تسعى العديد من دول العالم لخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن القطاعات الصناعية المختلفة، ويأتي انعقاد مؤتمر الأطراف كوب 28 في دبي بهدف تضافر تلك الجهود للتوصل إلى قرارات حاسمة لإنقاذ الكوكب.
وتجتمع أكثر من 190 دولة في مدينة دبي في «كوب28» منذ يوم الخميس في محاولة لوضع العالم على المسار الصحيح لتحقيق هدف باريس المتمثل في عدم تجاوز ارتفاع درجة حرارة العالم حدّ الـ1.5 درجة مئوية.
يأتي ذلك في وقت أظهرت تقارير حديثة أن عمليات توليد الكهرباء في الصين و الهند وإنتاج النفط والغاز في أميركا هي المسؤول الأكبر عن زيادة معدلات الغازات الدفيئة منذ توقيع اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015.
ورصدت التقارير ارتفاعاً ملموساً في انبعاثات غاز الميثان الأقوى بنحو 80 ضعفاً من ثاني أكسيد الكربون خلال الفترة الماضية، وذلك على الرغم من توقيع أكثر من 100 دولة على تعهدات خفض الغاز.
وكشف الخبراء أن العديد من الدول والشركات لم تلتزم بالإبلاغ عن انبعاثاتها بدقة على الرغم من توقيعها على اتفاقية باريس التي تلزم الأطراف الموقعة بالإبلاغ عن انبعاثاتها الضارة.
قطاع الطاقة من أوائل المتهمين
بلغ حجم الانبعاثات الكربونية حول العالم نحو 43.64 مليار طن خلال العام الماضي بينما بلغ حجم انبعاثات غاز الميثان 402 مليون طن خلال الفترة نفسها، وفقاً لبيانات موقع كلايمت ترايس المتخصص في بيانات الانبعاثات العالمية.
يُعد غاز الميثان أحد أقوى غازات الاحتباس الحراري المتسببة في ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، وهو مسؤول عن نحو 30 في المئة من ارتفاع درجة حرارة العالم منذ الثورة الصناعية، وتسجل انبعاثات الميثان حالياً أعلى مستوياتها في 800 ألف عام، وفقاً لتقرير أوردته وكالة الطاقة الدولية.
وبحسب تقرير الوكالة، يمثل قطاع الطاقة -خاصة الفحم- ما يقرب من 40 في المئة من انبعاثات الميثان العالمية، وتأتي الصين في صدارة الدول من حيث مستوى الانبعاثات العالمية من هذا الغاز الدفيء، تليها روسيا ثم الولايات المتحدة.
ويسهم القطاع بنحو 14.99 مليار طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون حول العالم و150 مليون من انبعاثات غاز الميثان، بحسب بيانات كلايمت ترايس.
الصين
ووفقاً لموقع كلايميت ترايس، بلغ إجمالي انبعاثات الصين من الميثان نحو 74.68 مليون طن بينما بلغت انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون نحو 15.56 مليار طن خلال عام 2022، من بينها 4.68 مليار طن لأغراض توليد الكهرباء.
وأطلقت مناجم الفحم في الصين نحو 1.01 مليار طن من الانبعاثات الكربونية في عام 2022، مقابل 720 مليون طن أطلقتها المواصلات البرية.
وكانت الصين قد وقّعت تعهداً جديداً يشمل إدراج الميثان في خططها المناخية الوطنية لأول مرة، إلى جانب تعاونها مع الولايات المتحدة لإيجاد طرق للحد من انبعاثات الميثان.
الهند وأميركا
وأوضح التقرير أن الهند مسؤولة عن 4 مليارات طن من انبعاثات الكربون منها 1.25 مليار طن ناتجة عن توليد الكهرباء مقابل 6.43 مليون طن لاستخدامات الطاقة المتعددة.
وأشار إلى أن حجم انبعاثات غاز الميثان في الهند وصل إلى 30.97 مليون طن خلال عام 2022 بينما بلغ حجم الانبعاثات الكربونية 2.88 مليار طن.
وفي أميركا، تسبب عمليات إنتاج النفط والغاز في إطلاق 1.10 مليار طن من الانبعاثات الكربونية من إجمالي انبعاثات قدرها 6.9 مليار طن خلال العام الماضي بينما بلغت انبعاثات غاز الميثان 31.88 مليون طن.
الرحلات الجوية والبرية
أشار التقرير إلى عدد من القطاعات التي أسهمت بشكلٍ كبير في تفاقم الانبعاثات الكربونية حول العالم خلال العامين الماضيين، من بينها قطاع الطيران، إذ أسهمت الرحلات الجوية الدولية بنحو 3160 طن من انبعاثات الميثان و451 مليون طن من انبعاثات ثاني أُكسيد الكربون بزيادة قدرها 74 في المئة.
وبلغت انبعاثات غاز الميثان من رحلات الطيران الداخلية نحو 2262 طن، مقابل 780 مليون طن من انبعاثات الكربون بزيادة قدرها 18 في المئة خلال العام الماضي.
أما الانبعاثات الكربونية الناتجة عن المواصلات البرية، فارتفعت بنحو 3.5 في المئة إلى 6.26 مليار طن خلال عام 2022، تزامناً مع ارتفاع مبيعات سيارات الدفع الرباعي خلال الفترة نفسها.