أعلنت دولة الإمارات -بمشاركة كل من المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وجمهورية قبرص والمملكة المتحدة والولايات المتحدة- عن عزمها فتح ممر بحري لتوصيل كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية عن طريق البحر إلى قطاع غزة.
وأشار بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية الإماراتية على موقعها، يوم الجمعة، إلى أن هذا الإجراء جاء نتيجة «الوضع الإنساني المأساوي في غزة، حيث هناك عائلات وأطفال فلسطينيون أبرياء في حاجة ماسة إلى ضروريات أساسية».
وأشاد البيان بريادة قبرص في إنشاء مبادرة (أمالثيا) التي تحدد آلية لشحن المساعدات بشكل آمن من قبرص إلى غزة عبر البحر، معتبراً إياها جزءاً لا يتجزأ من تمكين هذا الجهد المشترك لإطلاق ممر بحري.
مساعدات إضافية إلى غزة
وأفاد البيان أن الجهات المشاركة في الممر البحري تعتزم البناء على هذا النموذج لتقديم مساعدات إضافية كبيرة عن طريق البحر، والعمل بالتنسيق مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاغ، المكلفة بتيسير وتنسيق ومراقبة والتحقق من تدفق المساعدات إلى غزة.
وأوضح البيان أن الجهود المخلصة التي تبذلها دولة الإمارات لحشد الدعم لهذه المبادرة ستؤدي إلى الشحن الأولي للأغذية عن طريق البحر إلى سكان غزة.
وتجتمع قبرص قريباً مع كبار المسؤولين لمناقشة كيفية تسريع هذه القناة البحرية التي تدعم حاجة الموجودين بقطاع غزة، وتتكامل مع الطرق البرية والجوية، بما في ذلك مصر والأردن.
وأعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق عن مهمة طارئة بقيادة الجيش الأميركي لإنشاء رصيف مؤقت في غزة، بالتنسيق مع الشركاء في المجال الإنساني ودول أخرى، لتمكين إيصال كميات كبيرة من المساعدات عن طريق البحر، حيث سيتم تنسيق هذه الجهود بشكل وثيق مع حكومة إسرائيل.
أمر معقد
وأشار البيان إلى أن إيصال المساعدات الإنسانية مباشرة إلى غزة عن طريق البحر سيكون «أمراً معقداً»، مؤكداً استمرار الدول المشاركة في الممر في تقييم وتعديل جهودها لضمان تقديم المساعدات بأكبر قدر ممكن من الفاعلية.
وأكد البيان أن هذا الممر البحري من الممكن أن يكون جزءاً من جهد متواصل لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى غزة عبر جميع الطرق الممكنة.
وأضاف «سنواصل العمل مع إسرائيل لتوسيع عمليات التسليم عن طريق البر، ونُصرُّ على تسهيل المزيد من الطرق وفتح معابر إضافية لتوصيل المزيد من المساعدات لعدد أكبر من الناس، ونؤكد أن حماية أرواح المدنيين عنصر أساسي في القانون الإنساني الدولي ويجب احترامه».
كما أكد ضرورة فعل المزيد لضمان وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين هم في أمسّ الحاجة إليها في غزة.
الوضع الإنساني في غزة
وتعاني غزة من وضع إنساني صعب، إذ يواجه نحو 2.2 مليون شخص شبح المجاعة أو سوء التغذية، بحسب بيانات صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
من بينهم 1.17 مليون شخص يحتاجون لمساعدات طارئة من الغذاء، فيما يواجه نصف مليون نسمة مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي.
وبالإضافة للوضع الإنساني الصعب فيما يخص الغذاء، هناك أوضاع اجتماعية أسوأ، حيث يوجد 1.7 مليون نازح داخلياً، بالإضافة إلى حاجة مليون طفل إلى الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، كما أن هناك نحو 17 ألف طفل غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عن آبائهم، بحسب المصدر نفسه.
كما يواجه القطاع أوضاعاً صحية متردية، إذا إن هناك 12 مستشفى فقط تعمل بشكل جزئي، 6 منها في الشمال، و6 في الجنوب، كما أن اثنين من أصل 3 مستشفيات ميدانية تعمل بكامل طاقتها، وتضرر نحو 155 منشأة صحية إضافة إلى 126 سيارة إسعاف و17 فريقاً طبياً جراء الحرب في غزة.
الأمن المائي تضرر بشكل كبير هو الآخر في غزة، إذ إن واحداً من كل ثلاثة خطوط أنابيب مياه قادمة من إسرائيل تعمل بنسبة 42 في المئة فقط من طاقتها الكاملة، كما أن 83 في المئة من آبار المياه الجوفية لا تعمل، وجميع أنظمة معالجة مياه الصرف الصحي معطلة، كما تم تدمير 132 بئر مياه جوفية.
وللحصول على صورة أوضح فإنه قبل وقوع الحرب في أكتوبر تشرين الثاني، كان يدخل القطاع نحو 500 شاحنة يومياً في عام 2023، بما فيها شاحنات الوقود، وهو رقم كان لا يكفي احتياجات القطاع في الأوضاع العادية.
ولمعرفة مدى تردي الأوضاع الإنسانية فإنه مع تحسن أوضاع تدفق الشاحنات إلى القطاع بلغ متوسط عدد الشاحنات التي دخلت خلال الأيام الستة الأولى من شهر مارس آذار الحالي نحو 154 شاحنة، أي أقل من ثلث متوسط الشاحنات قبل الأزمة، وهو ما يعني أن القليل فقط هو الذي يصل إلى المحتاجين في غزة.
الأونروا ترحب
من جانبه رحب عدنان أبوحسنة، المستشار الإعلامي باسم الأونروا ، في تصريحات لـ«CNN الاقتصادية»، بهذا الاتفاق أو «أي وسيلة من شأنها إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة».
وأكد أن تدفق المساعدات عبر البحر لن يكون بديلاً عن المساعدات التي يجب استمرار إدخالها من خلال المعابر البرية، خاصة في ظل الاحتياجات الكبيرة للسكان في غزة.
وأفاد بأن آليات إدخال المساعدات عبر الممر البحري هي التي ستحدد مدى فعالية تلك الطريقة في إدخال المساعدات الإنسانية لمتضرري الحرب في غزة.