الغاز المسال يُشعل حرباً جديدة بين الصين وأميركا.. والتداعيات طويلة الأجل

الغاز المسال يُشعل حرباً جديدة بين الصين وأميركا

رغم أن الصين تستورد كميات قليلة من الغاز الطبيعي المسال من أميركا، فإن توقفها عن الاستيراد من الولايات المتحدة قد يلقي بظلاله على سوق الغاز العالمي في السنوات القليلة القادمة، بحسب محللين تحدثوا إلى «CNN الاقتصادية».

وقال المحللون إن الصين ستلجأ لتعويض الكميات التي كانت تستوردها من أميركا من دول منتجة أخرى مثل قطر وأستراليا، لكن أميركا قد تواجه تحديات لتصريف بضاعتها.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وتوقفت الصين منذ نحو 40 يوماً عن استيراد الغاز الأميركي المسال بعد أن فرضت رسوماً بنسبة 15 في المئة على وارادت الغاز الأميركي رداً على التعريفات الجمركية الأميركية التي فرضتها أميركا على بضائع صينية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وتُعدّ هذه أطول فترة انقطاع للاستيراد بين البلدين من نحو عامين.

وهذه ليست المرة الأولى لتوقف الاستيراد بين البلدين فخلال فترة ولاية ترامب الأولى انخفضت الواردات الصينية من الغاز الأميركي إلى الصفر خلال الفترة من مارس آذار 2019 وأبريل نيسان 2020 بعد أن فرضت الصين تعريفة جمركية بنسبة 10 في المئة على واردات الغاز الأميركي ورفعت لاحقاً إلى 25 في المئة.

ويقول أندرياس شرودر، رئيس تحليلات الطاقة في مؤسسة إندبندنت كوموديتي إنتليجنس سيرفيسز ICIS، إنه إذا استعرضنا آثار تولي ترامب منصبه لأول مرة، فقد أدّت الحرب التجارية بين البلدين إلى توقف صادرات الغاز الطبيعي المُسال الأميركي إلى الصين لمدة عام،

تجارة الغاز بين الصين وأميركا

تُعدّ الصين أكبر مستورد في العالم للغاز الطبيعي المسال، كما أن أميركا هي أكبر مُصدّر للغاز المسال في العالم.

واستوردت الصين نحو 76.65 مليون طن من الغاز في 2024، كان منها نحو 6% من أميركا بقيمة 2.4 مليار دولار.

ويقول شرودر: "تستورد الصين كميات قليلة جداً من الغاز الطبيعي المُسال الأميركي عن طريق العقود طويلة الأجل والعقود الفورية".

ويُضيف: "ستظل عقود الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل، مع فرض تعريفات جمركية مربحة، لذا سيكون التأثير في الغاز الطبيعي المسال الفوري فقط".

وبحسب لورا باجي، مديرة تحليلات الغاز الطبيعي والغاز المسال لدى كبلر، فإن المشترين الصينين للغاز الطبيعي المسال يوجّهون إمداداتهم إلى أوروبا، وقد عزّز ذلك احتياجات أوروبا القوية لإعادة التخزين بعد شتاء بارد.

تأثير توقف الواردات الصينية في منشآت النفط الأميركية

ورغم أن الكميات التي تستوردها الصين من الغاز المسال تبدو قليلة، فإن الصين تعد مشترياً مهماً لها على المدى الطويل، وفقاً لما يقوله أرن لوهمان راسموسن، كبير المحللين ورئيس قسم الأبحاث في Global Risk Management.

ويُضيف أن سوق الغاز حالياً ضيقة للغاية لدرجة أنه من السهل بيع الغاز الطبيعي المُسال الأميركي في أماكن أخرى، ولكن إذا نظرنا إلى الفترة من 2026 إلى 2028، سيصل الكثير من الغاز الطبيعي المُسال إلى السوق العالمية، فسيكون ذلك عيباً واضحاً للولايات المتحدة إذا لم تكن الصين مشترياً.

وخلال الفترة بين عامي 2021 و2023 وقّعت الصين العديد من عقود الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل مع مشاريع أميركية.

وستبدأ بعض هذه المشاريع الإنتاج خلال العام الجاري والعام المقبل لترفع مستويات واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال الأميركي.

وبحسب بيانات مركز سياسات الطاقة العالمي المدعوم من جامعة كولومبيا الأميركية، فإن بعد دخول كل المشاريع المتعاقد عليها بين البلدين سيصل الغاز الطبيعي المُسال الأميركي إلى ربع إجمالي الغاز الطبيعي المسال المتعاقد عليه في الصين.

ويقول راسموسن إن أميركا ستعتمد بشكلٍ كبير على مشتريات الاتحاد الأوروبي، لكن إذا عاد الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي في عامي 2026 و2027، فقد تواجه الولايات المتحدة مشكلة في بيع جميع الغاز الطبيعي المسال الذي ستنتجه.

ويتوقع مركز سياسات الطاقة العالمي أن تتوخى الشركات الصينية الحذر في الوقت الحالي قبل إبرام عقود طويلة الأجل مع المنشآت الأميركية.

ويقول إن من شأن هذا الإجراء أن يعطّل خطط الشركات الأميركية التوسعية المستقبلية.

من أين ستدبر الصين الغاز المسال؟

يتوقع المحللون أن تلجأ الصين إلى مصادر بديلة لتعويض كميات الغاز الأميركي.

وترجّح لورا باجي، مديرة تحليلات الغاز الطبيعي والغاز المسال لدى كبلر، أن تذهب الصين إلى مصادر بديلة للإمداد مثل قطر.

ويتفق راسموسن معها ويقول إن الصين ستذهب لاستيراد الغاز المسال من أستراليا أو قطر.

بينما يمكن لأميركا في الوقت الحالي أن تبيع الغاز المسال إلى الاتحاد الأوروبي بشكلٍ رئيسي، وقد يتجه بعضه إلى مصر وغيرها من كبار مشتري الغاز الطبيعي المسال في آسيا، مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند وتايوان، بحسب كبير المحللين ورئيس قسم الأبحاث في Global Risk Management.

ويُضيف أن سوق الغاز الطبيعي المسال سوق عالمية للغاية، وحتى الآن، سيكون تأثير توقف الواردات الصينية هامشياً.

ويرى أندرياس شرودر أن التأثير الأكبر الذي تشهده سوق الغاز حالياً في أوروبا وهو حالة عدم اليقين المحيطة برسوم الأميركية للتصدير إلى الاتحاد الأوروبي، وما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيرد برسوم مماثلة على الغاز الطبيعي المسال أم لا.