تراجعت الأسهم الأميركية هذا الأسبوع في وقت يأمل فيه المستثمرون أن يدعم موسم الأرباح المقبل في إعادة الارتفاع الذي شهدته وول ستريت هذا العام.

ويتوقع محللون استطلعت فاكتسيت (FactSet) آراءهم أن تنمو أرباح الربع الأول لشركات مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 3.1 في المئة عن العام السابق، والذي من شأنه أن يمثل الربع الثالث على التوالي من نمو الأرباح، ومن المتوقع أن تزيد أرباح العام بأكمله بنحو 10.7 في المئة.

وسجلت جميع المؤشرات الأميركية الرئيسية الثلاثة ارتفاعات قياسية متكررة هذا العام بعد فوضى عارمة في عام 2023، على الرغم من بيانات التضخم والأنباء المتباينة بشأن تحركات الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية، والتي أجبرت وول ستريت على خفض توقعاتها لتخفيضات أسعار الفائدة من ست مرات هذا العام إلى ثلاث فقط.

ويتوقع بعض المتداولين أن أرباح الشركات القوية في الربع الرابع والاقتصاد المرن سينجحان في إثارة التفاؤل بأن الولايات المتحدة ستتجنب الركود، وبالتالي استمرار ارتفاع السوق.

الأسهم تتخلى عن مكاسبها

لكن الأسهم بدأت في التراجع بعد أن حققت أفضل بداية لها لهذا العام منذ عام 2019، وانخفض مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 2 في المئة هذا الأسبوع بعد أن أثارت بيانات التضخم الساخنة وتحذيرات مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي مخاوف من أن تخفيضات أسعار الفائدة التي طال انتظارها قد تأتي في وقت متأخر عن المتوقع، ويؤثر ارتفاع عائدات السندات وارتفاع أسعار النفط أيضاً على الأسهم.

يقول بعض المستثمرين إن موسم أرباح الربع الأول قد يؤدي إلى ارتفاع الأسهم مرة أخرى.

وقال ماثيو ستيث، مدير أبحاث الأسهم في شركة بارتليت لإدارة الثروات: «إذا تمكنا من رؤية أرباح الشركات تستمر في الارتفاع، فإن ذلك يوفر في النهاية حافزاً للسوق لمواصلة الصعود».

ويبدأ موسم الأرباح الأسبوع المقبل مع تحديثات ربع سنوية من دلتا إيرلاينز وسيتي جروب وبلاك روك وجي بي مورجان تشيس وويلز فارجو.

وسيقوم المستثمرون بتحليل التقارير بحثاً عن أدلة تشير إلى أن الإنفاق الاستهلاكي لا يزال قوياً.

وكتب يونج يو ما، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بي إم أو لإدارة الثروات في مذكرة له يوم الأربعاء «من المرجح أن يُظهر موسم الأرباح سوقاً متشعبة مع ازدهار العديد من الشركات، لكن هناك أقلية متزايدة من الشركات تعاني».

وتراجعت المخاوف من حدوث الركود في الأشهر الأخيرة مع استمرار مرونة سوق العمل في مواجهة أسعار الفائدة التي ظلت عند أعلى مستوى لها منذ 23 عاماً، لكن مواقف الأميركيين تجاه الاقتصاد تدهورت وتراجع المستهلكون من ذوي الدخل المنخفض عن إنفاقهم، ما رسم صورة مختلطة لوضع الاقتصاد.

وستحصل وول ستريت على لمحة عن قوة الاقتصاد عندما يصدر تقرير الوظائف الأخير صباح الجمعة، ويتوقع الاقتصاديون أن الاقتصاد الأميركي أضاف 200 ألف وظيفة في مارس آذار، وفقاً لـ فاكتسيت.

(كريستال هور – CNN)