انخفضت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية في صباح تعاملات يوم الاثنين، بقيادة مؤشر ناسداك 100 الذي فقد أكثر من 1000 نقطة، وسط حالة عدم يقين ومخاوف بشأن الركود أدّت إلى عزوف المستثمرين عن المخاطرة وتوجهم لأسواق الملاذات الآمنة.

وهبطت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي الآجلة بأكثر من 550 نقطة، كما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر إس آند بي 500 بما يتجاوز 165 نقطة، في حين فقدت عقود مؤشر ناسداك 100 نحو 1041 نقطة، في الساعة 6:46 صباحاً بتوقيت غرينتش.

وفي السوق اليابانية، انخفض مؤشر نيكي الياباني بنسبة مذهلة تجاوزت 12 في المئة، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ ثمانية أشهر، مسجلاً أكبر خسارة له في ثلاث جلسات منذ الأزمة المالية عام 2011.

وهبط أيضاً عائد السندات لأجل 10 سنوات بواقع 7 نقاط أساس عند 3.724 في المئة، كما انخفض عائد السندات لأجل عامين بنحو 10.6 نقطة أساس عند 3.6 في المئة.

في المقابل، ارتفع الطلب على الملاذات الآمن بقيادة الذهب، وسجلت الأسعار الفورية صعوداً بنسبة 12 في المئة وقت افتتاح الفترة الآسيوية لتصل إلى 2454 دولاراً للأوقية، قبل أن تتراجع إلى 2426.09 دولار للأوقية، في حين صعدت العقود الآجلة للذهب لتصل إلى 2500 دولار للأوقية، وتراجعت الآن إلى 2471.90 دولار للأوقية.

لماذا تتراجع الأسواق بهذه القوة؟

تتراجع مؤشرات الأسهم الأميركية منذ صدور بيانات سوق العمل يوم الجمعة التي كشفت أن التوظيف كان أبطأ من المتوقع، ما يهدد بمخاوف دخول الاقتصاد الأميركي في ركود في حالة استمرار أسعار الفائدة المرتفعة لفترة طويلة من الوقت.

وأضاف الاقتصاد الأميركي 114 ألف وظيفة فقط في يوليو تموز، وفقاً لبيانات مكتب إحصاءات العمل التي صدرت يوم الجمعة، وارتفعت نسبة البطالة بشكل غير متوقع إلى 4.3 في المئة، وهي الأعلى منذ أكتوبر تشرين الأول 2021.

كما ساهمت أرباح شركات التكنولوجيا المخيبة للآمال بمزيد من الخسائر، وأدت عمليات البيع التي هزت أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم إلى تشويش التوقعات بالنسبة للمستثمرين الذين يتطلعون إلى شراء الأسهم بسعر رخيص.

وعن استمرار هذه الموجة، قال دانييل تان، مدير المحافظ الاستثمارية لدى شركة جراسهوبر لإدارة الأصول، «قبل عمليات البيع الأخيرة في أوائل أغسطس، كنا حذرين بشأن ارتفاع الأسهم العالمية، والذي كان مدفوعاً إلى حد كبير بارتفاع أسهم التكنولوجيا العالمية، وربما لا يزال هناك مجال لاستمرار عمليات البيع الأخيرة في الأسهم، نظراً لارتفاع تقييم الأسهم، وسعى المستثمرين لبيع الأصول لتغطية خسائرهم».