دخل الصراع بين روسيا و أوكرانيا مرحلة جديدة بعد أن بدأت كييف استهداف منشآت النفط الروسية بالطائرات المسيرة، ما يثير القلق بشأن إمدادات النفط الروسية إذا استمرت الهجمات الأوكرانية لفترة أطول أو إذا أصابت مرافق نفطية أكثر تأثيراً.
وتشير أحدث تقديرات لبنك غولدمان ساكس إلى أن ما يقرب من 900 ألف برميل يومياً من طاقة التكرير الروسية أصبحت معطلة بسبب الضربات الأوكرانية، ما قد يؤدي لاضطراب الإمدادات لأسابيع، وقد يصل لتوقف الإنتاج بالكامل في بعض المصافي المتوقفة.
ويرى البنك أن هذه الاضطرابات سيكون لها تأثير متوازن على أسعار النفط، فتعطل الإنتاج سيؤدي لضغوط نزولية على الأسعار نظراً لانخفاض الطلب من المصافي المتوقفة، لكنه في الوقت نفسه سيحول دون انخفاضها بشكل كبير نتيجة القلق من نقص الإمدادات العالمية من الخام الأسود، إذ تُعد روسيا أحد أكبر ثلاثة منتجين للنفط وأحد أكبر مصدري المنتجات البترولية في العالم.
مخاوف من تأثيرات أوسع
أسست كييف وحدة «الأنظمة غير المأهولة» -التي تعتمد بشكل أساسي على الطائرات بدون طيار- منذ نحو سبعة أسابيع فقط، ومنذ ذلك الحين نجح الجيش الأوكراني في تدمير عدد من سفن الأسطول الروسي في البحر الأسود، وضرب بعض المصافي داخل البلاد، بالإضافة للإضرار بمنشأة نفطية في بحر البلطيق.
فحتى منتصف فبراير شباط، استهدفت الطائرات الأوكرانية ما لا يقل عن 5 مصافٍ روسية ما دفع موسكو لحظر تصدير البنزين في الفترة من 1 مارس آذار حتى 31 أغسطس آب لضمان توفير الاحتياجات المحلية من الوقود.
حتى الآن، ما زالت حملة الطائرات الأوكرانية تستهدف إحداث تأثير اقتصادي داخل حدود روسيا فقط لمنعها من تكرير وتصدير المزيد من النفط؛ لذلك لم تتأثر أسعار الخام كثيراً في الأسواق.
لكن الأمر قد يتغير كثيراً إذا بدأت كييف استهداف مسارات التصدير البحرية في بحر البلطيق أو البحر الأسود، ففي تلك الحالة سترتفع أسعار النفط والمنتجات المكررة بشكل كبير، ما قد يتسبب حينها في توتر علاقة كييف مع الدول الغربية التي تكافح للسيطرة على التضخم.
استهداف متزايد للمصافي الروسية
طالت المسيرات الأوكرانية ما لا يقل عن سبع مصافٍ روسية حتى الآن، ما أدى لتراجع الإنتاج خلال الربع الأول بنحو 4.6 مليون طن (370,500 ألف برميل يومياً)، أي ما يعادل 7 في المئة من إجمالي القدرة الإنتاجية للبلاد، وفقاً لحسابات رويترز.
وكانت أحدث الهجمات من نصيب مصفاة «كويبشيف» التابعة لعملاقة النفط الروسية «روزنفت» يوم السبت، والتي أفقدت المصفاة نحو نصف سعتها الإنتاجية.
وكانت المصفاة -الواقعة في مدينة سامارا الروسية- قد صُنفت خلال العام الماضي في المركز الـ29 لأكبر المصافي الروسية من حيث الإنتاج، إذ قامت بتكرير نحو 3.687 مليون طن من النفط الخام خلال العام، أي ما يمثل 1.34 في المئة من إجمالي طاقة التكرير الروسية.
كما أنتجت المصفاة أيضاً ما يقرب من 624,000 طن من الجازولين (1.24 في المئة من إجمالي الإنتاج)، و1.187 مليون طن من الديزل (1.35 في المئة من الإجمالي)، و1.040 مليون طن من زيت الوقود (2.56 في المئة من الإجمالي).