول الطاقي على إمكانيات الدول المنتجة لهذه المعادن للانتقال من تصدير المواد الخام إلى سلاسل الإنتاج عالية القيمة داخل البلاد وإعادة تدوير هذه الإيرادات للاستثمار في البنية التحتية للطاقة النظيفة والوصول إلى الطاقة، حسب ما يقول تقرير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
ويوجد في إفريقيا أدنى نصيب للفرد من القيمة المضافة للصناعات التحويلية في أي منطقة من مناطق العالم، ولكن الاستثمار في القيمة المضافة للصناعات التحويلية للصناعات الخضراء يمكن أن يساعد منتجي المواد الخام على رفع هذا المعدل بدرجة كبيرة.