أعلن وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات رئيس مؤتمر الأطراف كوب 28، الدكتور سلطان أحمد الجابر، خلال القمة العالمية للعمل المناخي يوم السبت، عن إطلاق ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز، وذلك في إطار «المُسرِّع العالمي لخفض الانبعاثات».

المُسرّع هو مجموعة من المبادرات الهادفة لتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة.

ويركز على ثلاثة محاور رئيسية هي تسريع بناء منظومة الطاقة المستقبلية وتوسيع نطاق الاعتماد عليها، وخفض انبعاثات منظومة الطاقة الحالية بشكل متزامن، ودعم جهود التخفيف بشكل عاجل من خلال خفض انبعاثات غاز الميثان وغازات الدفيئة غير ثاني أكسيد الكربون.

وأوضح الجابر أن العالم يحتاج إلى الطاقة في جميع المجالات، وأنه من الضروري تطوير مصادر الطاقة المستخدمة حالياً وتخفيف مليارات الأطنان من انبعاثاتها، مع الانتقال بشكل تدريجي إلى بدائل خالية من الانبعاثات، لذا أطلقت رئاسة (كوب 28) المسرع لخفض الانبعاثات.

ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز

وقعت 50 شركة تمثل أكثر من 40 في المئة من إنتاج النفط العالمي على «ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز»، إذ ستلتزم بالوصول إلى صافي انبعاثات صفري من غاز الميثان ووقف حرق الغاز بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، كما التزمت أكثر من 29 شركة نفط وطنية بالميثاق، وهو أكبر عدد على الإطلاق من شركات النفط الوطنية التي وقّعت على تعهد بالحد من الانبعاثات.

ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز هو خطوة مهمة في مسار تعزيز الإجراءات التي تتماشى مع أهداف اتفاق باريس.

الموقعون على ميثاق الحد من انبعاثات قطاع النفط والغاز

تتضمن قائمة الموقعين على الميثاق شركات حكومية عدة، وهي أدنوك، بابكو للطاقة، إيكوبترول، إيجاس، إكوينور، جو جي سي، إنبكس كوربوريشن، كازموناي غاز، ماري بتروليوم، نامكور، شركة النفط الوطنية الليبية، نايلبت، إن إن بي سي، أو جي دي سي، أو إم في، أو إن جي سي، باكستان بتروليوم ليمتد (PPL)، برتامينا، بيتورو، بتروبراس، شركة تنمية نفط عمان، بتروناس، بي تي تي إي بي، أرامكو السعودية، شركة نفط الجنوب الوطنية، سوكار، سونانجول، أوزبكينفتيجاز، تشنهوا أويل.

أما الشركات العالمية الموقعة فتضم أزول إنرجي، بريتيش بتروليوم «بي بي»، سيبسا، كوزمو انرجي، نفط الهلال، دولفين للطاقة المحدودة، إنرجيان للنفط والغاز، إنرجي غروب، إيني، اي كيو تي، إكسون موبيل، إتوتشو، لوك أويل، ميتسوي آند كو، أواندو، أوكسيدنتال بتروليوم، بوما إنرجي (ترافيجورا)، ريبسول، شل، توتال إنيرجيز، وودسايد، واي بي إف.

وغابت عن قائمة الموقعين شركات نفط حكومية رئيسية مثل مؤسسة البترول الكويتية، وقطر للطاقة، وشركة تسويق النفط العراقية، وسينوبك الصينية، وسينوك، وبترو تشاينا، وشركة النفط الإيرانية، وفقاً لإس آند بي غلوبال.

تحدي غاز الميثان وغازات الدفيئة غير ثاني أكسيد الكربون

تتناول الركيزة الثالثة من المُسرّع العالمي لخفض الانبعاثات موضوع غاز الميثان وغازات الدفيئة غير ثاني أكسيد الكربون، التي تهدف إلى الحد من انبعاثات غاز الميثان على مستوى الاقتصاد.

ولتحقيق هذا الهدف، سيتم حشد «أكثر من مليار دولار لدعم مشروعات الحد من غاز الميثان، مع إصدار معلومات إضافية خلال يوم 5 ديسمبر كانون الأول الجاري، المخصص لموضوع الطاقة ضمن برنامج (كوب 28) للموضوعات المتخصصة»، وفقاً لبيان صحفي صادر عن رئاسة (كوب 28).

ينص الاتفاق على التزام الشركات الخمسين بوضع أهداف مؤقتة من شأنها خفض انبعاثات غاز الميثان إلى 0.2 في المئة من إنتاج النفط والغاز الطبيعي بحلول عام 2030، وإنهاء حرق الغاز.

ولكن ما يجعل هذا التعهد مميزاً هو أنه سيتم التدقيق فيه باستخدام التكنولوجيا والبيانات.

وسوف يساعد المرصد الدولي لانبعاثات الميثان التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وصندوق الدفاع عن البيئة، والوكالة الدولية للطاقة في مراقبة الامتثال من خلال تتبع انبعاثات الميثان باستخدام بيانات الأقمار الصناعية، وغير ذلك من الأدوات التحليلية.

وقال رئيس صندوق الدفاع عن البيئة، فريد كروب، إن التعهد من الممكن أن يكون العمل المناخي الأكثر تأثيراً منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وأضاف أنه «يمكن أن يؤدي ذلك إلى خفض درجة حرارة كوكب الأرض وتقليل العواصف الكارثية التي من الممكن أن نشهدها خلال العقد المقبل»، كما قال إن الميثان يمثل ما بين 45 في المئة إلى 50 في المئة من انبعاثات النفط والغاز، 80 في المئة منه يأتي من المنبع، وأضاف أن تعهد غاز الميثان يشمل وقف الحرق الروتيني بحلول عام 2030.

وقال متحدث باسم رئاسة مؤتمر الأطراف (كوب 28) إن الولايات المتحدة والصين ستواصلان محادثاتهما بشكل منفصل بشأن خفض غاز الميثان، وفقاً لإس آند بي غلوبال.

ويمثل قطاع الطاقة، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي والفحم والطاقة الحيوية، ما يقرب من 40 في المئة من انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن النشاط البشري.

تعهد الإمارات بشأن الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة

وقعت 118 دولة -وفقاً لرويترز- على تعهد الإمارات بشأن الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، والتزمت بالعمل على زيادة القدرة الإنتاجية العالمية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة معدل تحسين كفاءة الطاقة سنوياً من 2 في المئة إلى أكثر من 4 في المئة بحلول عام 2030.

ووافقت 27 دولة، من خلال انضمامها إلى إعلان الإمارات للهيدروجين، على اعتماد معيار عالمي لإصدار الشهادات والاعتراف بخطط إصدار الشهادات الحالية لإنتاج الهيدروجين، ما يسهم في تعزيز فرص التجارة العالمية المتعلقة بالهيدروجين منخفض الانبعاثات.