«كان وسط القاهرة في الماضي بمثابة باريس الشرق الأوسط، ونسعى أن يصبح من جديد باريس الشرق الأوسط» بهذه الكلمات بدأت مها عبد الرازق رئيسة شركة مصر لإدارة الأصول العقارية حديثها مع «CNN الاقتصادية».
وأضافت أن الشركة تمتلك نحو 25 في المئة من
مباني وسط القاهرة، وتقدر قيمة هذه المباني التاريخية بنحو 30 مليار جنيه مصري (نحو 6 مليارات دولار أميركي).
وبدأ وسط القاهرة الحالي في البزوغ في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في عصر الخديوي إسماعيل، ويعرف كذلك باسم القاهرة الخديوية، وكان من أبرز مبانيه دار الأوبرا التي احترقت في عام 1975.
منذ هذا الوقت بدأ وسط القاهرة في التدهور التدريجي وانتشار المحلات والشركات التي تتخذ من الشقق السكنية الكبيرة ذات الأسقف المرتفعة مقرات وفروعاً لها.
ومنذ الستينيات نجحت بعض شركات التأمين في مصر على حيازة هذه المباني بشكل تدريجي، وأغلبها يدار بنظام
الإيجار القديم، أي بضعة جنيهات قليلة يدفعها المستأجرون كل شهر منذ توقيع العقود في خمسينيات وأربعينيات القرن العشرين، ويمتد الورثة فيها بفضل موقعها المتميز ومساحاتها الشاسعة، فبعض الشقق تصل مساحاتها إلى أكثر من 300 متر مربع، كما يصل ارتفاع أسقفها إلى 4 أمتار.
وبحسب «عبد الرازق»: «تعد وزارة الأوقاف المصرية أول مالك لهذه المباني، فيما تأتي شركة مصر للأصول العقارية في المرتبة الثانية».
تمتلك كذلك شركات أخرى مثل شركة الإسماعيلية التي أخذت اسمها من الخديوي إسماعيل وشركة سيجما قدراً آخر من المباني.
وأضافت «عبد الرازق» أن: «الفريق القانوني لشركتها يحقق قدراً كبيراً من حسم القضايا الخاصة بالطرد للسكان الذين لا يستحقون البقاء في الشقق تمهيداً لتطوير كبير ستشهده المباني المملوكة لمصر لإدارة الأصول العقارية».
وتسعى الشركة بحسب «عبد الرازق» إلى الدخول في شركات مع مستثمرين عرب لتمويل المشروعات الجديدة التي تطمح الشركة في إنشائها لاستغلال أملاكها العقارية.
وتختلف أملاك مصر لإدارة الأصول العقارية التي تعد إحدى الشركات الحكومية التابعة لشركة مصر للتأمين القابضة عن أملاك الدولة التي تتكون في أغلبها من مقارٍ حكومية سابقة شغلها موظفو الدولة قبل الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة الواقعة في شرق القارة، فكل هذه المنشآت مثل وزارة التعليم والصحة ومجمع التحرير الشهير تعود ملكيتها إلى صندوق مصر السيادي.
وكانت الدولة في مصر قد وقعت عقداً مع مجموعة من الشركاء لتحويل مجمع التحرير الذي علق في أذهان المصريين كقلعة للبيروقراطية إلى فندق عالمي من 500 غرفة.
وتحاول شركة مصر للأصول العقارية في إعادة التجربة ولكن بشكل مختلف عن طريق اتفاقات الشراكة التي تسعى لإبرامها، مثل: «إنشاء مجموعة من بوتيك أوتيل ومراكز أعمال ومتاجر راقية ولكن بشكل منظم، وذلك بالتنظيم مع جهاز التنسيق الحضاري كي لا تتكرر حالة غياب النظام التي تسيطر على وسط المدينة».
تمتلك مصر لإدارة الأصول العقارية أحد أشهر مباني وسط القاهرة وأكبرها وهو مبنى القباب الأربع الشهير الواقع في شارع عماد الدين والمعروف شعبياً باسم مبنى القاهرة الخديوية، وذلك نسبة إلى الخديوي عباس حلمي الثاني، حيث شيدت هذه المباني في نهاية حكمة عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى، ويحتل المبنى اليوم بجانبيه سينما وبنك ومحلات لبيع الأجهزة الكهربائية ونادي الجالية اليونانية فضلاً عن عشرات السكان والشركات.
ويشهد وسط القاهرة منذ نحو 5 سنوات طفرة على استحياء، حيث تم تطوير بعض المباني القديمة مثل مبنى أحد القنصليات الأوروبية المهجورة ويشغله مساحة عمل مشتركة، كما تم تحويل مبنى من الطراز الباريسي الأوسماني إلى مقر لإحدى الشركات، فضلاً عن تطوير سينما راديو المبنية على طراز أرت ديكو ليشهد.