أعرب سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف (كوب 28)، عن ثقته في أن نسخة هذا العام من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ ستحقق نجاحاً غير مسبوق بفضل الإنجازات الملموسة التي حققها فريق (كوب 28) على الأرض طوال الـ14 شهراً الماضية التي سبقت المؤتمر.
فما الذي يميز (كوب 28)، المقرر انطلاقه غداً الخميس، عن مؤتمرات المناخ السابقة؟
نسبة مشاركة غير مسبوقة
حدد الرئيس المُعيّن لـ(كوب 28) عدداً من المؤشرات الإيجابية على نجاح المؤتمر هذا العام، وفي مقدمتها نسبة المشاركة غير المسبوقة التي لم تشهدها أيٌّ من مؤتمرات كوب السابقة -على حد وصف الجابر. فقد نجحت في جمع كل الأطراف المعنية حول العالم تحت سقف واحد بهدف مشترك، وهو إيجاد حل لهذه المشكلة الملحّة.
فمن المتوقع استقبال أكثر من 165 من قادة الدول (ما بين رؤساء، ورؤساء وزراء)، فضلاً عن ممثلين عن جميع القطاعات والحكومات ومنظمات المجتمع المدني والشباب، فحتى الآن تم تسجيل أكثر من 97 ألف مندوب في المنطقة الزرقاء، و400 ألف زائر في المنطقة الخضراء.
انضمام أطراف جدد للالتزامات الدولية
ومن أهم ما يميز (كوب 28) هو انضمام عدد كبير من شركات النفط والغاز إلى الالتزامات الدولية بتحقيق انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، فيما وصفه الجابر بأنه خطوة هائلة في الاتجاه الصحيح، هذا فضلاً عن إعلانأكبر اقتصادين في العالم -الولايات المتحدة والصين- التزامهما بأهداف المناخ.
وأشار الجابر أيضاً إلى التقدم الكبير الذي تحقق في ملف صندوق الخسائر والأضرار، لافتاً إلى أن 58% من الاقتصاد العالمي الآن أصبح يدعم أهداف (كوب 28) بمضاعفة استخدام الطاقة المتجددة بنحو ثلاثة أمثال.
وأعرب عن تفاؤله بنجاح المؤتمر قائلاً «كل هذه الإنجازات حدثت حتى قبل المؤتمر، لذلك أنا متحمس ومتفائل للغاية فيما يمكن تحقيقيه خلال الأسابيع القليلة المقبلة».
عمل دؤوب على مدى عام ونصف
ولفت الجابر إلى أن الـ14 شهراً الماضية شهدت عملاً دؤوباً لفريق كوب 28 للإعداد للمؤتمر.
وكشف أنه قام هو وفريقه بزيارة أكثر من 55 دولة في 6 قارات حول العالم على مدار العام ونصف الماضي، مع الحرص على التواصل مع جميع الأطراف المعنية دون استثناء أحد.
فهذه الزيارات أعطت فريق (كوب 28) عدداً من الدروس المستفادة التي منحتهم فهماً أفضل للمشكلة قبل انطلاق المؤتمر، ولعل أهمها هو وجود فجوة كبيرة للغاية بين الطموحات المأمولة والأفعال الواقعية على الأرض، ما تسبب في أزمة ثقة كبيرة في مدى جدوى الجهود المناخية، كما كشفت الزيارات عن أهمية بناء جسور بين شمال وجنوب العالم والتوقف الانقسام وتوجيه الاتهامات.
وفي ضوء ما سبق، وضع الفريق خطة عمل تهدف لتنظيم عملية التحول للطاقة، وإيجاد إطار واضح وواقعي لتمويل جهود المناخ، ووضع جودة حياة الناس في مقدمة الأولويات، وتشجيع الجميع على أن يكون جزءاً من الحل، بما في ذلك القطاع الخاص، والمجتمع المدني، والحكومات.
الإمارات لديها مقومات نجاح المؤتمر
وأشار الجابر إلى أن الإمارات لديها كل المقومات لنجاح نسخة كوب هذا العام، داعياً الجميع إلى تأمل قصة النجاح الإماراتية التي حولت دولة عمرها لا يتجاوز 52 عاماً إلى ما هي عليه اليوم، فخلال عقود قليلة، تحولت الإمارات إلى مركز لوجستي وتكنولوجي عالمي ورمز للأمل والمستقبل للشباب في جميع أنحاء العالم.
فقد وضعت الدولة استراتيجية طموحة منذ عشرين عاماً لتنويع اقتصادها لتتحول من دولة تعتمد على مصدر واحد للدخل إلى اقتصاد ذي مصادر دخل متعددة، فاليوم يمثل النفط والغاز ما لا يزيد على 29 في المئة فقط من الناتج المحلي الإجمالي للدولة.
وعزا الجابر الفضل في ذلك إلى الانفتاح الإماراتي على العالم، وتفوق الإمارات في عقد الشراكات الاستراتيجية على مر السنين، فضلاً عن الإرادة السياسية، والإصرار الشعبي، والقيادة الحكيمة، والاعتماد على العلم في كل خطوة تخطوها الدولة.
وقال الجابر «كل هذه المقومات هي ما يجعلنا نثق اليوم في قدرتنا على مواجهة هذا التحدي العالمي من خلال الخبرات والعلاقات التي بنيناها حول العالم».
اتهام الإمارات باستغلال كوب لتحقيق مصالح خاصة؟
ورداً على سؤال أحد الصحفيين حول مزاعم تتهم الإمارات باستغلال رئاستها لـ(كوب 28) لإبرام صفقات مرتبطة بالوقود الأحفوري، قال الجابر إن هذه المزاعم عارية تماماً من الصحة، وإنها تهدف إلى تقليل الجهود المبذولة في (كوب 28)، مشيراً إلى أن الإمارات لا تحتاج إلى رئاسة كوب حتى يمكنها إبرام هذه الصفقات، ومؤكداً أن جميع الاجتماعات التي عقدها مع في هذا الصدد تركزت على هدف واحد فقط وهو كيفية جمع كل الجهود لتنفيذ أجندة المناخ، والانتقال من مرحلة الأقوال لمرحلة الأفعال للمرة الأولى على الإطلاق.
وقال الجابر «أرجو احترام ما نمثله، وما حققناه على مدار هذه السنوات، واحترام التزامنا بالصراحة والوضوح والشفافية والنزاهة طوال هذه العملية».