لامست مؤشرات الأسهم الأميركية في الربع الأول من عام 2024 مستويات قياسية حتى في الوقت الذي كانت فيه وول ستريت تواجه أسعار فائدة أعلى لفترة أطول.
فقد أنهت الأسواق الأميركية عام 2023 بالتغلب على الأزمة المصرفية الإقليمية والاضطرابات الجيوسياسية، كما تجنب الاقتصاد الركود المتوقع على نطاق واسع.
ويتوقع التجار بفارغ الصبر أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي أول تخفيضات في أسعار الفائدة الستة في وقت لاحق هذا العام.
لكن موجة من البيانات الاقتصادية والتحذيرات من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي أجبرت المستثمرين على إعادة التفكير بواقعية في هذه الآمال لتتماشى مع التخفيضات الثلاثة المتوقعة من بنك الاحتياطي الفيدرالي، والتي من المرجح أن تبدأ في يونيو حزيران أو يوليو تموز.
ورغم أن سوق الأسهم شهدت عمليات بيع متقطعة فإنها استمرت في الارتفاع، إذ أدت أرباح الشركات وسوق العمل القويين إلى إنعاش الآمال في تجنب الركود الاقتصادي.
ويسير مؤشر إس آند بي 500 على الطريق الصحيح للصعود بنسبة 10 في المئة للأشهر الثلاثة الأولى من العام، بدءاً من إغلاق يوم الأربعاء، ويحقق مؤشر داو جونز الصناعي وناسداك المركب مكاسب بنسبة 5.5 في المئة و9.3 في المئة على التوالي.
سجل مؤشر إس آند بي 500 يوم الأربعاء إغلاقه القياسي الحادي والعشرين لهذا العام، وسجّل أول 17 حالة تداول خلال أول 50 يوماً من العام الجاري، وهو أكبر حصيلة خلال تلك الفترة منذ عام 1998، وفقاً لشركة (بيسبوك إنفستمنت ريسيرش)، كما سجل مؤشر داو جونز وناسداك ارتفاعات قياسية متكررة.
لكن بعض أسهم شركات التكنولوجيا السبعة الكبرى تعثرت بعد تحفيز الارتفاع الكبير في العام الماضي، وانخفضت أسهم شركة أبل بنسبة 10 في المئة هذا الربع بسبب المخاوف بشأن المبيعات الضعيفة في الصين، بينما تتجه أسهم تسلا نحو الانخفاض بنسبة 27.6 في المئة.
من جهتها، ارتفعت أسهم ألفابت بنسبة 8 في المئة حتى الآن خلال العام الجاري، ولكنها تتخلف عن المكاسب القوية التي حققتها كل من إنفيديا، وميتا، وأمازون، ومايكروسوفت.
خلال الأسبوع الجاري، وصل مؤشر ستاندرد آند بورز 600، الذي يتتبع الأسهم الصغيرة في الولايات المتحدة، إلى أعلى مستوى له في 52 أسبوعاً، وذلك بعد أن كرر بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت سابق من هذا الشهر توقعاته لثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام.
كما ارتفع سعر الذهب إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، ووصلت عملة البيتكوين إلى مستويات مرتفعة جديدة لأول مرة منذ عام 2021 بعد أن وافق المنظمون الأميركيون على الصناديق المتداولة في البورصة الفورية المرتبطة بالعملة المشفرة.
ماذا بعد؟
تقول ليزلي طومسون، كبيرة مسؤولي الاستثمار في شركة (سبكتروم ويلث مانجمنت) إنها تتوقع أن يستمر الارتفاع في التوسع بفضل أرباح الشركات القوية.
فقد شهدت الشركات المدرجة في مؤشر إس آند بي 500 نمواً في الأرباح بنسبة 4.3 في المئة خلال الربع الرابع من عام 2023 مقارنة بالعام السابق، وفقاً لبيانات (فاكت سيت)، كما يتوقع المحللون الذين استطلعت فاكت سيت آراءهم أن تنمو أرباح إس آند بي 500 بأكثر من 10 في المئة طوال العام الجاري.
وفي إشارة إيجابية أخرى للأسواق، يشير التاريخ إلى أن الارتفاعات الجديدة في بداية العام غالباً ما تنذر بعوائد سنوية إيجابية، فقد شهد مؤشر إس آند بي 500 عائداً متوسطاً بنسبة 15.8 في المئة في السنوات التي حقق فيها ارتفاعات جديدة في يناير كانون الثاني وفبراير شباط، على عكس متوسط مكاسب بنسبة 9.2 في المئة لجميع السنوات، وفقاً لبيانات أبحاث (سي إف آر إيه).
لكن بعض مؤشرات السوق، بما في ذلك مؤشر وارن بافيت المفضل، تشير إلى أن قيمة الأسهم مبالغ فيها مقارنة بأداء الاقتصاد، ولا يتخلى المستثمرون عن حذرهم على الرغم من شعورهم بالتفاؤل.
يقول زاكاري هيل، رئيس إدارة المحافظ في شركة (هورايزون إنفستمنتس)، إنه يراقب بعناية علامات التضخم العنيد في الأشهر المقبلة والتي يمكن أن تعرقل خطط بنك الاحتياطي الفيدرالي.
(كريستال هور- CNN)