ارتفعت أسعار النفط بنحو اثنين في المئة عند الإغلاق يوم الاثنين، لتبلغ أعلى مستوى في أربعة أشهر، بدعم من انخفاض صادرات الخام من العراق والسعودية، مع مؤشرات على قوة الطلب والنمو الاقتصادي في الصين والولايات المتحدة.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.55 دولار أو 1.8 في المئة إلى 86.89 دولار للبرميل عند التسوية، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط 1.68 دولار أو 2.1 في المئة إلى 82.72 دولار للبرميل.
ودفع الصعود كلا الخامين القياسيين إلى منطقة ذروة الشراء من الناحية الفنية، إذ أغلق خام برنت عند أعلى مستوى منذ 31 أكتوبر تشرين الأول، فيما اختتم خام غرب تكساس الأميركي الوسيط التداولات عند أعلى إغلاق له منذ 27 أكتوبر تشرين الأول.
خفض صادرات العراق والسعودية
على جانب المعروض، قال العراق، ثاني أكبر منتج في أوبك، إنه سيخفض صادرات النفط الخام إلى 3.3 مليون برميل يومياً في الأشهر المقبلة للتعويض عن تجاوز حصته في أوبك بلس منذ يناير كانون الثاني، وهو تعهد من شأنه أن يخفض الإمدادات بنحو 130 ألف برميل يومياً عن الشهر الماضي.
وفي السعودية، أكبر منتج للنفط في أوبك، تراجعت صادرات النفط الخام للشهر الثاني على التوالي إلى 6.297 مليون برميل يومياً في يناير كانون الثاني من 6.308 مليون برميل يومياً في ديسمبر كانون الأول.
وفي روسيا، أدت الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة إلى تعطل نحو سبعة بالمئة من قدرات التكرير في الربع الأول، وفقاً لتحليل أجرته رويترز.
وفي الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، تجاوز إنتاج المصانع ومبيعات التجزئة التوقعات في الفترة من يناير كانون الثاني إلى فبراير شباط، ما يمثل بداية قوية لعام 2024 رغم استمرار اضطرابات قطاع العقارات، وارتفع إنتاج الصين من النفط الخام في يناير كانون الثاني وفبراير شباط ثلاثة بالمئة على أساس سنوي، لأسباب منها تلبية الطلب القوي على وقود النقل خلال فترة السفر المزدحمة بالتزامن مع بداية العام القمري الجديد.
وفي الولايات المتحدة، من المتوقع أن يبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) على أسعار الفائدة دون تغيير في الاجتماع الذي يبدأ غداً الثلاثاء ويُختتم يوم الأربعاء، ومن شأن انخفاض أسعار الفائدة أن يقلل من كلفة شراء السلع والخدمات، ما قد يعزز النمو الاقتصادي ويزيد الطلب على النفط.
توقعات بارتفاع برنت إلى 90 دولاراً
يرى المحللون في مورغان ستانلي أن الزخم الصعودي لأسعار النفط مستمر، إذ رفع البنك توقعاته لسعر خام برنت في الربع الثالث من العام الحالي عشرة دولارات للبرميل ليصل سعر البرميل إلى 90 دولاراً.
وأشار المحللون إلى إمكان تراجع الفجوة بين العرض والطلب بسبب خفض أوبك بلس الإنتاج، وتراجع إنتاج روسيا من النفط بعد هجمات بطائرات مسيرة على مصافيها.
وخفض مورغان ستانلي توقعاته لإمدادات أوبك وروسيا خلال الربع الثاني والثالث من العام بمقدار 200 إلى 300 ألف برميل يومياً، إذ يتوقع عجزاً محدوداً في الربع الثاني، قبل ارتفاعه خلال الربع الثالث.
أسعار خام برنت
يتم تداول خام برنت حالياً عند 85.85 دولار أميركي، مع عقود آجلة عند 81.50 دولار في نهاية الربع الثالث.
وتلقت أسعار النفط دعماً، يوم الاثنين، بالتزامن مع تصعيد أوكرانيا لهجماتها على البنية التحتية النفطية الروسية منذ بداية العام، في محاولة لعرقلة الجيش الروسي من خلال ضرب العديد من مصافي النفط الكبيرة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أقرَّ تحالف أوبك بلس، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، تمديد الخفض الطوعي في إنتاج النفط 2.2 مليون برميل يومياً إلى الربع الثاني.
توقعات نمو الطلب على النفط
أبقى مورغان ستانلي على توقعاته بشأن نمو الطلب على النفط بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً هذا العام مدفوعاً بزيادة الطلب على وقود الطائرات والبتروكيماويات، وكذلك بارتفاع الطلب من الصين والهند.
ورغم كل الحديث عن المخاطر الجيوسياسية، يعتقد محللو مورغان ستانلي أن هناك بالفعل انخفاضاً في المخاطر بقطاع النفط، بناءً على تراجع المخاوف من تدهور تماسك أوبك.
وأضاف البنك «في كل شهر يظل فيه انضباط أوبك قائماً، من المرجح أن يستمر سعر خام برنت الثابت في اللحاق بالمخزونات والفروق الزمنية الموجودة بالفعل».