تدور الآمال حول التقنيات الحديثة لمساعدة شركات الغاز و النفط الصخري في الولايات المتحدة على تحسين معدلات الإنتاجية بعد تراجعها لسنوات، لكن التكلفة الباهظة لتلك التقنيات قد تدفع الشركات للعزوف عن تطبيقها.

ورغم أن إجمالي الإنتاج لا يزال يسجل مستويات مرتفعة قياسية، فإن معدل استخراج النفط لكل قدم يتم حفرها في حوض بيرميان الرسوبي بولاية تكساس -أكبر حوض للنفط الصخري في الولايات المتحدة- تراجع بنسبة 15 في المئة بين عامي 2020 و2023 ليصل إلى مستويات العقد الماضي نفسها، بحسب منصة إنفيراس المتخصصة في بيانات الطاقة.

وعزا الخبراء ذلك إلى أن تقنية التكسير الهيدروليكي التقليدية التي ظهرت في مطلع الألفية لم تعد مناسبة في هذه المنطقة، وتعتمد تلك التقنية على حقن البئر بالماء والرمال والمواد الكيميائية تحت ضغط عالٍ لإجبار الموارد الكامنة في أعماق الأرض على الخروج إلى السطح.

ونتيجة لاستخدام تلك التقنية مع مئات الآلاف من الآبار المجاورة لبعضها بعضاً على مدى عقدين كاملين، لم يعد بالإمكان التحكم في مستوى الضغط تحت سطح الأرض، ما يصعُب معه استخراج المزيد من النفط في تلك المنطقة.

لكن التطورات التقنية التي بدأ تطبيقها خلال الأعوام الأخيرة أتاحت تسريع عملية التكسير بتكلفة أقل وإنتاجية أعلى.

وتشمل تلك التقنيات القدرة على زيادة طول الآبار الأفقية بنحو الضعف إلى ثلاثة أميال، فضلاً عن معدات أكثر كفاءة يمكنها حفر بئرين أو ثلاث في وقتٍ واحد، كما أن المضخات الكهربائية يمكنها استبدال مضخات الديزل الأعلى تكلفة والأكثر حاجة للصيانة.

التكلفة مقابل الفائدة

ومن عيوب التقنيات الجديدة أنها تتطلب حفر وتجهيز عدة آبار دفعة واحدة قبل البدء في عملية التكسير، حيث يتم ضخ السوائل لاستخراج النفط والغاز من عدة آبار في الوقت ذاته بدلاً من بئر واحدة فقط في كل مرة.

أي أنه يجب على المنتجين إنفاق ملايين الدولارات قبل أن يحققوا أي نتائج ملموسة، على عكس التقنيات التقليدية التي تتيح لهم الحصول على الإنتاج خلال أشهر قليلة.

على الجانب الآخر، يمكن لتلك التقنيات -التي تعتمد على أنظمة المحاكاة الافتراضية المتقدمة- خفض التكلفة بنحو 5-10 في المئة (ما يعادل 200-400 ألف دولار) لكل بئر.

لكن في إطار جهودها لتقليل التكاليف، لم تبادر الشركات بنشر المزيد من منصات الحفر لتحقيق الاستفادة القصوى من تلك التقنيات المبتكرة.

وهبط عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة هذا الشهر بنحو 18 في المئة مقارنة بالعام الماضي.

رغم ذلك، يتوقع الخبراء إقبال الشركات على تقنيات التكسير الهيدروليكي المتطورة بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، مشيرين إلى الإقبال المحدود عليها خلال النصف الثاني من العام.