خلص تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إلى أن الدول المتقدمة ربّما حققت أخيراً هدفها المناخي الذي طال انتظاره وهو توفير 100 مليار دولار لتمويل خطط مكافحة آثار تغير المناخ على الدول النامية في عام 2022.

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ماثياس كورمان في التقرير «بناءً على البيانات الأولية التي لم يتم التحقق منها بعد، يبدو من المرجح أن الهدف تحقق بالفعل بدءاً من عام 2022».

ويقدر التقرير أن الدول المتقدمة قدمت 89.6 مليار دولار لتمويل المناخ في عام 2021، بزيادة قدرها 8 في المئة على مستويات عام 2020، وأن هدف 100 مليار دولار -الذي كان من المقرر في الأصل تحقيقه بحلول عام 2020- قد تحقق على الأرجح في عام 2022.

ما هو الالتزام بتمويل المناخ بقيمة 100 مليار دولار؟

تحدد هدف 100 مليار دولار لتمويل العمل المناخي في البلدان النامية بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، لأول مرة في مؤتمر كوبنهاغن لتغير المناخ عام 2009.

وكان الهدف منه تزويد البلدان النامية بالموارد التي تحتاج إليها للتكيّف مع تغيّر المناخ والتخفيف من آثاره.

ومع ذلك، فلم تف الدول بالمواعيد النهائية لهذا الهدف مراراً وتكراراً.

ويعود ذلك في جانب منه إلى الافتقار إلى الإرادة السياسية بين الدول المتقدمة، وفقاً لوكالة «رويترز».

ومنذ عام 2015، قيمت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التقدم المحرز نحو تحقيق هدف الدول المتقدمة المتمثل في توفير وتعبئة 100 مليار دولار أميركي من تمويل المناخ سنوياً بناءً على طلب الدول المتقدمة.

ويشير تقرير المنظمة الأخير إلى أن البلدان المتقدمة ربما بدأت أخيراً تأخذ تمويل المناخ على محمل الجد.

تمويل التخفيف والتكيف

وخلص التقرير إلى أن تدفقات تمويل المناخ زادت بنسبة 23 في المئة في عام 2022 مقارنة بالعام السابق، وكانت هذه الزيادة مدفوعة إلى حد كبير بارتفاع التمويل الخاص، ما شكّل 60 في المئة من إجمالي تدفقات تمويل المناخ في عام 2022.

كما وجد تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن تمويل التكيف لا يزال متخلفاً عن تمويل التخفيف، مشيراً إلى أن تمويل التكيّف لم يمثل سوى 25 في المئة من إجمالي تدفقات تمويل المناخ في عام 2022 ما شكّل مصدر قلق كبير، إذ إن البلدان النامية تأثرت وما زالت بشكل غير متناسب بآثار تغيّر المناخ.

ويمثّل تحقيق الهدف بتوفير 100 مليار دولار حدثاً مهماً لكنه مجرد بداية.

ويسلط التقرير الضوء على ضرورة مواصلة العمل للوفاء بالتزامات الدول المتقدمة المتعلقة بتمويل المناخ، كما يتعيّن عليها بذل المزيد من الجهود لمساعدة البلدان النامية على التكيف مع تغير المناخ.

وقالت ألمانيا وكندا، الرئيسان المشاركان لحملة دولية لضمان تحقيق هدف الـ100 مليار دولار، إن البيان «تحديث مرحب به» وأضافتا أن احتياجات تمويل المناخ العالمية كبيرة وتنمو بسرعة.

وأشارت الحكومتان في رسالة مفتوحة إلى أنه «نحن بحاجة إلى العمل والتعاون من جميع الجهات الفاعلة -المحلية والدولية والعامة والخاصة- لتحويل تريليونات الدولارات اللازمة للانتقال إلى عالم خالٍ من الكربون وقادر على التكيف مع المناخ».

ولفتت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن الاحتياجات الفعلية للاستثمار المناخي في الاقتصادات الناشئة قد تصل إلى تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2025.

وصرحت مبعوثة المناخ لجزر مارشال تينا ستيج لـ«رويترز» بأن «تسليم 100 مليار دولار أمر بالغ الأهمية».

وأضافت «من بناء الجدران البحرية للتكيف مع تغير المناخ، إلى تركيب مصادر الطاقة المتجددة، إلى مساعدة الناس على إعادة بناء حياتهم وسبل عيشهم إذا اضطروا إلى الرحيل، كل هذه الأشياء تكلف المال».

ومن المقرر عقد المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف (كوب 28) في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) في مدينة إكسبو دبي في الفترة من 30 نوفمبر تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر كانون الأول 2023.

ومن المتوقع أن يكون تمويل المناخ محور التركيز الرئيسي وقد تُحشد بعض النوايا السياسية الحسنة خلال مفاوضات القمة.