سجلت عملاقة التكنولوجيا الأميركية مايكروسوفت ارتفاعاً بنحو 30 في المئة في انبعاثاتها الكربونية منذ عام 2020 نتيجة التوسع في إنشاء مراكز البيانات المتطورة في السنوات الأخيرة، وفقاً لتقرير الاستدامة السنوي للشركة.

وبحسب التقرير، تراجعت انبعاثات النطاق 1 و2 -الانبعاثات المباشرة الناتجة عن أنشطة الشركة واستهلاك الكهرباء- بنسبة 6.3 في المئة خلال 2023 مقارنة بعام 2020.

في المقابل، ارتفعت الانبعاثات غير المباشرة -الناتجة عن بقية أنشطة الشركة- بنسبة 30.9 في المئة.

مراكز البيانات في قفص الاتهام

وعزت الشركة زيادة الانبعاثات غير المباشرة بشكل أساسي إلى زيادة استهلاك مواد البناء والمكونات الإلكترونية التي يتطلبها تأسيس مراكز البيانات الحديثة، مثل أشباه الموصلات وخوادم الحاسوب.

وقالت مايكروسوفت في التقرير «التحديات التي نواجهها تأتي نتيجة لمركزنا الريادي في مجال الحوسبة السحابية والذي يتطلب إنشاء المزيد من مراكز البيانات»، مشيرة إلى أن هذا النوع من المرافق يتطلب استخدام المزيد من الإسمنت والصلب والوقود و الرقائق الإلكترونية.

وهذه المشكلة لا تقتصر على مايكروسوفت التي تهدف للوصول للحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2030، بل تمتد لبقية شركات التكنولوجيا الأخرى التي تجد صعوبة في الموازنة بين التوسع في إنشاء مراكز البيانات وتحقيق أهدافها المناخية.

وفي محاولة لتقليل الانبعاثات غير المباشرة، بدأت مايكروسوفت في فرض قيود جديدة على كبار مورديها لإلزامهم بالاعتماد على مصادر طاقة خالية من الكربون بنسبة 100 في المئة بحلول عام 2030.

استهلاك شره للطاقة

ومن المتوقع أن تمثل أنظمة الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات 8 في المئة من إجمالي استهلاك الولايات المتحدة للكهرباء بحلول 2030، أي ما يشكل ضعف استهلاكها الحالي، بحسب تقرير صادر عن بنك غولدمان ساكس في أبريل نيسان.

ووفقاً لتقديرات البنك، سيوفر الغاز الطبيعي 60 في المئة من احتياجات مراكز البيانات من الكهرباء، مقابل 40 في المئة لمصادر الطاقة المتجددة.

وتهدف مايكروسوفت للوصول للحياد الصفري الكربوني بنهاية العقد الجاري. ولتحقيق هذا الهدف، أبرمت الشركة عدداً من الاتفاقات التي تتيح لها توليد 19.8 غيغاواط من الكهرباء عبر مصادر الطاقة النظيفة في 21 دولة، مع خفض انبعاثاتها الكربونية بـ5 ملايين طن على مدى الـ15 عاماً المقبلة.

وكان آخرها صفقة ضخمة بقيمة 10 مليارات دولار مع شركة بروكفيلد الكندية لإدارة الأصول في وقت سابق هذا الشهر، والتي تتيح لها توليد 10.5 غيغاواط من المزارع الشمسية ومحطات الرياح بين عامي 2026 و2030، فيما وُصف بأنه أكبر صفقة للطاقة النظيفة بين كيانين تجاريين على الإطلاق.

كما وقعت مايكروسوفت مؤخراً اتفاقاً مع شركة ستوكهولم إيجزرجي السويدية لإزالة 3.3 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون من عملياتها، والذي وُصف أيضاً بأنه أكبر اتفاق من نوعه في هذا المجال.