الصفقات المليارية تتصدر مشهد الاستثمار في الشرق الأوسط

الملكية الخاصة في الشرق الأوسط (شترستوك)
الملكية الخاصة في الشرق الأوسط
الملكية الخاصة في الشرق الأوسط (شترستوك)

رغم التقلبات الاقتصادية العالمية وارتفاع تكاليف الاقتراض، لا تزال سوق الملكية الخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تزخر بصفقات ضخمة تعكس تحول المشهد الاستثماري.

فقد شهدت السنوات الأخيرة استحواذات مليارية قادتها الصناديق السيادية والشركات الكبرى، في مشهد تصدرته الإمارات والسعودية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

بين عامي 2020 و2024، شهدت سوق الملكية الخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تغيرات كبيرة. وبلغ النشاط ذروته في 2022 مع تسجيل 97 صفقة، لكنه تراجع بنسبة 24 في المئة في 2024 بفعل التشديد النقدي العالمي وارتفاع تكاليف الاقتراض.

ورغم أن الأسواق العالمية شهدت نمواً بنسبة 12 في المئة في عدد الصفقات و22 في المئة في قيمة الاستثمارات، لم يعكس الشرق الأوسط هذا الاتجاه، ما يشير إلى تأثير العوامل الاقتصادية المحلية والاستراتيجيات الاستثمارية المختلفة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

تحولات في المشهد الاستثماري

تراجعت عمليات الاستحواذ بالرافعة المالية (LBOs) تماماً بعد نشاط متقطع في 2021-2022، ما يعكس إحجام المستثمرين عن الديون المرتفعة وسط ارتفاع أسعار الفائدة.

ازدهرت الصفقات الاستثمارية للنمو، حيث ارتفعت نسبتها من 44 في المئة عام 2020 إلى 71 في المئة عام 2024، فيما انخفضت عمليات الاستحواذ التقليدية إلى 29 في المئة.

سيطرت الإمارات والسعودية على 68 في المئة من إجمالي الصفقات، لكن المنافسة بينهما تصاعدت، إذ تفوقت السعودية في 2023 قبل أن تستعيد الإمارات مكانتها في 2024.

تصدرت قطاعات الرعاية الصحية والتمويل والتكنولوجيا اهتمام المستثمرين، في حين شهدت الصناعات التقليدية تراجعاً في النشاط الاستثماري.

أكبر 5 صفقات استحواذ في الأسهم الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الفترة من 2020 إلى 2024 بعضاً من أكبر صفقات الاستحواذ في الأسهم الخاصة، إذ تصدرت السعودية والإمارات المشهد بصفقات ضخمة تعكس توجهات الاستثمار في المنطقة.

كانت أكبر صفقة من نصيب شركة حديد (Hadeed) السعودية بقيمة 3.3 مليار دولار، إذ استحوذ عليها صندوق الاستثمارات العامة (PIF) في خطوة تعزّز قطاع التصنيع في المملكة.

وفي الإمارات، استحوذت شركة بروكفيلد لإدارة الأصول Brookfield Asset Management على نتورك إنترناشيونال Network International بقيمة 2.9 مليار دولار، ما يعكس أهمية القطاع المالي في الدولة.

من ناحية أخرى، واصل صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) لعب دور محوري باستحواذه على شركة «توال» (Tawal) المتخصصة في الاتصالات في 2024 بقيمة 2.3 مليار دولار، ما يعكس التوسع الاستراتيجي للمملكة في قطاع البنية التحتية الرقمية.

أما في مجال حلول تكنولوجيا المعلومات، فقد قامت شركة بلاك ستون Blackstone مع شركاء آخرين بالاستحواذ على في إف إس جلوبال VFS Global في الإمارات عام 2021 بصفقة بلغت 1.87 مليار دولار، ما يدل على أهمية التحول الرقمي والاستثمار في الخدمات التقنية.

وأخيراً، شهد عام 2022 استحواذ شركة مجموعة كيو Q Holding على ريم للاستثمارات Reem Investments في الإمارات بقيمة 1.6 مليار دولار، ما يعكس استمرار الزخم الاستثماري في قطاع التمويل.

التوقعات لعام 2025

مع توقعات بخفض أسعار الفائدة عالمياً، قد نشهد انتعاشاً في الاستحواذات المعتمدة على الديون، لكن المستثمرين سيظلون حذرين، كما ستستمر الصناديق السيادية، مثل صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) و«أدك» الإماراتي، في لعب دور رئيسي في تمويل الصفقات الكبرى.

ورغم التراجع في 2024، فإن المنطقة تظل جاذبة للاستثمارات بفضل برامج الإصلاح الاقتصادي والتنويع، ما يوفّر فرصاً واعدة للمستثمرين الاستراتيجيين.