من المتوقع أن يتراجع الطلب العالمي على وقود الطائرات مع تباطؤ إنفاق المستهلكين وتداعياته على مخصصات السفر، وهو تحوُّل قد يؤثر على أسعار النفط في الأشهر المقبلة.

ولم يبلغ الطلب العالمي على النفط التقديرات في النصف الأول من العام الحالي بسبب استهلاك أضعف من المتوقع في الولايات المتحدة والصين، أكبر سوقين للخام.

ويشكّل وقود الطائرات نحو سبعة في المئة من الطلب العالمي على النفط، وكان من المتوقع أن يكون إحدى ركائز النمو هذا العام مع استمرار انتعاش حركة السفر بعد الجائحة.

ووفقاً لبيانات غولدمان ساكس بلغ متوسط ​​الطلب العالمي على وقود الطائرات حتى يوليو تموز نحو 7.49 مليون برميل يومياً، بزيادة قدرها 500 ألف برميل يومياً على الفترة ذاتها من العام الماضي.

وسيحتاج الطلب إلى الارتفاع على نحو أسرع في الأشهر المقبلة لتلبية توقعات النمو التي قدَّرها البنك بـ600 ألف برميل يومياً للعام الحالي، لكن احتمال ذلك يبدو أقل، إذ تشير تقديرات غولدمان ساكس إلى أن نمو الطلب من أغسطس آب حتى أكتوبر تشرين الأول سيسجل نحو 400 ألف برميل فقط.

وعبرت شركات طيران كبيرة وشركات سفر في الولايات المتحدة في الأيام القليلة الماضية عن مخاوف من تباطؤ إنفاق المستهلكين مع انكماش حجم الدخل المتاح، والذي من المرجح أن يؤثر سلباً على السفر الترفيهي.

وبلغ متوسط نمو إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة 0.3 في المئة خلال ثلاثة أشهر منتهية في يونيو حزيران، وهي أبطأ زيادة في أكثر من عام.

وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس الثلاثاء «نرى نطاقاً محدوداً لتحقيق زيادات أخرى في وقود الطائرات، وهي فئة المنتجات الأكثر تأثراً بالاقتصاد الكلي بشكل تقليدي، إذ يؤثر تراجع الاقتصاد على الطلب على السفر جواً».

وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن الطلب على وقود الطائرات في الولايات المتحدة انخفض بصورة حادة من أعلى مستوى مسجل في فترة ما بعد الجائحة عند 1.95 مليون برميل يومياً خلال الأسبوع المنتهي في الثاني من أغسطس آب، إلى 1.6 مليون برميل يومياً فقط في الأسبوع الماضي.

وقال محللون من بنك أوف أميركا إن ضعف النشاط الاقتصادي قد يفاقم أيضاً تباطؤ التجارة العالمية، وهو ما سيقلّص الطلب على الشحن الجوي، وأشاروا إلى أن التجارة العالمية مرَّت بتباطؤ على مدى الأعوام القليلة المنصرمة في ظل تحوُّل الطلب في الولايات المتحدة وأوروبا إلى الخدمات بدلاً من البضائع.

وخفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول ( أوبك) هذا الأسبوع توقعاتها للطلب على النفط خلال العام الحالي لأول مرة منذ إصدارها في يوليو تموز 2023، في حين خفضت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لعام 2025، وعزت المؤسستان أسباب الخفض إلى نمو اقتصادي أضعف من المتوقع في الصين وغيرها من الاقتصادات.

(رويترز)