ارتفعت أسهم الطاقة الأميركية مع استفادة المستثمرين من ارتفاع أسعار النفط واقتصاد أقوى من المتوقع، في حين يسعون إلى حماية محافظهم الاستثمارية من المخاوف من عودة التضخم.

ارتفع قطاع الطاقة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 17 في المئة عام 2024، أي ما يقرب من ضعف عائد المؤشر الأوسع منذ بداية العام حتى الآن، وتسارعت مكاسبه في الأسابيع الأخيرة، ما جعله القطاع الأفضل أداءً في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال الشهر الماضي.

وترجع المكاسب التي حققها القطاع بشكلٍ كبير إلى ارتفاع أسعار النفط، إذ ارتفع سعر الخام الأميركي بنسبة 20 في المئة منذ بداية العام حتى الآن بسبب الاقتصاد الأميركي القوي بشكلٍ غير متوقع والمخاوف بشأن اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.

ويعتقد بعض المستثمرين أيضاً أن ارتفاع أسهم الطاقة يمكن أن يحمي من التضخم في الولايات المتحدة، ومن بين أفضل أداء لقطاع الطاقة هذا العام كانت أسهم ماراثون بتروليوم التي ارتفعت بنسبة 40 في المئة وفالرو للطاقة التي ارتفعت بنسبة 33 في المئة.

أسهم الطاقة في الولايات المتحدة

سيكون الاقتصاد موضع التركيز في الأسبوع المقبل مع احتدام موسم أرباح الربع الأول، حيث تظهر نتائج أعمال نتفليكس وبنك أوف أميركا وبروكتر أند غامبل.

وستقدّم مبيعات التجزئة الأميركية الشهرية التي تصدر يوم الاثنين نظرة على سلوك المستهلك الأميركي، وذلك بعد تقرير التضخم القوي الذي صدر يوم الأربعاء الماضي وجاء أعلى من المتوقع.

ارتفعت أسهم الطاقة مع اتساع نطاق صعود الأسهم الأميركية ليتجاوز النمو وشركات التكنولوجيا التي قادت المكاسب العام الماضي، ومع ذلك قد تتأثر شهية المستثمرين للقطاعات غير المرتبطة بالسلع الأساسية، إذا استمرت توقعات التضخم في الارتفاع وتزايدت المخاوف بشأن بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشدد.

وأدّت مخاوف التضخم إلى جعل الأسواق أكثر اضطراباً في الأسابيع الأخيرة.

التحوط ضد التضخم

وخارج الأسهم، أدّت المخاوف بشأن ارتفاع أسعار المستهلكين إلى رفع الذهب، وهو أداة تحوط شعبية ضد التضخم، إلى مستويات قياسية، وكانت أسهم الطاقة مزدهرة أيضاً خارج الولايات المتحدة.

وارتفعت أسهم شركات التعدين وشركات الصلب وغيرها من الشركات المرتبطة بالسلع الأساسية جنباً إلى جنب مع أسهم الطاقة.

وقال بيتر توز رئيس شركة تشيس للاستشارات الاستثمارية «ينظر المستثمرون إلى العالم ويرون أن الاقتصاد لا يتباطأ كثيراً حقاً، في وقت توجد فيه مخاوف مختلفة بشأن الاختناقات فيما يتعلق بإمدادات السلع الأولية، وخاصة النفط».

وانخفضت أسهم الطاقة بنحو 5 في المئة عام 2023، في حين ارتفع مؤشر ستاندر آند بورز الأوسع بنسبة 24 في المئة عام 2022، وارتفعت أسهم الطاقة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 60 في المئة، ما وفّر نقطة مضيئة في سوق الأوراق المالية التي انخفضت مع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة لمحاربة التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته منذ 40 عاماً.

وقد تتأثر أسعار النفط إذا هدأت التوترات في الشرق الأوسط، أو إذا بدأ النمو العالمي بالتذبذب، ما قد يلقي بظلاله على آفاق أسهم الطاقة، وعلى العكس من ذلك يمكن للنمو الاقتصادي القوي أن يعزز أرباح الشركات ويوجه المستثمرين نحو قطاعات أخرى حققت أداءً جيداً هذا العام، مثل الصناعات والمالية.