تستعد العاصمة الإماراتية أبوظبي لاستقبال المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في الفترة من 26 إلى 29 فبراير شباط.
وقبيل انطلاق المؤتمر، استضاف بودكاست «CNN الاقتصادية» دكتور يسار جرار، الأستاذ المحاضر بكلية هولت الدولية لإدارة الأعمال لإلقاء الضوء على أبرز النقاط التي يُتوقع أن يتناولها المؤتمر، مع تزايد الحديث هذا العام عن الدور الذي يمكن أن تلعبه الإمارات -باعتبارها عضواً فعالاً في منظمة التجارة العالمية– لتقريب وجهات النظر الدولية في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة التي يعيشها العالم.
أعضاء جدد ودور متزايد للإمارات
تغطي منظمة التجارة العالمية نحو 98 في المئة من التجارة الدولية، ومن المتوقع انضمام دولتين جديدتين إلى المنظمة رسمياً قريباً، وهما جزر القمر وتيمور الشرقية.
ووفقاً لجرار، تُعد دولة الإمارات عضواً فعالاً في منظمة التجارة بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يجعلها مركزاً تجارياً مهماً يعزز التبادل التجاري بين أوروبا ودول الشرق الأوسط وإفريقيا، ويرى جرار أن الدور الأهم للإمارات يتمثل في تقريب وجهات النظر العالمية في وقت يشهد فيه العالم انقسامات غير مسبوقة.
وشدد على أن العالم يحتاج للتوافق بشكل أكبر حول العديد من الأمور مثل مصايد الأسماك والزراعة وحقوق الملكية الفكرية، مشيراً إلى أن الساحة العالمية شهدت عدة صدمات كبرى في السنوات العشر الماضية مثل جائحة كوفيد-19، التي خلقت أزمات حادة في سلاسل الإمداد العالمية.
وهنا يبرز دور الإمارات التي تدعو إلى تقارب الرؤى وتحييد الخلافات حتى يشمل النمو دول العالم كافة، بحسب جرار الذي توقع تحقيق إنجاز ملموس في ملف مصائد الأسماك في هذا المؤتمر.
إعادة تشكيل المشهد التجاري
وأشار جرار إلى التغيرات الواسعة في المشهد التجاري على مستوى المنطقة والعالم، خاصة مع استمرار اضطرابات البحر الأحمر التي ستؤدي لظهور استراتيجيات جديدة لنقل البضائع بحراً وبراً وجواً.
كما لفت إلى النمو الكبير في قطاع التجارة الإلكترونية حول العالم، مستشهداً بنماذج ناجحة مثل شركتي (شي إن) و(إم يو)، إضافة إلى متطلبات المستقبل الأخضر.
التجارة الإلكترونية تعمق الفجوة بين الدول
تأتي التجارة الإلكترونية بمميزات عديدة مثل خفض التكلفة والأسعار وفحص السلع بشكل أفضل، لكنها تتطلب بنية تحتية خاصة لنجاحها ونموها.
وفي هذا الإطار، يؤكد جرار أن الدول التي لا تطور بنيتها التحتية بإضافة موانئ بحرية وبرية وجوية جديدة لن تتمكن من المنافسة في هذا المجال، ما يعمق الفجوة بين الدول في هذا الشأن، لافتاً إلى تنظيم اجتماع جانبي على هامش المؤتمر لمناقشة كيفية بناء البنية التحتية المطلوبة لتوصيل البضائع بشكل جديد.
وعلى الرغم من أن التكنولوجيا المتطورة -مثل البلوكتشين- تُعد أحد الإيجابيات الأساسية للتجارة الإلكترونية، فإنها تخلق تحديات جديدة مع عدم قدرة العديد من الدول على توفير البنية التحتية المتطورة لاستيعاب تلك التكنولوجيا، بحسب جرار.
وختم جرار حديثه بالإشادة بجهود التنمية في الإمارات وقدرتها على تحقيق نمو في الميزان التجاري بلغ 3.5 تريليون درهم في عام 2023، على الرغم من وجودها في منطقة جغرافية تعاني من أزمات متعددة.