لم يتبقَّ سوى ست سنوات حتى عام 2030، وهو العام الذي تعهد فيه زعماء 145 دولة بوقف خسارة الغابات وعكس مسارها في ما يُسمى إعلان غلاسكو بشأن الغابات واستخدام الأراضي في عام 2021، ورغم أن الانخفاض في خسارة الغابات على الكوكب يبشر بالخير في ما يتصل بهذا الالتزام، فإنه من الواضح أن العالم لا يزال بعيداً كل البعد عن تحقيق أهدافه بسبب الخسارة المستمرة في الغابات الاستوائية.

في الفترة ما بين عامي 2022 و2023، شهدت البرازيل وكولومبيا (من أكثر البلدان فقداً للغابات) انخفاضاً ملحوظاً بنسبة 36 في المئة و49 في المئة في فقدان الغابات الأولية على التوالي، ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الانخفاضات الهائلة، ظل معدل فقدان الغابات الأولية الاستوائية في عام 2023 ثابتاً، وفقاً لبيانات جديدة من مختبر GLAD التابع لجامعة ماريلاند، والمتاحة على منصة Global Forest Watch التابعة لمعهد الموارد العالمية.

وبما أن بعض البلدان تبدي إرادة سياسية للحد من فقدان الغابات، بينما لا تفعل بلدان أخرى ذلك، فإن حدود فقدان الغابات تتغير، فقد قابلت الانخفاضات الملحوظة في البرازيل وكولومبيا زيادات حادة في فقدان الغابات في بوليفيا ولاوس ونيكاراغوا، وزيادات أكثر تواضعاً في بلدان أخرى.

بلغ إجمالي خسارة الغابات الأولية الاستوائية في عام 2023 ما مجموعه 3.7 مليون هكتار، وهو ما يعادل خسارة ما يقرب من 10 ملاعب كرة قدم من الغابات في الدقيقة.

وبحسب معهد الموارد العالمية، ورغم أن هذا يمثل انخفاضاً بنسبة 9% عن عام 2022، فإن المعدل في عام 2023 كان متطابقاً تقريباً مع معدل عامي 2019 و2021.

وأنتجت كل هذه الخسارة في الغابات 2.4 غيغا طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في عام 2023، وهو ما يعادل ما يقرب من نصف انبعاثات الوقود الأحفوري السنوية في الولايات المتحدة.

أهمية الغابات لكوكب الأرض

تُعد الغابات أنظمة بيئية أساسية لمكافحة تغير المناخ ودعم سبل العيش وحماية التنوع البيولوجي.

تبرز أهمية الغابات على مستوى المناخ، فمع مواجهة العالم «للإنذار الأخير» بشأن أزمة المناخ، فإن الحد من إزالة الغابات يعد أحد أكثر التدابير فعالية من حيث التكلفة للتخفيف من آثار تغير المناخ، فالغابات تشكل مصدراً ومصرفاً للكربون، حيث تزيل ثاني أكسيد الكربون من الهواء عندما تكون قائمة أو تتجدد، وتنبعث منه عندما يتم إزالتها أو تدهورها.

وتبدو أهمية الغابات واضحة في الرفاهية البشرية، إذ يعتمد نحو 1.6 مليار شخص، بما في ذلك ما يقرب من 70 مليون شخص من الشعوب الأصلية، على موارد الغابات في معيشتهم، كما تؤثر إزالة الغابات، خاصة في المناطق الاستوائية، على درجات الحرارة المحلية وهطول الأمطار بطرق يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التأثيرات المحلية لتغير المناخ العالمي، مع عواقب على صحة الإنسان والإنتاجية الزراعية.

كما تؤثر الغابات بشكل كبير على التنوع البيولوجي، حيث تحتوي الغابات على أكبر قدر من التنوع البيولوجي مقارنة بأي نظام بيئي على وجه الأرض، وفي المقابل، تلعب الأنواع التي تعيش داخل الغابات دوراً مهماً في الحفاظ على النظم البيئية والموارد والخدمات الصحية التي يعتمد عليها الناس.

أكثر الدول خسارة للغابات 2023

ورغم إحراز بعض التقدم في الحد من خسارة الغابات، خاصة في البرازيل، حيث إن الخسائر التي تكبدتها البرازيل في عام 2023 والتي بلغت 1.14 مليون هكتار أقل بكثير من خسارتها في عام 2022 التي بلغت 1.77 مليون هكتار، إلا أن خسائر الغابات في بلاد السامبا لا تزال كبيرة جداً.

وكانت جمهورية الكونغو الديمقراطية، وبوليفيا، وإندونيسيا، وبيرو هي البلدان الأربعة الأخرى التي احتلت المراكز من الثاني حتى الخامس، حيث خسرت مجتمعة ما يقرب من 1.5 مليون هكتار من الغابات الاستوائية فيما بينها.

ولم تشهد كل البلدان الاستوائية انخفاضاً في خسارة الغابات الأولية مثل البرازيل وكولومبيا، فقد شهدت بوليفيا ولاوس ونيكاراغوا زيادات سريعة في خسارة الغابات في عام 2023، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى الحرائق (في حالة بوليفيا) وتوسع الأراضي الزراعية.