بعد بداية عام متفائلة نسبياً، تلقّى أكبر اقتصاد في أوروبا ضربة غير متوقعة في مايو أيار، إذ سجّل نشاط الأعمال في ألمانيا أول انكماش له في 2025، مدفوعاً بتراجع حاد في قطاع الخدمات، وفقاً لبيانات مؤشر مديري المشتريات المركّب الصادر عن HCOB بنك هامبورغ التجاري (إتش سي أو بي) والمجمّع من قبل ستاندرد آند بورز غلوبال. انخفض المؤشر إلى 48.6 نقطة في مايو أيار، مقارنة بـ50.1 نقطة في أبريل نيسان، وهو ما يعكس تحوّلاً إلى الانكماش بعد أربعة أشهر من النمو الطفيف.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
جاءت القراءة أيضاً أقل من توقعات المحللين التي أشارت إلى 50.4 نقطة، ما يعزز المخاوف بشأن تباطؤ اقتصادي محتمل في النصف الثاني من العام.
المثير للقلق كان أداء قطاع الخدمات، الذي هوى مؤشره إلى 47.2 نقطة، ليسجل أدنى مستوى له منذ 30 شهراً، أتى هذا التراجع الحاد نتيجة ضعف واضح في الطلب وزيادة في حالة عدم اليقين لدى العملاء، وسط مخاوف اقتصادية وسياسية متزايدة على مستوى القارة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
أما قطاع التصنيع، ورغم استمرار ضعفه، فقد أظهر تحسناً طفيفاً، إذ ارتفع مؤشره من 48.4 إلى 48.8 نقطة.
ويعلّق كبير الاقتصاديين في بنك هامبورغ التجاري، سيروس دي لا روبيو، قائلاً إن زيادة الإنفاق الدفاعي وخطط البنية التحتية قد تعيد الزخم للقطاع، خاصة مع تراجع تكاليف الإنتاج مدفوعة بانخفاض أسعار الطاقة.
ورغم تحسن التوقعات المستقبلية مقارنة بشهر أبريل، فإن التوظيف تراجع بشكل طفيف، في إشارة إلى استمرار الحذر من جانب الشركات في مواجهة ضبابية المشهد الاقتصادي العام.
من الجدير بالذكر أن الانكماش في المؤشر المركب يعكس هشاشة الانتعاش الألماني، الذي يواجه تحديات داخلية وخارجية، من بينها تقلب أسعار الطاقة، وضعف الطلب المحلي، وتباطؤ في الصادرات الصناعية، وفي ظل التباطؤ في منطقة اليورو بأكملها يُعتبر هذا التراجع مؤشراً مقلقاً لبقية الاقتصادات الأوروبية المرتبطة بالسوق الألماني.