تخطط كل من شركة أرامكو السعودية للنفط، وشركة بترول أبوظبي الوطنية ( أدنوك)، لاستخراج الليثيوم من المياه المالحة في حقولهما النفطية، بما يتماشى مع جهود السعودية والإمارات لتنويع روافد الاقتصاد وتعزيز الاستثمار في قطاع السيارات الكهربائية، وفقاً لما قالته ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة رويترز.

وتأتي تلك الخطوة في ظل اتجاه أوسع لدى شركات النفط الكبرى -مثل إكسون موبيل وأوكسيدنتال بتروليوم- للاستفادة من التكنولوجيا الناشئة لتصفية الليثيوم من المياه المالحة، في وقت يهتم فيه العالم بالابتعاد عن الوقود الأحفوري.

ويُعد الليثيوم، الذي يُطلق عليه أحياناً «الذهب الأبيض»، أحد المكونات الرئيسة لبطاريات السيارات الكهربائية.

السعودية تطمح لتصبح مركزاً للمركبات الكهربائية

وتأتي تلك الخطوة في صميم رؤية السعودية للتحول إلى مركز عالمي للمركبات الكهربائية، إذ أنفقت المملكة مليارات الدولارات لدعم هذا القطاع، كجزء من خطط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإيجاد مصادر بديلة للثروة النفطية التي اعتمد عليها الاقتصاد السعودي لسنوات طويلة.

وأنشأت المملكة علامتها التجارية الخاصة بالمركبات الكهربائية (سير)، إضافة إلى مصنع للمعادن المستخدمة في إنتاج هذا النوع من المركبات.

ويستهدف صندوق الاستثمارات العامة السعودي إنتاج 500 ألف سيارة كهربائية سنوياً بحلول عام 2030.

على جانب آخر، تعمل شركة التعدين العربية السعودية (معادن)، أكبر شركة تعدين في الخليج، على استخراج الليثيوم من مياه البحر.

وفي وقت سابق قال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، خالد بن صالح المديفر في حديث لرويترز إن هناك أبحاثاً جيدة تُجرى في المملكة في هذا المجال مع شركتي (معادن) و(أرامكو).

وقال الوزير السعودي «لقد قدموا أداءً جيداً، إذ استخرجوا الصوديوم والمغنيسيوم وآثاراً لمعدن الليثيوم».

المركبات السعودية الكهربائية

الفرص والتحديات

ويعتبر الليثيوم معدناً بالغ الأهمية في العديد من الاقتصادات الكبرى؛ نظراً لاستخدامه في صناعة البطاريات، لكن مصادر رويترز رفضت الإفصاح عن تفاصيل بشأن نوع التقنية التي ستستخدمها أرامكو وأدنوك لاستخراج هذا المعدن.

وتعد الصين أكبر معالج ومستهلك لمعدن الليثيوم المستخدم في صناعة السيارات الكهربائية والهجينة.

ومن أهم مميزات تقنية تصفية الليثيوم من المياه المالحة هي عدم الحاجة لتوفير مناجم مفتوحة والتي عادة ما تكون مكلفة ومضرة بالبيئة، كما لا تحتاج لأحواض التبخير الكبيرة، وهي برك اصطناعية مصممة لتبخير المياه بواسطة أشعة الشمس، كتلك التي تستخدمها أستراليا وتشيلي الرائدتان في هذا المجال.

وتتمثل المشكلة الأكبر لاستخراج الليثيوم من المياه المالحة في انخفاض مستويات تركيز المعدن.

وتسعى أرامكو وأدنوك للتغلب على تلك المشكلة عبر استخدام تكنولوجيا الترشيح المتطورة، وهي محطات مجهزة لمعالجة المياه المجهزة.

انهيار أسعار الليثيوم

في الوقت الحالي، أدى التباطؤ الاقتصادي العالمي إلى تراجع الطلب على شراء السيارات الجديدة، ما أدى بدوره لانخفاض أسعار الليثيوم.

وتراجعت أسعار الليثيوم بنحو 80 في المئة منذ أن وصلت إلى ذروتها في نوفمبر تشرين الثاني 2022، انعكاساً لتباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية وزيادة مستوى العرض.

رغم ذلك، فإن شركات صناعة السيارات تأتي في مقدمة الباحثين عن إمدادات جديدة من الليثيوم تحسباً للطلب المستقبلي.

ويتوقع المحللون استمرار اعتماد مصنّعي المركبات الكهربائية على هذا المعدن الاستراتيجي لسنوات مقبلة، تزامناً مع البحث عن بدائل أرخص لتقنيات البطاريات.