عزت دراسة جديدة صادرة يوم الثلاثاء سبب اشتعال درجات الحرارة في نصف الكرة الشمالي إلى أزمة التغيّر المناخي التي خلقها الإنسان بممارساته غير المراعية للبيئة.
وتوقعت الدراسة التي أجرتها «المبادرة العالمية لتحليل الطقس» زيادة وتيرة وحدة موجات الحر الشديدة في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية خلال السنوات المقبلة، وتضم المبادرة مجموعة من العلماء الدوليين الذين يقومون بتقييم دور تغيّر المناخ في الأحداث المناخية المتطرفة.
وأكدت الدراسة أن مسلسل «الجحيم الحارق» الذي يعيشه العالم حالياً كان يستحيل أن يحدث دون التغيرات المناخية التي تسبب بها الإنسان، مشيرة إلى أن تلك التغيرات زادت احتمالية حدوث موجات الحر الشديدة في الصين بـ50 ضعفاً على الأقل.
معدلات قياسية
وصلت درجات الحرارة في وادي الموت بولاية كاليفورنيا إلى 53.3 درجة مئوية هذا الشهر، وحطمت مدينة فينيكس بولاية أريزونا المعدلات القياسية لدرجات الحرارة على مدى 25 يوماً متتالياً إذ تخطت حرارتها 43.3 درجة مئوية.
وفي آسيا، شهدت الصين أعلى درجات حرارة في تاريخها، بعد أن وصلت حرارتها إلى 52.2 درجة مئوية مطلع هذا الشهر.
وفي أوروبا، حطمت درجات الحرارة الأرقام القياسية في العديد من مناطق إسبانيا وإيطاليا، حيث بلغت مستويات تاريخية غير مسبوقة تصل إلى 48.8 درجة مئوية.
لفهم مدى تأثير أزمة المناخ على شدة الحرارة في شهر يوليو تموز، قام فريق «المبادرة العالمية لتحليل الطقس» بمراجعة بيانات الطقس لمقارنة المناخ الحالي بالمناخ السائد خلال العقود الماضية، إذ يُعد العالم الآن أكثر دفئاً بمقدار 1.2 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.
ويتوقع العلماء تكرار موجات الحرارة الشديدة وزيادة حدتها إذا استمر البشر في حرق الوقود الأحفوري، وأرجعت فريدريك أوتو، المحاضرة البارزة في علوم المناخ في «إمبريال كوليدج» بلندن، سبب ارتفاع درجات الحرارة إلى حرق النفط والفحم والغاز، إذ قالت «مع استمرار العالم في حرق الوقود الأحفوري، فمن المتوقع أن تصبح موجات الحر الحادة أكثر شيوعاً».
بسبب الطقس الحالي، من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة والمكسيك موجات حرارة شديدة تماثل الموجة الحالية كل 15 عاماً، وأن تشهدها أوروبا مرة كل 10 سنوات، والصين مرة كل خمس سنوات.
ووفقاً للتقرير، أدّى التلوث الناتج عن استخدام الوقود الأحفوري إلى زيادة شدة الموجة الحارة بمقدار 2.5 درجة مئوية في أوروبا، ودرجتين مئويتين في أميركا الشمالية، ودرجة مئوية واحدة في الصين.
ارتفاع حرارة سطح الأرض
وتوقع التقرير تكرر موجات الحرارة الحادة كل عامين إلى خمسة أعوام، حال ارتفاع درجة حرارة الكوكب بمقدار درجتين مئويتين مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.
يُظهر الشكل التوضيحي التالي متوسط درجة حرارة الأرض على مدار الـ140 عاماً الماضية من 1880 إلى 2020، وتشير الأعمدة المتجهة لأسفل إلى السنوات الأكثر برودة من المتوسط، في حين تُظهر الأعمدة المتجهة لأعلى السنوات الأكثر دفئاً من المتوسط.
خطر طبيعي قاتل
وكانت دراسة حديثة منفصلة قد أظهرت أن أكثر من 61 ألف شخص لقوا حتفهم بسبب ارتفاع درجات الحرارة خلال موجة الحر التي حطمت الأرقام القياسية في أوروبا العام الماضي.
وفي المكسيك، لقي أكثر من 100 شخص حتفهم بسبب الحرارة منذ مارس آذار، بينما أبلغت دول مثل الولايات المتحدة وإيطاليا وغيرها عن قفزات حادة في معدل دخول المستشفيات بسبب مشكلات صحية تتعلق بدرجات الحرارة المرتفعة.
لورا باديسون (CNN)