أعلنت المملكة العربية السعودية في الرابع من أكتوبر تشرين الأول عزمها الترشح لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم المزمع إجراؤها في عام 2034، وتأتي تلك الخطوة بهدف تعزيز مكانة المملكة على الساحة الرياضية الدولية وضمن جهود المملكة لتنويع الاقتصاد ودعم قطاع السياحة نظراً للعدد الكبير من السائحين الذي عادة ما يرافق البطولة الأبرز في عالم كرة القدم.

وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن «رغبة المملكة في استضافة كأس العالم 2034 تعد انعكاساً لما وصلت إليه من نهضة شاملة على الأصعدة والمستويات كافة، الأمر الذي جعل منها مركزاً قيادياً وواجهة دولية لاستضافة أكبر وأهم الأحداث العالمية في مختلف المجالات، بما تملكه من مقومات اقتصادية وإرث حضاري وثقافي عظيم».

وأعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم نيته الترشح لاستضافة نهائيات كأس العالم 2034 عقب تأكيد الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا أن بطولة 2034 ستقام في آسيا أو منطقة الأوقيانوس وطالب الدول في المنطقتين بالتقدم بطلبات للترشح.

وقوبل إعلان المملكة رغبتها في استضافة الحدث بدعم عربي وآسيوي ضخم، ووصل عدد الدول التي أعلنت نيتها دعم الملف السعودي حال تقديمه رسمياً إلى نحو خمسين دولة.

تكلفة استضافة كأس العالم

وأثارت رغبة السعودية استضافة بطولة كأس العالم تساؤلات البعض حول التكلفة الاقتصادية التي تقع على عاتق الدولة المستضيفة. وتتمتع السعودية ببنية تحتية ذات جودة عالية، كذلك صاحب استقدام أبرز نجوم العالم في كرة القدم مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمه ونيمار ونغولو كانتي وساديو ماني إلى دوري روشن لكرة القدم ضخ استثمارات ضخمة في المنشآت الرياضية ما قد يقلل التكلفة المنتظرة للبطولة على المملكة، فاستضافة المملكة للبطولة حال حدوثها تأتي ضمن جهود المملكة لتعزيز القطاع الرياضي كأحد روافد الاقتصاد وليس كحادث منفصل بذاته.

وربما يعتقد البعض أن التكلفة الأكبر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم هي بناء الملاعب الرياضية، ولكن هذا ليس صحيحاً فبطولة كأس العالم قطر 2022 وهي البطولة الأعلى تكلفة في تاريخ كأس العالم بنحو 220 مليار دولار، قدرت تكلفة بناء الملاعب الجديدة فيها بين 8 إلى 10 مليارات دولار وفقاً لحسن الذوادي الأمين العام للجنة القطرية العليا للمشاريع والإرث.

على الجانب الآخر قدرت قيمة مشروع مترو الدوحة وحده -الذي كان وسيلة التنقل الرئيسية خلال البطولة- بنحو 36 مليار دولار، كذلك بلغت تكلفة مشروع اللؤلؤة -سلسلة من الجزر الاصطناعية بنيت على ساحل مدينة الدوحة لعبت دوراً بارزاً في استضافة السائحين خلال بطولة كأس العالم- نحو 15 مليار دولار، وتهيمن الاستثمارات في قطاعي الفندقة والنقل على الحصة الأكبر من تكلفة استضافة بطولات كأس العالم.

الملف الثلاثي السعودية ومصر واليونان

فور إعلان المملكة رغبتها في استضافة كأس العالم 2034 عادت للأذهان الأحاديث التي دارت عن ملف مشترك بين السعودية ومصر واليونان لاستضافة كأس العالم 2030، وخلال النصف الثاني من عام 2022 ظهرت العديد من التقارير الإعلامية تحدثت عن ملف مشترك بين الدول الثلاثة وسط رغبة في تكرار سيناريو قطر وإقامة البطولة من جديد في فصل الشتاء.

وساعد في دعم هذه الأنباء تصريحات وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي في أغسطس آب 2022 عقب اجتماعه مع وزير الرياضة السعودي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل بأن الدولتين تدرسان التعاون المشترك.

وقال صبحي «نسعى لتنظيم كأس العالم لكرة القدم وندرس فكرة تقديم طلب لاستضافته في 2030 حتى لا نكرر ما حدث في 2010، والأمر نفسه فيما يتعلق بأولمبياد 2036».

وأكد وقتها أنه يرفض التسرع والإعلان رسمياً عن نية استضافة أي من الحدثين، مكتفياً بالتأكيد على دراسة الأمر مع السعودية لبحث إمكانية التنظيم وتقديم ملف مشترك.

ورغم أن القرب الجغرافي وعمق العلاقات السياسية قد يدعمان آمال الملف المشترك فإن رغبة الفيفا في أن يكون كأس العالم 2030 في منطقة آسيا والأوقيانوس قد يقف كحجر عثرة أمام مثل هذه الخطوة.