تواصل عقارات دبي مخالفة الاتجاهات العالمية، فمنذ 2021 ارتفعت أسعار العقارات بمعدلات مكونة من رقمين سنوياً، في حين وصلت مبيعات العقارات التي في طور التأسيس أيضاً إلى مستويات قياسية، ومع ذلك تتوقع « إس آند بي غلوبال للتصنيفات الائتمانية» في تقرير أعدته «أن يتباطأ الزخم خلال الأشهر الـ12-18 المقبلة» للسوق العقارية.

وبحسب التقرير فإن شركة إعمار العقارية حصلت على تصنيف (-بي بي بي/مستقرة)، و داماك العقارية على (-بي بي إيجابية)، وبي إن سي إنفستمنتس ليمتد (- بي بي/إيجابية)، حيث ذكرت (إس آند بي غلوبال) أن تصنيفاتها الائتمانية للمطورين القائمين في دبي تأخذ في الاعتبار التقلبات الدورية في القطاع.

.

فلماذا انتعشت سوق دبي؟

ساعد المستثمرون الأجانب، بمن في ذلك الأفراد الأثرياء، في الحفاظ على الطلب القوي، لا سيما الطلب على العقارات المميزة، وظلت دبي محصنة نسبياً ضد الضغوط الخارجية الناجمة عن تباطؤ الاقتصاد العالمي، ما يعكس القوة التي أظهرتها خلال الجائحة.

وتستفيد دبي من اقتصادها المتنوع؛ فقد كان أداؤها جيداً منذ الجائحة على الرغم من ارتفاع تكاليف التمويل للشركات واستمرار التضخم، الذي لا يزال رغم ذلك أقل من المتوسط العالمي.

وتتوقع (إس آند بي غلوبال) أن يحقق النمو الاقتصادي في دبي متوسط نمواً قوياً نسبياً بواقع 3 في المئة خلال 2023-2024، «وعلى العكس من ذلك، نتوقع فترة من النمو العالمي الضعيف مع تأثر المزيد من الاقتصادات المثقلة بالديون بارتفاع أسعار الفائدة على المدى الطويل».

ذكرت «إس آند بي غلوبال» في تقريرها «نتوقع أن يؤدي استمرار الزخم القوي في القطاع السياحي، والجملة والتجزئة، والخدمات المالية إلى دعم النمو في 2024-2025، في المقابل من المرجح أن يتباطأ قطاع العقارات في الأشهر الـ12-18 المقبلة، بعد أن سجّل هذا العام عاماً آخرَ من الأداء القوي».

وارتفع عدد السكان بنسبة تزيد على 2 في المئة ليصل إلى 3.6 مليون نسمة، وفقاً لمركز دبي للإحصاء (البيانات كما في سبتمبر آب 2023)، وتعامل مطار دبي الدولي مع أكثر من 41 مليون مسافر في النصف الأول من عام 2023، متجاوزاً مستويات عام 2019.

المقارنة بالمناطق الأخرى

كتبت «إس آند بي غلوبال» في تقريرها أن التحديات الاقتصادية غير المواتية أدّت إلى تقويض المطورين في أسواق أخرى، وأفادت «اتسمت سوق العقارات الأوروبية بضعف القوة الشرائية منذ عام 2022 بسبب ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم الأعلى نسبياً. ما زالت السوق الصينية أيضاً تمثّل تحدياً للمطورين المعتمدين على الاستدانة، مع تقلص الهوامش في ظل انخفاض الأسعار، ما يضغط على الربحية».

وكانت الصورة أفضل إلى حد ما في الولايات المتحدة، حيث انتعش الطلب في بداية هذا العام بعد فترة من التباطؤ».

واستمر خفض التصنيفات الائتمانية في مناطق أخرى حتى مع انحسار الجائحة، ويعكس هذا الاتجاهات الاقتصادية والقطاعية الأقل ملائمة في الأسواق، وحساسيتها الأكبر تجاه ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع معدلات التضخم، ما أدّى إلى انخفاض القوة الشرائية للمستهلكين.

تتوقع «إس آند بي غلوبال» أن ترتفع الأسعار بنسبة تتراوح بين 15-18 في المئة عام 2023، وبنسبة تتراوح بين5 و 7 في المئة عام 2024 في دبي، إلّا أن التقرير أشار إلى أن «الزيادات في الأسعار يمكن أن تتباطأ أو ربما تتراجع قليلاً خلال الأشهر الـ12-18 المقبلة، مع انخفاض الأسعار بما لا يتجاوز 5 إلى 10 في المئة».

من وجهة نظر «إس آند بي غلوبال»، سيعمل المطورون على تكيُّف عروضهم حسب الطلب، ومن المرجح أن يستمروا في إطلاق عقارات مميزة بما في ذلك المساكن ذات العلامات التجارية التي من المتوقع أن يكون الطلب عليها من الأفراد الأثرياء أكثر استقراراً «ومن المحتمل أيضاً أن يطلقوا وحدات أصغر نظراً لأن سعر القدم المربعة أصبح باهظ الثمن وبدأ المشترون تقليص حجم المساحات، وهذا يتناقض مع تفضيل المشترين المساحات الأكبر خلال الفترة السابقة نتيجةً للقيود التي فرضتها بالجائحة».