حققت صناديق التحوط مكاسب ملحوظة على مدار الربع الأول عبر استراتيجيات مختلفة، إذ استطاعت التألق رغم ارتفاع عوائد السندات، مدفوعة بارتفاع الأسهم وبعض السلع والدولار.
وصعدت صناديق التحوط لشراء وبيع الأسهم الأساسية بنسبة 6.28 في المئة في الربع الأول، مقابل الصناديق التي تستخدم استراتيجيات التداول المنهجي من ارتفاع بنحو 11 في المئة، وفقاً للتقرير الصادر عن بنك غولدمان ساكس والذي يتتبع صناديق التحوط على مستوى العالم.
في غضون ذلك، حققت صناديق التحوط التي تركز على التكنولوجيا صعوداً بنحو 11.3 في المئة خلال الربع الأول، في الوقت الذي صعد فيه مؤشر إس آند بي 500 بما يتجاوز عشرة في المئة.
وقال ريان لوبديل، من شركة ميكيتا الاستشارية «حتى الآن كانت بداية العام جيدة للغاية بالنسبة لصناديق التحوط»، مضيفاً أن مديري المحافظ زادوا تعرضهم للأصول التي شهدت ارتفاعات قائلاً «لقد كانت هناك زيادة في الاتجاه نحو الأسهم والسلع».
وارتفعت الأسهم الأميركية في الربع الأول بشكل رئيسي بسبب التوقعات بأن أسعار الفائدة قد وصلت إلى ذروتها، وسط توقعات من قبل المتداولين بأن الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في خفض الفائدة في يونيو حزيران.
وجاءت مكاسب الربع الأول بعد عام من الأداء الإيجابي، إذ سجلت صناديق التحوط مكاسب بنسبة 8.12 في المئة في عام 2023، رغم أن هذا الرقم أقل كثيراً من المكاسب البالغة 24 في المئة التي حققها مؤشر إس آند بي 500.
وفي الربع الأول من هذا العام، توسع نطاق الارتفاع في سوق الأسهم ليصل إلى قطاعات أخرى غير التكنولوجيا، إذ ارتفعت أسهم قطاعات الطاقة والمالية والصناعة.
قال أندرس هول، كبير مسؤولي الاستثمار في جامعة فاندربيلت «مع اتساع نطاق السوق وزيادة التشتت، يكون من الأسهل عموماً العثور على صفقات بيع»، وأضاف المستثمرون أن مديري المحافظ حققوا أيضاً عوائد بجرعة إضافية من الرافعات المالية.
استراتيجيات دعمت صناديق التحوط
من بين الاستراتيجيات التي نجحت في اتباعها صناديق التحوط، هو التوجه إلى السلع الأساسية القياسية مثل النحاس والذهب والكاكاو، كما أدت الرهانات الهبوطية على أسواق الطاقة الأوروبية والقمح إلى تحقيق مكاسب بنسبة 8.6 في المئة في الصندوق الخاص بشركة إيه كيو ار.
وقال أحد المصادر، إنه بعد تخلفه عن منافسيه العام الماضي، أنهى صندوق شونفيلد الرائد ستراتيجيك بارتنرز الربع بمكاسب بنسبة 6.2 في المئة، بينما حققت شركة سيتاديل أداءً إيجابياً في جميع صناديقها مع ارتفاع سهم ويلنغتون بنحو 5.75 في المئة.
كما أن التعرض للأسواق الناشئة قد أتى بثماره بالنسبة للبعض، وقال مصدر إن صندوق التحوط ديسكفري، حقق مكاسب صافية بنسبة 17 في المئة، مدفوعاً بمراكز شراء في أميركا اللاتينية والبيع على المكشوف في الصين.
في غضون ذلك، كانت صناديق الدخل الثابت الأقل أداءً، إذ ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية بسبب التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيستغرق وقتاً أطول لخفض أسعار الفائدة، وقال مصدر إن صندوق الدخل الثابت العالمي التابع لسيتاديل ارتفع 2.05 في المئة، وهو أداء أقل من أداء الصناديق الثلاثة الأخرى للشركة.
وأضاف هول «كان الدخل الثابت العالمي يمثل تحدياً خاصاً نظراً لارتفاع عوائد السندات، لكن سأعتبر المكسب الصغير بمثابة انتصار على عدة أصعدة».
(رويترز)