تمر تسلا بأيام صعبة، إذ انخفضت مبيعاتها، وتراجعت أرباحها من كل سيارة تبيعها، بينما تزداد المنافسة خاصة في الأسواق الدولية، كما أن نهاية بعض السياسات الفيدرالية الداعمة للسيارات الكهربائية قد تكلف الشركة مليارات الدولارات. لكن التحدي الأكبر قد يكون في إيلون ماسك نفسه، فالرئيس التنفيذي الذي صنع نجاح تسلا وحوّلها من شركة ناشئة إلى عملاق مالي، بات منشغلاً بقضايا سياسية، وصدامات مع الحكومة الأميركية ونقاشات مثيرة للجدل على منصته إكس، ما يبعده عن إدارة الشركة في ما وصفه هو نفسه بـ«العام الحاسم» لتسلا.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ارتفاع الأسهم رغم التحديات
رغم هذه التحديات، فلا يزال سهم تسلا يتمتع بقيمة سوقية تتجاوز أي شركة سيارات أخرى، وخلال اجتماع المستثمرين الأخير، ركّز ماسك على وعود كبرى تشمل تقدماً في السيارات ذاتية القيادة، وسيارات الأجرة الروبوتية، والروبوتات البشرية، متوقعاً أن يكون العام المقبل «ملحمياً»، دون التطرق كثيراً إلى المشاكل المالية الفعلية للشركة.
وعلى الرغم من اعتراف ماسك بأنه لا يفي دائماً بوعوده، فقد ارتفع سهم تسلا بنسبة أربعة في المئة في الأيام التالية، وقال ماسك بثقة، «هناك مسار يمكن أن تجعل فيه تسلا قيمتها تتجاوز أكبر خمس شركات مجتمعة، إنه طريق صعب، لكنه ممكن التحقيق».
لكن بعض المحللين يشككون في ارتفاع السهم، وكتب المحلل رايان برينكمان من جيه بي مورغان في مذكرة للمستثمرين، «ارتفاع سهم تسلا لا علاقة له بالأداء المالي للشركة أو بتوقعات النمو الفعلية، يبدو أن السهم أصبح منفصلاً تماماً عن الأساسيات».
أخبار ذات صلة
.related-articles{
display: block;
border: 1px solid #B9B9B9;
padding: 10px 15px;
}
.related-articles-content{
display: grid;
grid-template-columns: 1fr 1fr;
row-gap: 25px;
}
.related-articles-title{
font-size: 18px;
color: #006699;
line-height: 24px;
margin-bottom: 12px;
font-weight: 800;
}
.related-articles .article-related-body + style + .article-related-body {
border-right: 1px solid #707070;
padding-right: 28px;
}
.titleContent, .related-article-title{
font-size: 13px !important;
color: black !important;
overflow: hidden;
display: -webkit-box;
-webkit-line-clamp: 4;
-webkit-box-orient: vertical;
}
.titleContent, .related-article-title p{
margin: 0;
}
.article-related-body {display:flex; align-items: center;}
.article-related-body .imgStyle{width: 129px;}
.article-related-body .imgStyle .layout-ratio{padding-bottom:69%;}
.article-related-body .titleContent{padding-right:8px;width:calc(100% - 129px);max-width:70%;}
.article-related-body .related-article-title{font-size:20px;line-height:22px;}
@media screen and (max-width: 992px) {
.article-related-body .imgStyle{width:140px;}
.article-related-body .imgStyle .layout-ratio{padding-bottom:100%;}
.article-related-body .titleContent{padding-right:20px;width:calc(100% - 140px);}
}
@media screen and (max-width: 767px) {
.related-articles-content{
grid-template-columns: 1fr;
}
.related-articles .article-related-body + style + .article-related-body {
border-right: none;
padding-right: 0;
}
}
الذكاء الاصطناعي والروبوتات
لا يزال بعض المستثمرين يؤمنون بمستقبل تسلا رغم حالة عدم اليقين، وقال المحلل دان آيفز من ويدبوش للأوراق المالية إن المستثمرين المتفائلين يركزون على الذكاء الاصطناعي والمركبات ذاتية القيادة.
ويتوقع آيفز، الذي حدد 550 دولاراً كسعر مستهدف لسهم تسلا خلال 12 شهراً (بزيادة 45 في المئة على سعر الإغلاق الحالي)، أن خطة تسلا لبيع روبوتات بشرية للجمهور بحلول عام 2026 قد تكون «نقطة تحول كبرى».
ويرى ماسك أن قيمة تسلا ستتضاعف بفضل تقنية «السيارات الروبوتية»، التي تتيح للملاك تأجير سياراتهم للعمل كـ«أوبر ذاتي القيادة»، ما يغير مفهوم امتلاك السيارات، كما يعتقد أن مبيعات الروبوتات البشرية «أوبتيموس» قد تصل إلى 10 تريليونات دولار سنوياً، واصفاً الأمر بأنه «جنوني تماماً».
وعود متكررة.. وإنجازات مؤجلة
رغم هذه التوقعات الطموحة، فإن سجل
ماسك حافل بالوعود التي لم تتحقق، في عام 2016، قال إن ميزة «القيادة الذاتية الكاملة» ستسمح للسيارات بالسفر من ولاية إلى أخرى دون سائق بحلول 2017، لكنه أخفق في تحقيق ذلك.
وفي 2019، وعد بإطلاق خدمة «سيارات الأجرة الروبوتية» بحلول 2020، لكنها لم ترَ النور.
في أكتوبر تشرين الأول 2024، كشف ماسك عن نموذج «سايبر كاب (Cybercab)»، وهو سيارة أجرة ذاتية القيادة بلا عجلة قيادة أو دواسات، ووعد بإطلاق القيادة غير المراقبة قبل نهاية العام، لكنه عاد ليعترف في اجتماع المستثمرين الأخير بأن سيارات تسلا الحالية تحتاج إلى تحديثات صعبة ومكلفة لتصبح ذاتية القيادة بالكامل.
الضرائب والتحديات السياسية
أعلنت إدارة ترامب عن خطط لإلغاء ائتمان ضريبي بقيمة 7500 دولار على السيارات الكهربائية، ما قد يجعل سيارات تسلا أقل تنافسية مقابل السيارات العاملة بالوقود التقليدي، خصوصاً مع تباطؤ الطلب على
السيارات الكهربائية في السوق الأميركية.
بالإضافة إلى ذلك، تعتمد تسلا على مليارات الدولارات من بيع أرصدة تنظيمية لشركات السيارات التي لا تزال تنتج سيارات تعمل بالوقود، لكن إدارة ترامب تسعى لتخفيف قوانين الانبعاثات، ما قد يقلل قيمة هذه الأرصدة ويضر بأرباح تسلا.
أخبار ذات صلة
.related-articles{
display: block;
border: 1px solid #B9B9B9;
padding: 10px 15px;
}
.related-articles-content{
display: grid;
grid-template-columns: 1fr 1fr;
row-gap: 25px;
}
.related-articles-title{
font-size: 18px;
color: #006699;
line-height: 24px;
margin-bottom: 12px;
font-weight: 800;
}
.related-articles .article-related-body + style + .article-related-body {
border-right: 1px solid #707070;
padding-right: 28px;
}
.titleContent, .related-article-title{
font-size: 13px !important;
color: black !important;
overflow: hidden;
display: -webkit-box;
-webkit-line-clamp: 4;
-webkit-box-orient: vertical;
}
.titleContent, .related-article-title p{
margin: 0;
}
.article-related-body {display:flex; align-items: center;}
.article-related-body .imgStyle{width: 129px;}
.article-related-body .imgStyle .layout-ratio{padding-bottom:69%;}
.article-related-body .titleContent{padding-right:8px;width:calc(100% - 129px);max-width:70%;}
.article-related-body .related-article-title{font-size:20px;line-height:22px;}
@media screen and (max-width: 992px) {
.article-related-body .imgStyle{width:140px;}
.article-related-body .imgStyle .layout-ratio{padding-bottom:100%;}
.article-related-body .titleContent{padding-right:20px;width:calc(100% - 140px);}
}
@media screen and (max-width: 767px) {
.related-articles-content{
grid-template-columns: 1fr;
}
.related-articles .article-related-body + style + .article-related-body {
border-right: none;
padding-right: 0;
}
}
هل يستطيع ماسك إعطاء تسلا ما تحتاج إليه؟
لطالما كان ماسك مشتتاً بين مشاريعه العديدة، مثل سبيس إكس، ذا بورينغ كومباني، نيورالينك، ومنصة إكس، لكن انخراطه في السياسة بات يستهلك جزءاً أكبر من وقته.
في الماضي، عندما واجهت تسلا تحديات مثل زيادة الإنتاج، كان ماسك ينام في المصانع ويعمل لساعات طويلة، لكن هذه المرة، يبدو أن التحديات تتراكم بينما هو بعيد عن الشركة.
وحتى مع استمرار الحوافز الضريبية، سجلت تسلا أول انخفاض سنوي في مبيعاتها عام 2024، مع ارتفاع المنافسة من شركات مثل بي واي دي الصينية، التي قد تتفوق قريباً على تسلا كأكبر مصنع للسيارات الكهربائية في العالم.
كما أن توجهات ماسك السياسية قد تؤثر على مبيعات تسلا، فبعد دعمه لحزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، انخفضت مبيعات تسلا في ألمانيا بنسبة 59 في المئة في يناير مقارنة بالعام الماضي، ما أدى إلى تراجع سهم الشركة أربعة في المئة يوم الخميس.
لكن منذ انتخابات 5 نوفمبر تشرين الثاني 2024 في الولايات المتحدة، ارتفعت أسهم تسلا 50 في المئة، مع اعتقاد المستثمرين أن قرب ماسك من ترامب، الذي أصبح يلقب بـ«الصديق الأول» له، سيعود بالفائدة على الشركة.
في ظل هذه العوامل، يبقى السؤال: هل سينجح ماسك في «إعادة تسلا إلى عظمتها»؟ أم أن الوعود الطموحة لن تكون كافية؟
(كريس إيزيدور، CNN)