يعقد تحالف أوبك بلس اجتماعاً في بداية أغسطس آب المقبل لدراسة تطورات سوق النفط وتحديد خطط الإنتاج، إذ أجمع المحللون على أن الاجتماع لن يتضمن أي تغيير في خطط أوبك بلس بشأن إنتاج النفط.

اتفق تحالف أوبك بلس بداية يونيو حزيران الماضي، على تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية عام 2025، في الوقت الذي تسعى فيه المجموعة لدعم السوق وسط نمو فاتر للطلب العالمي وارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع الإنتاج الأميركي.

ويخفض أعضاء أوبك بلس حالياً الإنتاج بإجمالي 5.86 مليون برميل يومياً، أو نحو 5.7 في المئة من الطلب العالمي.

وتشمل التخفيضات 3.66 مليون برميل يومياً من أعضاء أوبك بلس، صالحة حتى نهاية عام 2024، و2.2 مليون برميل يومياً من التخفيضات الطوعية لبعض الأعضاء.

من المقرر أن تعقد أوبك بلس اجتماعها غداً الخميس الأول من شهر أغسطس آب.

وقال مدير شؤون النفط والغاز في شركة سينرجي للاستشارات، راجات كابور لـ«CNN الاقتصادية»، «من غير المرجح أن يشير اجتماع أوبك بلس إلى أي تغييرات في حالة الإنتاج الحالية أو البدء في تخفيف بعض قيود الإنتاج بدءاً من أكتوبر تشرين الأول المقبل».

وأضاف كابور، أن منتجي أوبك خفضوا إنتاج النفط حالياً بمقدار 5.86 مليون برميل يومياً، أو ما يقرب من 5.7 في المئة من الطلب العالمي، كجزء من سلسلة من الخطوات المتفق عليها منذ أواخر عام 2022، «وعلى الرغم من قرارات أوبك بلس بالتخفيضات، فإن أسعار النفط الخام تراجعت بنحو 9 في المئة خلال الشهر الحالي، إذ تداولت دون 80 دولاراً للبرميل خلال تعاملات الثلاثاء الماضي، على خلفية المخاطر الجيوسياسية المحدودة والمخاوف بشأن ضعف الطلب الاستهلاكي الصيني»

ويتوقع مدير شؤون النفط والغاز في شركة سينرجي للاستشارات، أن الضعف الأخير في أسعار الخام قد يدفع مجموعة المنتجين إلى إعادة النظر في خططهم لزيادة الإنتاج في وقت لاحق من هذا العام، على عكس توقعاتهم السابقة لعام 2024.

ارتفعت العقود الآجلة للنفط خلال تعاملات اليوم الأربعاء بأكثر من 2 بالمئة من أدنى مستوياتها في سبعة أسابيع بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران، ما تسبب في تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، غير أن الأسعار ظلت تحت ضغط من المخاوف بشأن الطلب الضعيف في الصين.

وصعد أسعار العقود الآجلة لخام برنت 1.53 دولار للبرميل بما يعادل 1.95 بالمئة إلى 80.16 دولار للبرميل، في حين سجلت عقود أكتوبر الأكثر نشاطاً بـ79.59 دولار بارتفاع 1.52 دولار.

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.55 دولار للبرميل أو 2.07 بالمئة إلى 76.28 دولار للبرميل.

وقال المتخصص في أسواق النفط لدى ICIS، بارني جراي «لا أتوقع أن تغير أوبك قرارها بتمديد التخفيض الطوعي حتى الآن، إذا غيروا أي شيء فهناك فرصة ضئيلة لوضع جدول زمني لإلغاء التخفيضات وقد يكون هذا أكثر تحميلاً نحو النصف الثاني من فترة الـ12 شهراً المقبلة، إذ يُتوقع أن يعقد أعضاء مجموعة أوبك بلس اجتماعاً آخر قبل نهاية سبتمبر المقبل لدراسة التطورات».

وأضاف جراي، «أتوقع أيضاً أن أعضاء أوبك بلس قد يعقدون اجتماعاً آخر قبل أكتوبر»، مشيراً إلى أن السوق لن تحتاج إلى زيادة الإنتاج قبل هذا التوقيت.

من جانبه، قال النائب الأول نائب الرئيس الأول في فريق أسواق النفط بشركة «ريستاد إنيرجي» الاستشارية للطاقة، جورج ليون، إن الاجتماع المقرر عقده بداية أغسطس سيكون اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، «لا تستطيع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة اتخاذ قرار بشأن الإنتاج، ولكنها تستطيع تقديم اقتراح ينظر فيه الوزراء».

وتوقع ليون، أن اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة السوق لن تقترح أي تغيير في قرار الإنتاج. وربما ترغب اللجنة في الانتظار لمعرفة مدى تطور الطلب في الصيف قبل اقتراح أي تغيير في المسار.

وقال خبير الطاقة والرئيس التنفيذي لشركة رانادريل، شعيب بوطمين لـ«CNN الاقتصادية»، إن قضايا مثل «ضعف أداء القطاع الصناعي في الصين، وإبقاء أسعار الفائدة في أميركا وأوروبا ثابتة، لا تزال تؤثّر في الطلب العالمي على النفط، لذلك أعتقد أن سعر النفط الحالي وهو 80 دولاراً للبرميل، هو سعر يشجّع على الاستهلاك أكثر».

وأضاف بوطمين أن «علينا ألّا ننسى أن فصل الصيف لا يزال في المنتصف، ومع الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة مع زيادة نشاط التنقل صيفاً سوف يسهم في زيادة الطلب على الطاقة وخاصة النفط والغاز».

وعن التوترات الجيوسياسية، يرى خبير الطاقة أن «هناك أمراً حساساً اليوم، وهو اغتيال القائد السياسي لحماس، ما قد يسهم في زيادة التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وبالتأكيد يساعد هذا على رفع أسعار النفط عالمياً».

وأسس العراق وإيران والكويت والسعودية وفنزويلا منظمة أوبك عام 1960 في بغداد بهدف تنسيق السياسات النفطية وضمان أسعار عادلة ومستقرة، وتضم المنظمة الآن 12 دولة معظمها من الشرق الأوسط وإفريقيا، وذلك بعد انسحاب أنغولا من المنظمة في يناير كانون الثاني 2024.

وشكّلت أوبك ما يُعرف بتحالف أوبك بلس مع عشر من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم من خارج المنظمة ومنها روسيا، في نهاية عام 2016.

وقرر تحالف أوبك بلس عقد الاجتماع الوزاري الثامن والثلاثين لمنظمة أوبك والدول غير الأعضاء فيها في 1 ديسمبر كانون الثاني 2024.