تواجه رائدات الأعمال في الدول الأوروبية العديد من الصعوبات في جميع مراحل تأسيس شركاتهن الناشئة، بدءاً من مرحلة الإنشاء وجمع التمويل حتى إطلاق الشركة، جاء ذلك في دراسة أجرتها مجموعة بوسطن للاستشارات في خمس دول أوروبية مستخدمة خوارزميات تعتمد على الاسم الأول والنوع، مع التدقيق عبر تطبيق لينكد إن.
وأثارت نتائج الدراسة الكثير من علامات الاستفهام أمام المساواة بين الجنسين في مجال الشركات الناشئة في الدول محل الدراسة، إذ وجدت أن أقل من شركة واحدة من كل أربع شركات ناشئة تم إنشاؤها تضم امرأة بين فريق الشركاء المؤسسين.
وأظهرت الدراسة أن الشركات الناشئة التي أسستها رائدات أعمال في عام 2022 كانت تشكّل 10% فقط من إجمالي الشركات الناشئة التي رأت النور في كل من فرنسا وألمانيا وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة.
وتوضح الدراسة أن 10 في المئة فقط من الشركات الناشئة التي تم إنشاؤها في عام 2022 تأسست بواسطة رائدات أعمال فقط، و12% بواسطة مؤسسين مختلطين من الجنسين، مشيرة إلى أن الوضع أفضل قليلاً في السويد؛ حيث تصل النسبة إلى شركة واحدة من أصل ثلاث شركات.
والأسوأ من ذلك، أن أقل من خُمس التمويل الذي يتم جمعه يذهب إلى فريق يضم امرأة بين الأعضاء المؤسسين.
وبشكل عام، تقل الجولات التمويلية للشركات الناشئة التي تضم سيدات ضمن الشركاء المؤسسين بنحو أربع مرات مقارنة بالشركات التي يؤسسها مؤسسون رجال فقط.
كما تستحوذ الشركات الناشئة التي أسسها رواد الأعمال الرجال على 77-91 في المئة من إجمالي التمويل الذي يتم جمعه، ما يترك 7-22 في المئة فقط للشركات التي تضم مؤسسين مختلطين من الرجال والنساء والشركات التي تؤسسها النساء فقط.
أما في السويد، فتقوم رائدات الأعمال بإنشاء 30 في المئة من الشركات، لكنهن لا يحصلن إلا على 2 في المئة فقط من التمويل مقابل 12 في المئة حصلت عليها الشركات المختلطة من الجنسين.
وتظهر دراسة مجموعة بوسطن أن تركيز رائدات الأعمال غالباً ما ينصبُّ على الشركات العاملة في مجالَي الموضة والعناية الشخصية، حيث تصل نسبة الشركات التي تضم نساء فقط في هذا المجال إلى 37 في المئة، وتقل تلك النسبة في مجالات التعليم والإعلام والتسويق وخدمات الأعمال والتكنولوجيا المالية والرياضة إلى أن تصل لصفر في مجال النقل والمواصلات.
وحسب الدراسة، فإن الشركات التي تضم مؤسسين نساء فقط لا تحصل على تمويلات كبيرة، فنحو 94 في المئة من الجولات التمويلية التي ضمت شركات تقودها رائدات أعمال فقط حصلت على أقل من 15 مليون يورو (مقابل عمليتين فقط تخطتا مبلغ 50 مليون يورو)، وذلك مقارنة بـ215 عملية تخطت المبلغ نفسه لصالح رواد الأعمال الرجال.
وخلصت الدراسة إلى أن فجوة التمويل بين رواد ورائدات الأعمال في الشركات الناشئة تؤكد الضرورة الملحّة لاتخاذ خطوات عاجلة لسد تلك الفجوة، خاصة أن هذه الشركات تشكّل عالم الغد، ولا يمكن أن يتحقق ذلك دون مشاركة نصف سكان العالم.