أصابت حالة من الارتباك الطفيف أسواق الأوراق المالية في الشرق الأوسط على خلفية توجيه إيران ضربة جوية إلى إسرائيل، وتراجعت البورصات في كلٍّ من السعودية والكويت وقطر نحو 1 في المئة، بينما لا تزال باقي الأسواق المالية مغلقة في الإمارات والبحرين ومصر والأردن.

وجاء إطلاق إيران مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ صوب إسرائيل مساء السبت في أول هجوم مباشر تشنه طهران على إسرائيل منذ ميلاد الدولتين، ولم يسفر الهجوم الذي أطلقت عليه إيران اسم «الوعد الصادق» سوى عن أضرار طفيفة في قاعدة لسلاح الجو في نفاطيم جنوب إسرائيل، بحسب متحدث للجيش الإسرائيلي.

تصحيح وتقليص الخسائر في تعاملات منتصف اليوم

وافتتحت البورصة السعودية التداولات بخسارة مؤشر تاسي الرئيسي نحو 1.9 في المئة ليصل إلى 12557 نقطة ثم عاد ليقلص خسائره في تعاملات منتصف اليوم ليعوض نحو 100 نقطة ويقف عند 12667 نقطة بخسارة تبلغ 0.3 في المئة، وانتهجت بورصة قطر النمط نفسه؛ حيث افتتحت السوق التعاملات بخسارة 1.54 في المئة ثم قلصت خسائرها إلى 0.84 في المئة في تعاملات منتصف اليوم.

وافتتحت بورصة تل أبيب أعمالها بارتفاع على الرغم من توجيه الضربة الإيرانية إلى أراضيها، ولكن سرعان ما تحول المؤشر الرئيسي تا 35 إلى الخسارة.

الاتجاه إلى الحل السياسي وتراجع تحذير الاحتماء في إسرائيل وراء التذبذب الطفيف للأسواق

فادي رياض كبير استراتيجي الأسواق في شركة مونيتا ماركتس للوساطة في الأوراق المالية قال في اتصال مع «CNN الاقتصادية» إن ما يحدث هو رد فعل طبيعي ولكن النزول في المؤشرات يجب ألّا يؤدي إلى الهلع لأن جميع الأطراف لا ترغب في اندلاع حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط، وقال «أظن أنه لن يكون هناك تصعيد بالشكل الذي تتخيله أسواق المال في المنطقة، وأن الحل سيكون سياسياً بالتوجه إلى مجلس الأمن».

وكان جلعاد إردان مندوب إسرائيل لدى مجلس الأمن قد كتب على منصة إكس «يمثل الهجوم الإيراني تهديداً خطيراً للسلم والأمن العالميين، وأتوقع أن يستخدم المجلس (مجلس الأمن) كل الوسائل لاتخاذ إجراء ملموس ضد إيران»، ويعقد مجلس الأمن جلسة طارئة الساعة الرابعة من مساء الأحد بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة بشأن إيران وإسرائيل.

ويرى رياض أن افتتاح الأسواق في تل أبيب على ارتفاع «جاء نتيجة تراجع تحذير الاحتماء الموجه للسكان في إسرائيل كإشارة لانتهاء الهجوم». ويضيف رياض أن هبوط المؤشرات في بورصات المنطقة بنسبة «7 إلى 10 في المئة هو أمرٌ صحي لتصحيح الأسواق ثم انتعاشها من جديد».

ولا تزال حتى الآن الأسواق المالية مغلقة في الإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين بسبب عطلة عيد الفطر ولا أحد يعرف إلى أين ستتجه مؤشرات البورصة في تعاملات صباح الاثنين عند استئناف العمل، فالمؤشر المصري إيجيكس 30 بدأ بالكاد التعافي بعد أن فقد نحو 15 في المئة من قيمته مع تعويم الجنيه الأخير في مارس آذار الماضي.

وبين تحذير الرئيس الإيراني لإسرائيل «برد حاسم وأكثر عنفاً» إذا أظهرت تل أبيب «سلوكاً متهوراً» وانتظار العالم لجلسة مجلس الأمن مساء الأحد خشية انزلاق الشرق الأوسط في حرب جديدة. تنتظر الأسواق المالية في العالم كله مجريات سير الأحداث استعدادا لبداية الأسبوع في البورصات العالمية خوفاً من مشاهدة تراجعات مثلما حدث غداة أزمة جائحة كوفيد أو الحرب الروسية على أوكرانيا ولكن رياض يرى «أن النمط دائماً بعد الأحداث الكبرى هو النزول ثم معاودة صعود المؤشرات من جديد».

واشتعلت موجة جديدة من الحرب في الشرق الأوسط بعد هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول واندلاع الحرب في قطاع غزة الذي يشهد كارثة إنسانية لم يشهدها القطاع من قبل.