2024 أول عام تتجاوز فيه الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية منذ عام 1850

العالم يشهد معدلات قياسية في ارتفاع في درجات الحرارة. shutterstock
العالم يشهد معدلات قياسية في ارتفاع في درجات الحرارة
العالم يشهد معدلات قياسية في ارتفاع في درجات الحرارة. shutterstock

كشف تقرير يُعتبر المصدر الأكثر موثوقية في العالم لرصد التغيرات المناخية، عن الوضع المتدهور للكوكب الذي سجّل السنوات العشر الأعلى حرارةً خلال العِقد الماضي.

ويسرد تقرير حالة المناخ العالمي، الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أرقاماً قياسيةً مُقلقة يرى العلماء أنها من المفترض أن تصدم العالم وتدفعه إلى اتخاذ إجراءات حاسمة، لكن قادة العالم يغيب عنهم الحماس لاتخاذ إجراءات جذرية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وجد التقرير أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، بالإضافة إلى الميثان وأكسيد النيتروز، بلغ أعلى مستوياته خلال الثمانمئة ألف عام الماضية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });


النتائج الرئيسية


سجل 2024 معدلاً قياسياً جديداً في درجات الحرارة.

العام الماضي كان الأشد حرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة قبل 175 عاماً، متجاوزاً الرقم القياسي السابق المُسجل في عام 2023.

وفق التقديرات فإن عام 2024 كان أول عام تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية فوق خط الأساس المُسجل بين عامي 1850 و1900، وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

يقول العلماء إن هذا لا يعني أننا تجاوزنا بشكل دائم الحدود العالمية المحددة بموجب اتفاقية باريس، التي انسحبت منها الولايات المتحدة في اليوم الأول من ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية «لكننا نقترب من ذلك».

وأشار التقرير إلى أن المستويات القياسية لغازات الاحتباس الحراري هي المسؤولة في الغالب عن ارتفاع درجات الحرارة، مدعومة بارتفاع قصير المدى في ظاهرة النينيو (التذبذب الجوي)، وهي ظاهرة تمثل نمطاً مناخياً أدى إلى ارتفاع درجة حرارة المياه في شرق المحيط الهادئ.

وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن الاحترار العالمي على المدى الطويل يُقدر بأنه أعلى بمقدار يتراوح بين 1.34 و1.41 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن منع ارتفاع درجة الحرارة العالمية بـ1.5 درجة مئوية لا يزال ممكناً، لكن «على قادة العالم أن يبذلوا جهوداً لتحقيق ذلك».

وسجّلت كل سنة من السنوات الثماني الماضية رقماً قياسياً في ارتفاع حرارة المحيطات.

ويعني ارتفاع درجات الحرارة العالمية حتماً ارتفاعاً في درجة حرارة المياه، حيث تمتص المحيطات 90 في المئة من الحرارة الزائدة.

سُجّلت أرقام قياسية جديدة في درجات الحرارة لكل سنة من السنوات الثماني الماضية، ويتجاوز معدل ارتفاع درجة حرارة المحيطات على مدى العقدين الماضيين ضعف المعدل المسجل بين عامي 1950 و2005.

تسببت المياه الأعلى حرارةً في تدمير مساحة كبيرة من الشعاب المرجانية خلال العام الماضي، وأججت العواصف الاستوائية وشبه الاستوائية، وفاقمت ذوبان الجليد البحري.

وتضاعف معدل ارتفاع مستوى سطح البحر منذ بدء قياسات الأقمار الصناعية.

وأفاد التقرير بأن متوسط ​​معدل ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي قد تضاعف منذ أول تسجيل عبر الأقمار الصناعية عام 1993، ليصل إلى أعلى مستوى قياسي له في عام 2024.

إن الارتفاع الذي بلغ 2.1 مليمتر سنوياً بين عامي 1993 و2002 يتضاءل مقارنةً بزيادة قدرها 4.7 مليمتر بين عامي 2015 و2024.


ولارتفاع منسوب مياه البحر آثار غير مباشرة على المجتمعات الساحلية، بما في ذلك الفيضانات والتآكل وملوحة المياه الجوفية.

يتفاقم ارتفاع منسوب مياه البحر بسبب ذوبان الجليد البحري، ولا توجد أي مؤشرات على تباطُئِه، وقد شهدت السنوات الثلاث منذ عام 2021 أكبر خسارة في كتلة الأنهار الجليدية على الإطلاق.

وشهد عام 2024 أكبر عدد من النازحين بسبب تأثيرات المناخ في 16 عاماً.

وتسببت الأعاصير المدارية والفيضانات والجفاف وغيرها من المخاطر في عام 2024 في نزوح أكبر عدد من الأشخاص منذ عام 2008، عندما أُجبر 36 مليون شخص على ترك منازلهم.

في ذلك العام، نزح نحو نصف سكان محافظة سيتشوان الصينية، أي ما يعادل 15 مليون نسمة، بعد زلزال مُدمر، كما أثرت الفيضانات على ملايين السكان في الهند.

في عام 2024، جلبت الأعاصير رياحاً مدمرة وأمطاراً غزيرة وفيضانات، وسُجلت عشرات موجات الحر غير المسبوقة، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية خلال موسم الحج في المملكة العربية السعودية.

كما اجتاحت حرائق الغابات والجفاف الشديد بعض البلدان، ما أدى إلى نزوح السكان وتعطيل الإمدادات الغذائية، وفي ثماني دول واجه ما لا يقل عن مليون شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي مقارنةً بعام 2023، وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

كان من الممكن تجنب بعض الاضطرابات باستخدام أنظمة الإنذار المبكر، إلا أنه في أجزاء العالم الأكثر عرضة لتأثيرات المناخ لا يوجد سوى القليل جداً من الإنذار المسبق بالكوارث.

قالت سيليست ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية «نصف دول العالم فقط لديها أنظمة إنذار مبكر كافية، هذا الوضع يجب أن يتغير».

صرّحت سارة بيركنز كيركباتريك، الأستاذة في كلية فينر للبيئة والمجتمع بالجامعة الوطنية الأسترالية، بأن العالم قد وصل إلى نقطة لم تعد فيها الانبعاثات الصفرية الصافية كافية، «علينا التوقف عن الضغط على زر الغفوة في منبهنا دون أي إجراءات جادة، سيزداد الأمر سوءاً، وكلما طال أمد هذا زادت صعوبة تحسين الأمور».