يبدو أن الحنين إلى الماضي أعاد صناعة السينما إلى رونقها من جديد، فالرواج الشديد الذي يشهده فيلم « باربي» حالياً يؤكد أن الحالة النفسية للجماهير تركت بصمة كبيرة في إيرادات أضخم الأفلام السينمائية.

واجتاحت حالة من نوستالجيا الأفلام، شبابيك التذاكر في أول 6 أشهر من العام الجاري، فتمكنت العديد من الأفلام المأخوذة عن روايات قديمة، أو ألعاب شهيرة، أو أفلام رسوم متحركة، من تحقيق أعلى الإيرادات، والانضمام إلى قائمة أكثر الأفلام حصداً للأرباح على مر التاريخ وفقاً لقائمة «بوكس أوفيس موجو».

تضمنت القائمة التي تشمل مئتي فيلم منذ بداية إنتاج الأفلام السينمائية، 6 أفلام أنتجت وعُرضت في دور السينما خلال 2023، لكنها عكست في الوقت ذاته، ذائقة محبي الأفلام ومدى الحنين إلى الماضي، الذي شعروا به.

في البداية، تصدر فيلم «الأخوان سوبر ماريو» أفلام 2023 في القائمة، ليحتل المركز 15، محققاً إيرادات بلغت 1.350.413.680 دولار.

والفيلم مأخوذ عن الشخصية الرئيسية في لعبة الفيديو الشهيرة «سوبر ماريو» التي صممها الياباني شيغيرو مياموتو، وظهرت للمرة الأولى منذ عام 1981 في 200 لعبة فيديو حتى الآن.

وفي المركز الثاني لأفلام 2023 في القائمة، جاء الجزء الثالث من فيلم «حراس المجرة»، محققاً إيرادات بلغت 844.857.149 دولار.

وثالثاً، اجتاحت حمى اللون الوردي القائمة، ليواصل فيلم «باربي» حصده الإيرادات، محققاً حتى الآن نحو 774.502.851 دولار، علماً أنه ما زال يُعرض في دور السينما العالمية، ويحقق المزيد من الأرباح، وعقب عرضه أنفق حاملو بطاقات «بنك أوف أميركا» زيادة بنسبة 13.2 في المئة، على الترفيه مقارنة بالعام الماضي، وفي وقت سابق من شهر يوليو تموز، كان الإنفاق على الترفيه ثابتاً وفقاً للبنك.

أما فيلم «فاست إكس» وهو جزء جديد من السلسلة الشهيرة التي بدأت منذ عام 2001، فجاء ضمن القائمة محققاً نحو 704.709.660 دولار، ثم جاء فيلم سبايدرمان: أكروس ذا سبايدر-فيرس ضمن سلسلة الرجل العنكبوت الشهيرة، بإيرادات وصلت إلى 682.396.158 دولاراً.

وأخيراً، جاء فيلم «ذا ليتل ميرميد» المقتبس عن فيلم الرسوم المتحركة الذي صدر عام 1989، ليحقق إيرادات بلغت 561.361.752 دولاراً.

كانت صناعة السينما تأثرت بالجائحة، وأشارت التقديرات إلى أن شباك التذاكر الأميركي وحده سيخسر أكثر من 5 مليارات دولار، كما تأجل أكثر من 155 فيلماً طال انتظارها، كما أفادت تقارير بريطانية بأن صناعة السينما والتلفزيون في المملكة المتحدة خسرت نحو 2.6 مليار جنيه إسترليني خلال الجائحة.

وحاولت بعض شركات الإنتاج اتخاذ إجراءات غير تقليدية لإطلاق الأفلام خلال هذه الأوقات، ومن الأمثلة على ذلك جولة «ذا ترولز»، كما أصدرت حصرياً للتأجير الرقمي بدلاً من المسارح، وبالتالي تمكنت من حصد أرباح أكثر من 100 مليون دولار في الأسابيع الثلاثة الأولى لشركة «يونيفرسال».

لكن، مع بداية العام الماضي، بدأت الأمور تتجه نحو مسار أفضل، وحققت 9 أفلام أفضل إيرادات ضمن أفضل مئتي فيلم حول العالم، منها الجزء الثاني من سلسلة «أفاتار»، وهو نجاح ينسب أيضاً إلى شعور الحنين إلى الماضي، إذ أطلق الفيلم الأول عام 2009.