ارتفعت درجة حرارة المحيط في فلوريدا الأميركية إلى درجات غير مسبوقة، ما أدى إلى عملية «تبييض» ضخمة للشعاب المرجانية، والتي تعني فقدانها لونها وتحولها إلى اللون الأبيض تماماً، وكذلك موتها، وتجرى الآن عملية عاجلة لإنقاذ الأنواع المرجانية في فلوريدا من الانقراض.
وقال خبراء الشعاب المرجانية لشبكة CNN إن الشعاب المرجانية المتعددة والممتدة حول جزر فلوريدا المرجانية أصبحت الآن بيضاء تماماً أو ماتت في تطور كئيب حدث في أقل من أسبوعين.
يقول الخبراء الآن إنهم يتوقعون «موت كامل» للشعاب المرجانية التي فقدت ألوانها في غضون أسبوع واحد فقط، ويقلقون من أن الشعاب المرجانية في أعماق أكبر قد تواجه المصير نفسه إذا استمر دفء المحيط غير المسبوق في التصاعد.
دفعت الحرارة الشديدة وقلة الأمطار والرياح درجات حرارة المياه حول فلوريدا إلى بعض من أعلى المستويات التي لوحظت في أي مكان، وقد وصلت في أحد بقاع خليج فلوريدا إلى 101.1 درجة فهرنهايت على عمق 5 أقدام يوم الاثنين الماضي، في منطقة يندر فيها المرجان، وتجاوزت العديد من البقاع الأخرى في المنطقة نحو 96 درجة، بما في ذلك بقعة ما بلغت 99 درجة، وفقاً لمركز البيانات الوطني.
لا يوجد العدد الأكبر للشعاب المرجانية في خليج فلوريدا الضحل، حيث أُخذت هذه القراءات، ولكن هذا مهم قليلاً للشعاب المرجانية حول جزر فلوريدا المرجانية التي تعاني من درجات حرارة المياه التي تتجاوز 90 درجة.
الشعاب المرجانية حساسة للغاية للتغيرات في درجات الحرارة، وتتسبب درجات الحرارة الساخنة لفترة طويلة جداً في تبييض المرجان وتحويله إلى اللون الأبيض إذا خرج منها الطحالب التي تمدها باللون والغذاء لتموت بعد ذلك جوعاً ببطء، وقال الخبراء إن درجة حرارة المياه تكون عادة في منتصف الثمانينيات في هذه المنطقة.
كانت درجات الحرارة في جزر الشعاب المرجانية التي تديرها «فلوريدا أكواريوم» 91 درجة في 6 يوليو تموز، وكانت الشعاب المرجانية تتمتع بصحة جيدة في ذلك الوقت، ولكن عندما عادت فرق الأحواض المائية في 19 يوليو تموز، وُجدت كل الشعاب المرجانية قد فقدت لونها وتحولت للون الأبيض ومات ما يقدر بنحو 80 في المئة منها.
قال كيري أونيل، المدير وكبير العلماء في «فلوريدا أكواريوم» لشبكة CNN، «هذا يشبه موت جميع الأشجار في الغابة»، وتابع موضحاً، «أين تذهب جميع الحيوانات الأخرى التي تعتمد على الغابات لتعيش؟ هذه هي الفكرة نفسها وتعد النسخة المشابهة لأشجار الغابات التي تختفي، ولكن تحت الماء، وتلعب الشعاب المرجانية الدور الأساسي نفسه مثل الأشجار في الغابة».
يقوم خبراء استعادة الشعاب المرجانية الآن بانتزاع الأنواع المهمة وراثياً من مشاتلهم، حيث يتم إنباتها، ويزرعون الشعاب المرجانية لتكون أكثر مرونة وقدرة على تحمل الحرارة.
وقال أونيل لشبكة CNN، «العلماء يتدافعون للحفاظ على ما لدينا من شعاب مرجانية على قيد الحياة، إنه من الجنون أن أفضل حل لدينا في هذه المرحلة هو إخراج أكبر قدر ممكن من الشعاب المرجانية من المحيط»، وأضاف «إنه حقاً لأمر صادم عندما تفكر فيه».
وأوضح أونيل، يشمل ذلك الشعاب المرجانية مثل «قرون الأيائل» و«إلكهورن» التي تصنف «مهددة» بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض، وذلك لأنه لم يتبقَّ سوى بضع مئات من الأنواع الفريدة وراثياً، لقد فقدت فلوريدا 90 في المئة من «إلكهورن»، وهي عنصر قوي وينمو على طول المحيط إلى السطح، وبالتالي فهو حيوي في الحد من الموجات المدمرة من الأعاصير.
ينتهي المطاف بالآلاف من القطع المرجانية المحفوظة على هيئة صفوف في الأحواض المليئة بالمياه الخاضعة للسيطرة البيئية والمناخ في أماكن مثل معمل «كيز مارين» التابع لمعهد فلوريدا لعلوم المحيطات، لقد استوعب هذا المعمل بالفعل ما لا يقل عن 1500 من الشعاب المرجانية ويتوقع أن يرتفع العدد إلى خمسة آلاف أو أكثر مع بدء عملية الإنقاذ الكبيرة.
وقالت سينثيا لويس، عالمة الأحياء ومديرة معمل «كيز مارين» لشبكة CNN، «في هذه المرحلة نحن في وضع الطوارئ لفرز الشعاب المرجانية»، «بعض هذه الشعاب المرجانية التي جاءت الأسبوع الماضي كانت تبدو سيئة للغاية، وقد نفقدها»، وأضافت لويس «إنه بينما كان الكثير من الشعاب المرجانية في حالة جيدة، فإن نحو 10 في المئة منها يموت في المختبر».
لكن الخبراء قالوا إن كل قطعة يتم إنقاذها ستساعدهم في التعرف على الشعاب المرجانية التي يمكنها البقاء على قيد الحياة في المحيطات الأكثر دفئاً، وستكون أيضاً الأساس لإعادة بناء الشعاب المرجانية في فلوريدا بعد حدث «التبييض» أي فقدان الألوان الذي حدث هذا العام.
(إيريك زيركل، CNN)