أعلنت شركة النفط الإيطالية العملاقة «إيني» مؤخراً، اكتشافاً نفطياً كبيراً في دولة ساحل العاج الواقعة غرب إفريقيا، فيما يُعدُّ أحدث اكتشاف نفطي في إفريقيا وثاني أكبر اكتشاف نفطي لشركة إيني في ساحل العاج بعد حقل «بالين» المُكتشف عام 2021.
ويأتي الاكتشاف الأخير في ظل جهود الدولة لتطوير قطاعها النفطي وتحقيق الاستفادة القصوى من مخزونها الاستراتيجي من الموارد الهيدروكربونية، ما يمكّنها من توفير احتياجاتها المحلية من الكهرباء والتحول لمركز إقليمي للطاقة في منطقة غرب إفريقيا.
حقل كالاو.. أحدث اكتشافات النفط الإفريقية
وجاء اكتشاف الحقل الجديد، الذي أُطلق عليه اسم «كالاو» بعد إجراء عمليات حفر في المياه العميقة على بُعد 45 كيلومتراً من الشاطئ وعلى عمق 5000 متر من قاع البحر.
وخلال عمليات الحفر، رُصِدت آثار للنفط الخفيف والغاز والمكثّفات تعود لفترات مختلفة من العصر السينوماني وتتميز بنفاذية جيدة إلى ممتازة.
وتشير التقديرات الأولية إلى احتواء الحقل على مخزون يتراوح بين 1 و1.5 مليار برميل من النفط، وفقاً للموقع الرسمي لشركة «إيني».
حقل بالين.. أكبر اكتشاف نفطي بالبلاد
يأتي الإعلان عن حقل «كالاو» الجديد بعد أقل من عامين ونصف من الكشف عن حقل «بالين» العملاق.
ففي سبتمبر أيلول 2021، أعلنت «إيني» -التي تعمل في البلاد منذ ستينيات القرن الماضي من خلال فرعها «أجيب كوت ديفوار»- أكبر اكتشاف نفطي لها في البلاد والذي أطلقت عليه «حقل بالين».
ويُقدر مخزون الحقل بنحو 2.5 مليار برميل من النفط و3.3 تريليون قدم مكعبة من الغاز.
وفي أغسطس آب 2023، أعلنت الشركة رسمياً بدء إنتاج الحقل الضخم الواقع في المياه العميقة، واصفة ذلك حينها بالإنجاز الاستثنائي لنجاحها في بدء الإنتاج بعد عامين فقط من اكتشاف الحقل.
وفي المرحلة الأولى، تعتزم الشركة استخدام وحدة عائمة بسعة إنتاجية تصل إلى 15 ألف برميل من النفط و25 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً، على أن يرتفع الإنتاج إلى 50 ألف برميل من النفط و70 مليون قدم مكعبة من الغاز في المرحلة الثانية في نهاية 2024.
أمّا المرحلة الثالثة، فتهدف لزيادة الإنتاج إلى 150 ألف برميل من النفط و200 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً.
وفي نوفمبر تشرين الثاني، أعلنت «إيني عزمها استثمار 10 مليارات دولار لتطوير حقل “بالين”، على أن تستمر عمليات التطوير من 2023 حتى 2027.
ومن المتوقع أن تسهم تلك الاكتشافات الجديدة في تحقيق هدف الدولة بالوصول لإنتاج الغاز إلى 200 مليون قدم مكعبة سنوياً بحلول عام 2027 لتقليل اعتمادها على الاستيراد.
ويُعد «بالين» أول مشروع خالٍ من الانبعاثات في إفريقيا، إذ يعتمد على أحدث التقنيات العالمية لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
يُشار إلى أن «إيني» لديها حقوق بالعمل في منطقتي CI-01 وCI-802 اللتين تقع بهما الاكتشافات الأخيرة، بالإضافة لأربع مناطق أخرى بالمياه العميقة، وذلك بالاشتراك مع شركة «بتروسي هولدينغ» الحكومية.